لماذا أغضب تحالف بولندا وأوكرانيا لتصنيع السلاح روسيا؟
04:17 - 04 يونيو 2022وقعت بولندا وأوكرانيا، يوم الأربعاء، اتفاقية لإقامة مشروع مشترك لتصنيع السلاح والمعدات العسكرية مع كييف، في وقت تبرعت وارسو بأكثر من 240 دبابة T-72 حديثة لدعم أوكرانيا.
وفيما باعت بولندا 60 مدفع هاوتزر ذاتي الدفع من طراز Krab لأوكرانيا، أعلنت واشنطن بناء أكثر من 110 منشآت عسكرية أميركية في بولندا خلال السنوات العشر المقبلة.
وتتهم روسيا بولندا بمحاولة "ضم ناعم" للأراضي الأوكرانية، بعد توقيعهما مؤخرا اتفاقا يقضي بتسهيل عمليات عبور شحنات الحبوب عبر نقاط التفتيش الحدودية المشتركة بين البلدين.
ويري مراقبون أن إعلان الشراكة الجديدة بين بولندا وأوكرانيا من جانب، وبين واشنطن ووارسو على الجانب الآخر، يؤكد إصرار الغرب على إطالة أمد الحرب والدخول في نزاع مفتوح لمحاولة استنزاف روسيا اقتصاديا وعسكريا.
اتفاق تصنيع السلاح
وعٌقدت، يوم الأربعاء، مشاورات حكومية دولية بمشاركة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، ورئيس وزراء بولندا، ماتيوش مورافيتسكي، تم خلالها التوقيع على مذكرة لتشكيل لجنة أوكرانية- بولندية دائمة للتعاون العسكري والدفاعي بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، إن أوكرانيا وبولندا ستقيمان مشروعا مشتركا لتصنيع الأسلحة والمعدات العسكرية.
وقال شميهال عقب اجتماع الطرفين: "ستعد هذه اللجنة توصيات بإنشاء مشروع أوكراني ــ بولندي مشترك لتصنيع الأسلحة والمعدات العسكرية، وهذا سيرفع تعاوننا الدفاعي والعسكري إلى مستوى جديد، وسيسمح لنا بابتكار أنواع حديثة من الأسلحة الدفاعية"، وفق وكالة "نوفستي" الروسية.
كما وثقت لقطات فيديو نقل أكثر من 240 دبابة T-72 حديثة تبرعت بها بولندا إلى عمق أوكرانيا للتحضير للمعارك في منطقة دونباس.
ووفق تقارير غربية، قال مسؤولون بولنديون، إن الدبابات التي تعود لحقبة الاتحاد السوفيتي إلى أوكرانيا، وتكفي لتشكيل لواءين من هذا السلاح.
وكانت بولندا قدمت لأوكرانيا طائرات استطلاع بدون طيار مصنعة محليًا وعشرات مركبات المشاة القتالية، فضلاً عن إرسال النفط براً لتشغيل المركبات العسكرية لكييف.
كما ستبيع بولندا ثلاثة أسراب أخرى من مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز Krab عيار 155 ملم إلى أوكرانيا. وفقا لموقع الأخبار البولندي Dzennik.
وقال البيان إن عقد توريد قطع المدفعية بقيمة 3 مليارات زلوتي بولندي (700 مليون دولار) أصبح أكبر طلب تصدير عسكري في بولندا في السنوات العشرين الماضية.
كما سيتم تسليم الأنظمة المدفعية إلى أوكرانيا في الأشهر القليلة المقبلة، فيما أصبحت أوكرانيا أول عميل خارجي لهذا النوع من الأسلحة.
وقبل أيام هدد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف الموالي لروسيا، بولندا بنفس مصير أوكرانيا.
كما حذر نائب مجلس الدوما الروسي عن منطقة القرم ميخائيل شيرميت، القيادة البولندية من "الأعمال المتهورة المتعلقة بمحاولة منع روسيا من استكمال نزع السلاح واجتثاث النازية من أوكرانيا" وفقا لتعبيره.
ويقول المحلل السياسي الروسي فيكتور شوغالي، إن الاتفاقات الجديدة بين وارسو وكييف هي "ضم ناعم" من بولندا للأراضي الغربية لأوكرانيا.
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "وارسو قررت استعادة 5 مناطق أوكرانية، كما تعتزم الاستفادة بشكل كبير من النزاع بزيادة نفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي في غرب أوكرانيا".
منشآت أميركية ودعم أوروبي
وفي إطار خطة دعم الولايات المتحدة لبولندا لمساعدة أوكرانيا، أعلن السفير الأمريكي لدى بولندا ماريك بريجنسكي، الخميس، بناء أكثر من 110 منشآت عسكرية أمريكية في بولندا خلال السنوات العشر القادمة.
وقال بريجنسكي للصحفيين في بلدة بويدز البولندية التي تتمركز فيها كتيبة قتالية أمريكية، والتي بدأ فيها اليوم الخميس بناء مستودع للأسلحة.
وقال بريجنسكي: "حفل وضع حجر الأساس اليوم هو مجرد واحد من ثماني فعاليات أخرى مخططة، وستجري خلال الصيف. هناك أكثر من 110 منشآت مماثلة مخطط لتشييدها على مدى السنوات العشر المقبلة".
ومع القرار الروسي بوقف الغاز عن بولندا، تطالب وارسو بأن تكون مركزا لجمع التبرعات الدولية لإعمار أوكرانيا.
وعلى إثر ذلك اعتمدت المفوضية الأوروبية، الخميس، خطة لدعم اقتصاد بولندا المتضرر من جائحة فيروس كورونا، بمبلغ إجمالي يزيد عن 35 مليار يورو.
وقالت، في بيان، إنها "قدمت تقييما إيجابيا لخطة التعافي الاقتصادي في بولندا، وهي خطوة مهمة نحو تزويد هذا البلد بـ 23.9 مليار يورو في شكل منح و11.5 مليار يورو في شكل قروض، في إطار صندوق الاتحاد الأوروبي للإنعاش والاستقرار".
ويقول الباحث في العلاقات الدولية جمال عبد الحميد، إن التبرع الكبير بالمعدات الثقيلة من الغرب لأوكرانيا يكشف عن أن الغرب لديه تصميم على إطالة أمد الحرب لاستنزاف روسيا اقتصاديا وعسكريا.
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "بولندا ليست الدولة الوحيدة التي تبرعت بالدبابات، لكنها أعطت أوكرانيا أكثر بكثير مما قدمه أي حليف غربي آخر"، لافتاً إلى أن التهديد الروسي لبولندا دفعها لإقامة تحالفات عسكرية مع كييف لمنع تمدد الحرب إلى أراضيها".