القوات الروسية في أوكرانيا تحت ضغط الوقت.. والهدف "9 مايو"
10:45 - 30 أبريل 2022توقع خبراء عسكريون ومسؤولون غربيون أن تسرع روسيا من وتيرة عملياتها العسكرية في أوكرانيا، لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض قبل 9 مايو المقبل عندما تحتفل بيوم النصر، الذي يوافق هزيمة ألمانيا النازية عام 1945.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية عن مسؤولين أميركيين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يضع نصب عينيه التاسع من مايو المقبل لإعلانه تحقيق النصر في الشرق الأوكراني (إقليم دونباس).
إلا أن مراقبين ومحللين تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية" عن صعوبات تواجه القوات الروسية في إحراز تقدم ملموس في التاريخ المذكور، خاصة في دونباس، وفي ظل تكثيف الدعم الأميركي والغربي عسكريا وسياسيا لكييف لمساعدتها في الصمود أمام الترسانة العسكرية الروسية.
ووفق تقديرات الاستخبارات الأميركية، فإن بوتن سيستخدم التاسع من مايو موعدا لـ"التظاهر بانتصاره" في أوكرانيا، رغم أنه لن يكون موعدا نهائيا لكسب الحرب، ومن المحتمل ألا يحدث ذلك بحلول ذلك الوقت.
وحتى الآن، لا يزال الجيش الروسي يسعى إلى تحقيق انتصارات عسكرية على الأراضي الأوكرانية، في الوقت الذي عدّل به خططه وسحب قواته من مناطق الشمال، للتركيز على "تحرير" إقليم دونباس حسب وجهة نظر موسكو، باعتباره الهدف الرئيسي من الحرب.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أظهرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) استعدادا مستمرا لتزويد كييف بمعدات أثقل وأنظمة أسلحة أكثر تقدما لمساعدتها على الصمود.
صعوبات كبيرة
ويرى أوليغ إغناتوف كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، المقيم في موسكو، أن هناك صعوبات كبيرة لإعلان روسيا تحقيق أهدافها في أوكرانيا قبل يوم النصر.
وأضاف إغناتوف في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية": "إذا كان يقصد بذلك السيطرة على دونباس، فسيكون من الصعب جدا القيام بذلك. فرغم أنه من المرجح أن تسيطر روسيا على لوغانسك، سيكون من الصعب السيطرة بالكامل على دونيتسكا في القريب العاجل"، حيث إن إقليم دونباس يتألف من المنطقتين.
ومن جهة أخرى، يوضح إغناتوف أنه لا يرى أي حل محتمل يمكنه أن ينهي الحرب بين موسكو وكييف، إذ "تريد روسيا السيطرة على المزيد من الأراضي الأوكرانية، بينما تقول أوكرانيا إن القوات الروسية يجب أن تعود إلى مواقعها قبل الحرب".
وتابع: "لا أساس هنا لمعاهدة سلام بين الأطراف، لذلك أعتقد أن الحرب يمكن أن تستمر لفترة طويلة حتى يقرر أحد الطرفين أو كلاهما أنه لا توجد موارد أخرى لمواصلة الحرب، وقتها سيكون وقف إطلاق النار أمرا لا مفر منه. الموارد ستنفد عاجلا أو آجلا".
وخلال الأيام الماضية، كشفت صور للأقمار الصناعية عن استعدادات روسية على قدم وساق في عدة مواقع استراتيجية جنوبي وشرقي أوكرانيا، كان من بينها إنشاء قاعدتين عسكريتين محتملتين لإعادة الإمداد والصيانة في جنوب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
كما واصلت القوات الروسية قصفها للمدن الواقعة شرقي وجنوبي أوكرانيا، حيث شن الجيش الروسي المزيد من الهجمات بالمدفعية على أجزاء من منطقتي لوغانسك ودونيتسك، بينما يحاول آلاف المدنيين الهروب من شرقي البلاد.
أولويات ميدانية
من جانب آخر، يرى الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمد منصور، أنه "لتحديد إمكانية تحقيق موسكو أهدافها العسكرية في أوكرانيا قبيل ذكرى النصر، يجب تحديد هذه الأهداف، خاصة أن الأولويات الميدانية الروسية تعرضت لعدة تعديلات منذ انطلاق المرحلة الأولى من العمليات على الأرض".
وقال منصور في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "بما أن خط المواجهة الحالي يمتد من الشمال الشرقي وصولا إلى الجنوب الغربي، وتغيب عنه المحاور الشمالية التي كانت تستهدف كييف في المرحلة الأولى، فيمكن القول إن الأهداف الميدانية الروسية تتلخص في السيطرة بشكل كامل على كافة المناطق الإدارية التابعة للوغانسك ودونيتسكا كهدف أساسي، بجانب تأمين كامل الساحل الأوكراني على البحر الأسود وبحر آزوف، وقد يبدو الأخير هدفا ثانويا على المستوى الظاهري، لكنه في واقع الأمر لا يقل أهمية عن الهدف الأول".
وأوضح أن "السمة الأساسية التي يمكن ملاحظتها من متابعة مجريات التحركات الروسية في المرحلة الثانية من العمليات، هي التعجل، رغم حاجة القوات المشاركة في المرحلة الأولى لوقت أطول لإعادة التنظيم وتجهيز المعدات وتعويضها، وهي مهام تحتاج إلى أسابيع وربما أشهر كي تتم على أكمل وجه، وهذه النقطة ربما تكون ضمن النقاط التي ترجح رغبة موسكو في استباق الوقت قبل حلول 9 مايو، وهي الذكرى التي تشير بعض التقديرات إلى أن روسيا تستهدف استغلالها لإعلان انتصار ثان، شرقي وجنوبي أوكرانيا".