"الزائر الأصفر" يعصف بالعراق.. حالات الاختناق بالآلاف
15:44 - 16 مايو 2022يبدو أن "الزائر الأصفر" غير المرغوب به لبلاد الرافدين يأبى الرحيل، حيث تتوالى موجات العواصف الترابية والرملية العاتية في العراق بصورة غير مسبوقة، خلال النصف الأول من هذا العام.
فبعد توقف دام لأيام قليلة، تتعرض العديد من المحافظات العراقية جنوبا مرورا ببغداد ووصولا للمحافظات الشمالية والغربية، منذ ساعات فجر الاثنين الباكرة، لعاصفة ترابية عاتية صبغت مطعم تلك المناطق المتضررة باللون البرتقالي الشاحب.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، عن تسجيل ألفي حالة اختناق بسبب العاصفة الترابية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية أن: "المراكز الصحية مستنفرة بجهودها في تقديم الخدمات الصحية بالدوائر والمستشفيات الصحية"، مردفا أن "الوزارة سجلت اليوم 2000 حالة اختناق مختلفة الشدة في المؤسسات الصحية".
ودعا البدر المواطنين لارتداء الكمامة والتزام المنازل قدر الإمكان، وخاصة الذين يعانون من الربو وعجز القلب"، مشددا على ضرورة ارتداء الملابس والنظارات الواقية عند الخروج.
ويرى خبراء بيئيون ومناخيون أن شح الأمطار والاستهلاك المتعاظم على وقع ذلك للمياه الجوفية دون ضوابط ومراقبة، هو ما يسهم في مضاعفة أكلاف التغير المناخي الباهظة على العراق المهدد باتساع نطاقات التصحر والجفاف داخله، وهو ما ينعكس بشكل واضح عبر هذه العواصف الترابية غير المسبوقة.
وتشكل زيادة الغطاء النباتي وزراعة غابات بأشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح، وتشييد مساحات وأحزمة خضراء محيطة بالمدن والبلدات العراقية، أحد أهم الخطوات الكفيلة بخفض معدل العواصف الرملية واحتواء آثارها المدمرة، والعمل على تنقية الهواء كما يرى الخبراء.
وتعليقا على توالي هذه العواصف الترابية ومخاطرها البيئية والصحية المتعاظمة، يقول الطبيب العراقي، زامو بختيار، في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "مع الأسف وتيرة وحدة هذه العواصف مخيفة خلال الشهرين الماضيين وهذا الشهر الجاري، وهي مؤشر خطير على أن القادم أسوأ، لا سيما مع شح الأمطار عامة هذا العام، وما خلفه من تأثيرات سلبية على المساحات الخضراء والمسطحات المائية التي تنخفض مناسيبها وتكاد تجف تماما".
الجدير بالذكر أنه خلال الأشهر القليلة الأخيرة على وجه الخصوص، تكررت العواصف الترابية بشكل قياسي في العراق، وأدت في بعض الأحيان لإغلاق مطارات البلاد الدولية في بغداد والنجف وأربيل والسليمانية بسبب انعدام الرؤية وسوء الأحوال الجوية نتيجتها.
هذا ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام طوال من فصل الصيف 50 درجة مئوية.