اقتراع لبنانيي الخارج.. خارطة طريق ومبادرات تطوعية لافتة
00:28 - 11 مايو 2022انتهت مرحلة انتخابات المغتربين اللبنانيين حول العالم تاركة بارقة أمل في التغيير، ووصلت صناديق الاقتراع تباعا إلى مصرف لبنان المركزي في بيروت تحت أعين كاميرات المراقبة حتى لا يتم التلاعب بها، بانتظار الأحد المقبل، موعد انتخابات لبنانيي الداخل.
ولم تخف حماسة المغتربين للتصويت لصالح "التغييريين والمستقلين والمجتمع المدني"، في إشارة إلى تيارات المعارضة التي خرجت عن الاحتجاجات الأخيرة، سواء كانوا في دول عربية، لا سيما الخليجية منها، أو في باقي البلدان، لكن نسب الاقتراع لا توحي بتقدم مؤثر لصالح لوائح قوى التغيير، بحسب مجموعة من الآراء استطلعها موقع "سكاي نيوز عربية" في دول الاغتراب، إنما بحدوث خروقات قليلة تخلخل التوازن القائم.
لكن اللافت في الانتخابات، إضافة إلى التنظيم الجيد، كانت حماسة المغترب اللبناني وتطوعه لتنظيم العملية الانتخابية، من خلال مجموعات تكفلت بطباعة الشعارات وتأمين الطعام وغيرها.
ورغم أن مجموعات الثورة والتغيير لم تستطع، بسبب قلة إمكاناتها المادية، نشر مندوبين عنها في 58 دولة جرت فيها عمليات الاقتراع، فقد كانت الأحزاب التقليدية تمتلك ماكينات انتخابية قوية مؤلفة من مجموعات، بينما برزت المقاطعة السنية من خلال انخفاض نسبة المقترعين السنة في دول عربية عدة.
ويشير محمد الذي عمل مندوبا في مركز للانتخاب في الإمارات، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "الأصوات في صناديق عدة صبت في صالح لوائح التغيير، ويمكن القول إن هناك 80 بالمئة صوتوا لصالح هذه اللوائح في بعض الصناديق".
بينما ينتقد سامر من إسطنبول "عدم حضور بعض الشخصيات اللبنانية المعروفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنها مؤيدة للثورة، كي تدلي بصوتها"، لافتا إلى عدم حضور مؤيدي تيار المستقبل التزاما بقرار المقاطعة.
ويؤكد عماد من برلين أن "لوائح التغيير لم يكن لديها مندوبون على كل الصناديق بسبب انعدام الإمكانات المالية، وكان الاعتماد على المتطوعين، وهو أمر صعب لأن لوائح السلطة في المقابل كانت لديها إمكانات كبيرة مالية ولوجستية".
تركوا أطفالهم لساعات
وتقول العضو في شبكة الاغتراب اللبناني نانسي أسطفان، المقيمة في رومانيا، في تعليق لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الإقبال من الناخبين كان لافتا، وهناك من انتخب للمرة الأولى، وهذا دليل واضح لصالح التغيير".
أما عن المندوبين الذين شاركوا، فقالت أسطفان: "الكل كان متطوعا في مختلف الدول باستثناء جماعة الأحزاب. تطوعوا لتأمين الطعام والمياه وطباعة القمصان. كانت مبادرات شخصية وكانت الدهشة واضحة على وجوه مندوبي الأحزاب، إذ استغربوا كيف تعرف الناس على بعضهم بهذه السرعة".
وتتابع: "عدد كبير من اللبنانيين قادوا سياراتهم لمسافات طويلة للوصول إلى المراكز، منهم من ترك أطفاله في المنزل، وأنا واحدة من هؤلاء فقد تركت 3 أولاد لأقدم شيئا للبنان".
ضياع!
وبالنسبة لتعدد اللوائح، خصوصا التغييرية منها، أوضحت أسطفان: "تألمنا ووقعنا في حيرة من أمرنا، ماذا نقول للناخب الذي يسأل عن الفارق بين لائحتين تغييريتين في دائرة واحدة؟ وعن تعدد لوائح المعارضة؟ واجهتنا بالفعل هذه الصعوبة"، في إشارة إلى تعدد لوائح المعارضة مما أدى إلى إرباك الناخبين.
ومن سيدني في أستراليا يتحدث فواز فتفت، وهو أحد العاملين في مجموعة انتخابية، لموقع "سكاي نيوز عربية"، فيقول: "هناك الكثير من اللبنانيين لم يستوعبوا بعض التصرفات، كيف يمكن تسجيل مواطن لينتخب وتأتيه الموافقة لاستخدام أوراق ثبوتية جديدة، ثم يُرفض كناخب؟".
وتابع فتفت: "هذه النقطة تركت علامات استفهام عديدة، إضافة إلى وضع أفراد العائلة نفسها كل في لجنة اقتراع بعيدة جدا، ما أثار البلبلة وكأنه كانت هناك محاولات لتقليل الأصوات".
لكنه أضاف: "المشهد في أستراليا كان مميزا سواء على صعيد التنظيم أو الإقبال. الأجواء كانت حرة أمام المرشحين المستقلين خصوصا الذين يطالبون بالتغيير".
ويتابع فتفت: "المغتربون قاموا بواجبهم على أكمل وجه. الكل يريد التغيير وإبعاد كل من أراد تغطية السلاح غير الشرعي في لبنان. الجميع يعي أهمية الخطاب السياسي الذي تحتاجه الدولة وليس الدويلة، والكل كان متطوعا بشكل فردي. التجاوب والتنظيم كانا سيديّ الموقف".