بعد شهرين من تشكيلها.. هل تُسقط المعارضة حكومة باكستان؟
04:18 - 21 مايو 2022على وقع توتر الشارع باحتجاجات المعارضة وانحدار الاقتصاد، تواجه الحكومة الباكستانية الجديدة تحديًا كبيرًا للبقاء، رغم أنها لم تكمل شهرين.
ووفق محللين باكستانيين تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن التأزم الاقتصادي والاضطراب السياسي تتحمّل مسؤوليتهما حكومة عمران خان المعزولة بقرار برلماني، والحكومة الحالية المكونة من أحزاب متعارضة الرؤى.
ومنذ عزل خان وهو يحشد أنصاره في المدن للضغط على الحكومة الحالية لتنظيم انتخابات مبكرة يرى أنها ستعيده للحكم.
نقد استثنائي
لكن أكثر التحركات لفتًا للأنظار، وحرجًا للحكومة، أتت من مريم نواز، ابنة رئيس الوزراء السابق نواز شريف ونائبة رئيس حزب "الرابطة الإسلامية" الذي يتزعمه رئيس الوزراء شهباز شريف، التي قالت إنه من الأفضل لحزبها ترك الحكومة بدلًا من إثقال كاهل الناس بمزيد من التضخم.
وأضافت مريم، خلال كلمتها أمام تجمع جماهيري حاشد في مدينة سارجودا: "أنا معكم.. أعتقد بأنّه من الأفضل أن نقول وداعًا للحكومة بدلًا من دفن الجمهور تحت المزيد من التضخم".
غير أنها اعتبرت أن التضخم تفاقم بسبب الحكومة السابقة، قائلة: "لقد دمر عمران خان كل شيء في 4 سنوات، ويريد الآن أن يحاسب شهباز شريف في غضون 4 أشهر".
كما حمّلت مريم نواز، رئيس الوزراء السابق، مسؤولية تراجع قيمة العملة الباكستانية مقابل الدولار كل يوم، وذهبت لأبعد من ذلك بالقول إن "المجرم المسؤول عن ذلك هو خان"، لافتة إلى أنه "في حال اضطرت الحكومة لزيادة سعر البنزين، فإن خان سيكون المسؤول".
تحالف غير طبيعي
الخبير السياسي الباكستاني، فضل بانغش، يرى أن الحكومة الحالية من أسباب الأزمة كذلك، لأنها تكونت من تحالف أحزاب لم يجمع بينها سوى معارضة خان.
ويوضح أن "هذا الاتحاد غير طبيعي لأن كل حزب فيه له نظرية مختلفة وينتقد نظرية الحزب الآخر، ونرى أنه في الماضي القريب كانوا يتهمون بعضهم بعضًا بألقاب سيئة".
ويتوقع الخبير السياسي بأنه إذا ذهبت الأمور إلى الانتخابات المبكرة، فإن كل حزب سيكون معارضًا للآخر لينال الشعبية.
خلافات داخلية
ويتفق المحلل الاستراتيجي الباكستاني، حذيفة فريد، بقوله إن تحالف الحكومة يتشكل من 12 حزبًا، وكل حزب له سياسته الخاصة، يتزعمهم حزب الرابطة الإسلامية بقيادة شهباز شريف الذي له 84 مقعدًا برلمانيًّا يليه حزب الشعب الذي يتزعمه بيلاول بوتو زرداري وله 56 مقعدًا.
وقبل تشكيل الحكومة، وقعت خلافات على الحقائب الوزارية، برزت في معارضة حزب الحركة القومية المتحدة MQM الذي له 7 مقاعد برلمانية، كما استقال من البرلمان نواب حزب الإنصاف الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق عمران خان، حسب فريد الذي اختتم بالقول: "ولذلك أرى أن هذه الحكومة هشة".
تنافس تاريخي
منذ عودة الحياة الحزبية إلى باكستان بعد مقتل الجنرال ضياء الحق عام 1988، بقي تولي السلطة التنفيذية متداولًا حصريًّا بين الحزبين الكبيرين، حزب الشعب بقيادة عائلة بوتو، وحزب الرابطة الإسلامية بقيادة نواز شريف، ولم يتغير الأمر سوى عام 2018 عندما فاز حزب الإنصاف بالانتخابات لأول مرة في تاريخ باكستان.
وحضر البعد العائلي بقوة في مسيرة الأحزاب، حيث تتوارث العائلات قيادة الأحزاب الكبرى؛ خاصةً أن الناخب الباكستاني تقليدي في ولائه السياسي لدرجة ما، وتبقى رمزية العائلة مؤثرة في تماسك الحزب؛ لذلك تولى شهباز شريف قيادة الرابطة بعد تنحي شقيقه نواز عن قيادتها، وآل حزب الشعب إلى بيلاول الشاب؛ لأنه من عائلة بوتو.