أعراض ومواجهة.. مصر تطلق دليلًا صحياً للتعامل مع جدري القرود
01:09 - 02 يونيو 2022أصدرت السلطات الصحية في مصر دليلًا للتعريف بحالات الإصابة بجدري القرود، وخطوات التعامل مع الحالات المُصابة والمخالطين، مع التأكيد على خلو البلاد من حالات الاشتباه إلى الآن.
وشمل الدليل الإرشادي الذي أصدره قطاع الطب الوقائي في مصر متضمنًا تعريفًا بتفاصيل التفشي الوبائي لجدري القرود خارج إفريقيا، وطرق انتقال العدوى، وأعراض وعلامات المرض، مع إجراءات الوقاية والحد من خطورة الإصابة بالعدوى بين البشر.
ولمعرفة وضع الفيروس في مصر، أجرى مسؤولو الطب الوقائي في الصحة المصرية، تقييمًا لمخاطر مرض جدرى القرود بناءً على الوضع العالمي والمحلي، وانتهى إلى وجود مخاطر منخفضة حتى نهاية مايو، على أن يتم إعادة تقييم المخاطر بصفة دورية بناء على مستجدات الوضع الوبائي العالمي والإقليمي والمحلي.
وأشار الدليل إلى عدد من إجراءات الحجر الصحي بمنافذ الدخول في المطارات والموانئ، بتولي فرق الحجر الصحي تطبيق الإجراءات الوقائية حيال القادمين من الدول المتوطنة بجدري القرود أو الدول التي أبلغت مؤخرًا عن حالات جديدة؛ للاكتشاف المبكر للحالات ومنع دخولها، على أن تشمل تلك الإجراءات: مراقبة درجات الحرارة للقادمين من الخارج من خلال الكاميرات والبوابات الحرارية، والمناظرة البصرية للركاب وأطقم وسائل النقل القادمين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وبالإضافة لذلك يتم اتخاذ الاحتياطات القصوى لمكافحة العدوى عند التعامل مع الحالات المشتبهة، وعزل الحالة المشتبه في إصابتها فور اكتشافها وفصلها عن مسار الركاب، وتحويلها إلى أقرب مستشفى حميات للتعامل الفوري معها.
انتقال العدوى والأعراض
ووفق الدليل المصري، فإن مرض جدري القرود ينتقل في الأساس من الحيوان إلى الإنسان، ولكن انتقاله من إنسان إلى آخر يظل محدودًا، عن طريق دخول الفيروس الجسم من خلال الجلد المخدوش أو من خلال الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية (العين أو الأنف أو الفم).
وتشمل طرق انتقال العدوى، عن طريق التعرض المباشر وجها لوجه لمدة طويلة للرذاذ التنفسي أثناء السعال أو العطس، مما يعرض أفراد الأسرة أو الفريق الصحي دون تطبيق إجراءات مكافحة العدوى لخطر الإصابة، وكذلك لمس التقرحات الجلدية أو البثور أو قشور جلد جدري القرود لشخص مصاب، والاتصال الجسدي الوثيق مع جلد شخص مصاب، أو ملامسة الأسطح والأدوات الملوثة بسوائل المريض، ومن الأم للجنين عبر المشيمة (جدري القرود الخلقي) أو أثناء الاتصال الوثيق أثناء الولادة وبعدها.
وتتراوح فترة حضانة المرض بين 5 أيام وحتى 21 يومًا، وفي أغلب الأحيان تكون من 6 إلى 13 يوما.
وتنقسم فترة الأعراض إلى مرحلتين، الأولى بداية الإصابة ومهاجمة الجهاز المناعي، وتتضمن ارتفاع درجة الحرارة يصاحبها صداع شديد وتضخم بالغدد اللمفاوية التي تعتبر من الأعراض المميزة للمرض، والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد، وقد تستمر لـ 5 أيام.
أما المرحلة الثانية فهي فترة ظهور الطفح الجلدي، وتحدث عادة بعد مرور يوم واحد إلى 3 أيام عقب الإصابة بالحمى حسب الحالة المناعية للمصاب.
ويبدأ الطفح الجلدي على الوجه في أغلب الأحيان ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الأطراف والأغشية المخاطية للفم والعين والأعضاء التناسلية.
لا علاج مُحدّد
وأكدت وزارة الصحة المصرية أنه لا يوجد علاج محدد لعلاج الإصابة بفيروس جدري القرود حتى الآن، ولكن يجب اللجوء إلى الأدوية التي تعالج الأعراض مع دعم الوظائف الحيوية للمريض وتقديم الرعاية الصحية.
وأوضح الدليل أن هناك مجموعة من العقارات المضادة للفيروسات يتم دراستها حاليا لعلاج حالات جدري القرود ومنها: سيدوفوفير، برينسيدوفوفير، التيكوفيريمات، الذي كان يستخدم في الماضي لحالات الجدري وتم إجازته في الاتحاد الأوروبي مطلع هذا العالم، لكن لا تتوفر حتى الآن بيانات عن فعالية هذه العقارات في علاج الحالات البشرية.
وفي العام 2019، بدأت الدراسات عن لقاح جديد قائم على فيروس لقاح مروّض ومُعدّل للوقاية من جدري القردة، وهو عبارة عن لقاح من جرعتين ولكن لا يزال توافره محدودا وقيد الدراسة.
الوضع الراهن
وبحسب مصدر مسؤول بالصحة المصرية، تحدث لـ"سكاي نيوز عربية"، فإن سلطات الحجر الصحي لم تكتشف أي حالات يُشتبه في إصابتها بفيروس جدري القرود حتى الآن.
وقال المصدر إنه لزيادة التأكيد على مواجهة المرض ومنعه تسلله إلى البلاد، جرى توفير الكواشف المعملية لتشخيص المرض داخل المعامل المركزية؛ للتعامل السريع مع أي حالة إصابة أو اشتباه.
وأضاف أنه "وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فمن المستبعد أن يتحول المرض إلى جائحة على غرار أزمة كورونا، وما قمنا به من تقصي للمخاطر داخل البلاد، أشار إلى وجود مخاطر منخفضة للغاية بشأن هذا المرض محلياً".
واتفق مع ذلك، مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، محمد عوض تاج الدين، بأن جدري القرود لن يصل لمرحلة الوباء.
وقال تاج الدين إن جدري القرود غير موجود في مصر، ولكن علينا اتباع كافة الإجراءات الاحترازية الاستباقية لمنع دخوله إلى البلاد.