"يوم روسيا" يدخل دائرة حرب موسكو والغرب.. إشارات سلبية
12:02 - 13 يونيو 2022في العيد الوطني لروسيا، الموافق الأحد 12 يونيو، وجَّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تهنئة للشعب الروسي، تمنى له فيها التخلص من "القمع"، في إشارة اعتُبرت ضمن الحرب الإعلامية والنفسية بين الغرب وروسيا.
وقال بلينكن في بيان إنه "في يوم روسيا، ندرك رغبات الشعب الروسي الذي لا يزال يسعى، كما فعل في يونيو 1990، نحو تحقيق الحرية والكرامة"، وإن "المواطنين الروس يستحقون، مثلهم مثل الناس في كل مكان، أن يحيوا حياة خالية من القمع"، في إشارة إلى نظام الحكم الروسي الحالي.
وتحتفل روسيا بـ"يوم روسيا"، حيث تم في 12 يونيو 1990 إعلان وثيقة "سيادة روسيا"، باستقلالها عن الاتحاد السوفييتي، وحينها تم اعتماد منصب الرئيس والعلم والنشيد الوطني والدستور الجديد.
تحريض إعلامي
تصريحات بلينكن اعتُبرت ضمن تقليب الرأي العام في روسيا ضد الرئيس فلاديمير بوتن، حسب الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، وذلك في إطار الحرب الإعلامية الساخنة.
وفي إطار ذات الحرب، يشير بلافريف، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى "التضييق" الذي تمارسه دول الغرب على المنابر الروسية الإعلامية.
واستشهد في ذلك بقرار مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تفعيل حظر بث قناة "آر تي" ووكالة أنباء "سبوتنيك" الروسيتين، وغيرهما في دول الاتحاد الأوروبي قبل شهرين.
حجب متبادل
قرارات حجب المواقع والصحف منذ العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا عملية متبادلة بين الطرفين، ففيما اعتبرته موسكو ردًّا على التضييق على إعلامها، وتحيز مواقع مثل "تويتر" و"يوتيوب" ضدها، حجبت هيئة تنظيم الاتصالات الروسية في مارس 2022، الخدمة الإخبارية التي يقدمها محرك البحث "غوغل" الأميركي.
كما حجبت الهيئة الفيدرالية للرقابة على الاتصالات (روس كوم نادزور)، موقعي "فيسبوك" و"تويتر" بعد 10 أيام فقط من بدء العملية العسكرية فبراير الماضي، وقرارات لاحقة بحجب مواقع إذاعة فرنسا الدولية وصحيفة "موسكو تايمز" و"ميديازونا" الإخباري وقناة "يورونيوز" ومنصات أخرى، بسبب نشر "معلومات مضللة" حول ما سمي بـ"العملية الخاصة" لموسكو.
وفي هذا يؤكد الباحث الروسي، أن الصراع الإعلامي الدائر بين روسيا والغرب لا يقل في خطورته عن الصراع على أرض أوكرانيا.
يتفق في الرأي مدير مركز المصريين للدراسات الإعلامية والسياسية عادل عامر قائلًا لـ"سكاي نيوز عربية"، إن كل طرف يسعى من خلال نوافذه الإعلامية إلى أن يكون المسيطر في توجيه المعلومات الخاصة بما يجري على أرض المعركة في سباق كسب تعاطف الرأي العام.
لمن النصر الإعلامي؟
في تقدير عامر، فإن فرص كسب المعركة الإعلامية قد تكون متساوية، إلا أن الكفّة قد تميل بعض الشيء لصالح دول الغرب بحكم كثرتها وضخامة عدد مستخدميها.
وحسب بلافريف فإن الغرب يستغل الأخبار "المفبركة بالفعل لشيطنة موسكو"، ضاربًا المثل على نوعية الأخبار هذه بالقول: "لا ننسى أنه بناءً على نجاح الميديا الغربية في الترويج لمذابح واغتصابات وجرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية في مدينتي بوتشا وماريوبول، خرجت فرنسا بشكل كبير من صف الحياد الأوروبي".
كما يلفت بلافريف إلى سلاح الشائعات، ومنها الحديث عن تدهور الحالة الصحية للرئيس فلاديمير بوتن، حتى زعمت تقارير غربية أنه سيموت بعد عامين أو ثلاثة أعوام، وأنه مريض بالسرطان، رغم ظهور بوتن في أكثر من مناسبة بصحة جيدة.
ومعترفًا بتفوق سلاح الإعلام الغربي، يقول الباحث الروسي إنه "لا شك أن هذه الإشاعات لها تأثير قوي على الحرب، كما نجح أحيانًا في كسب تعاطف الشعوب"، غير أنه اختتم بأن "ما يحدث من هيستيريا إشاعات يكشف زيف الإعلام الأوروبي والأميركي"، حسب وصفه.