سوق NFT تتزايد.. "إنستغرام" تخطط للمنافسة
13:19 - 23 أبريل 2022تخطط شركة "ميتا" لجلب الرموز غير القابلة للاستبدال "NFT" إلى منصة التواصل الاجتماعي "إنستغرام" في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وفقًا لتصريحات مارك زوكربيرغ، وقد سارع العشرات لتأسيس حسابات لهم بالفعل لعرض المقتنيات الخاصة بهم.
وقال مارك زوكربيرغ إن شركته تتجه لإضافة الرموز غير القابلة للاستبدال، وبالرغم من أنه لم يصف كيف قد يبدو ذلك، لكن اقترح أن يكون الناس قادرين على عرض "NFT” الحالية، ومن المحتمل أن تكون جديدة، مشيرًا إلى أن "NFT" يمكن أن تلعب يومًا ما دورًا في ميتافيرس الشركة.
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأميركية، في شهر يناير الماضي، أن فرقًا في "فيسبوك" و"إنستغرام" تعمل على تكامل "NFT"، وأن هناك تقدمًا في الميزات التي تتيح لك استخدام "NFT" كحساب وصك عبر المنصة وتدور المناقشات حول إنشاء سوق.
ما هي NFT؟
تُعَدّ الرموز غير القابلة للاستبدال أو "NFT" ملفات حاسوب تُستخدم لتتبّع ملكية الأصول الرقمية الفريدة؛ مثل اللوحات الفنّية والموسيقى وحتى البطاقات الرياضية الافتراضية على البلوك تشين.
لكن يمكن القول إن هذا التوجه من الشركة سيضيف دفعة قوية لهذا القطاع، خاصة مع دخول "فيسبوك" و"إنستغرام" لقائمة الشركات الخاصة ببيع NFT.
ويعمل تطبيق "إنستغرام" على اختبار طريقة لعرض الـ"NFT"، بينما تطبيق "فيسبوك" يناقش سوقًا من شأنها أن تساعد المستخدمين على شراء أو بيع هذه المقتنيات الرقمية.
سوق قوية
يرى خبراء التكنولوجيا أن شركة "ميتا" تنوي القيام بإطار عمل خاص بها لتمكين مستخدمي المنصة في الـ"ميتافيرس" من بيع السلع الرقمية الفريدة، وذلك سيساعد الشركة على منع منصات الطرف الثالث مثل سوق "OpenSea" من اكتساب سيطرة قوية إذا ثبت أن الـ"NFT" أكثر من مجرد تقنية عابرة.
وخلال عام 2021، تم ضخ ما قيمته 40.9 مليارات دولار في عقود "بلوك تشين" لمنصة "إيثيريوم" التي تستخدم عادة لإنشاء الرموز غير القابلة للاستبدال، وفقًا لإحصاءات تشايناليسيس، وهي مجموعة للتحليلات في صناعة التشفير، لكن إجمالي الاستثمار سيكون أعلى من ذلك إذا ما احتسبت قيمة الرموز غير القابلة للاستبدال التي تم سكّها على أنظمة "البلوك تشين" الأخرى، مثل منصة "سولانا".
في مقابل ذلك، بلغت قيمة سوق الفن العالمية في العام الماضي 50.1 مليار دولار، وفقًا للأرقام الصادرة عن كل من يو بي إس وآرت بازيل.
نظرة للمستقبل
يقول المدير التنفيذي لشركة "كورس بير"، هادي علاء الدين، إن سوق الرموز غير القابلة للاستبدال هي سوق ضخمة، ويبلغ حجم الاستثمارات فيها قرابة الـ40 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينمو خلال عامين أو ثلاثة أعوام إلى 80 أو 100 مليار دولار، ما يعني أنّها سوق واعدة وكبيرة للغاية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف ستستفيد الشركات من الرموز غير القابلة للاستبدال؟ كما أعلنت شركة "ميتا" أنها ستستخدمها في عالم ميتافيرس الخاص بها، لكن باقي الشركات لم توضح رؤيتها حتى الآن.
ويضيف علاء الدين لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن عالم الرموز غير القابلة للاستبدال ينظر إليه حتى الآن على أنه شراء وبيع صور أنيميشن أو ثلاثية الأبعاد، بهدف الاستثمار مستقبلًا، حيث يرون أنّ هناك شخصًا آخر سيريد شراؤها في المستقبل مما يحقق لهم ربحًا ماديًّا، خاصّةً أنّ السوقق ما زالت في بدايتها وربما تتوسع في المستقبل وتصبح قيمة هذه المقتنيات أكبر بكثير.
وأشار إلى أن دخول شركات كبرى للاستثمار في هذا المجال؛ مثل "نايكي" و"أديداس" و"سامسونغ" ومشاهير مثل باريس هيلتون وسنوب دوج، أعطى اهتمامًا كبيرًا للمستثمرين للدخول إلى هذا المجال، وهناك متاجر سيتم افتتاحها في هذه العوالم الافتراضية، وستكون هناك اقتصادات كاملة عليها مثل بيع وشراء الأراضي.
استثمار محفوف بالمخاطر
الخبير الرقمي، محمد فتحي، يرى أن الاستثمار في سوق الرموز غير القابلة للاستبدال "NFT" محفوف بالمخاطر، لأنها لم تصل إلى مرحلة الاستثمار الآمن، حيث إن عدد المهتمين ما زال قليلًا، لأنّ السوق نفسها حديثة ولم تستقر بعد، وبرغم ذلك فهي سوق واعدة للغاية ولها مستقبل كبير.
يضيف الخبير الرقمي، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن الاستثمار الحالي يُسمّى "استثمار مؤجل"، ومَن لديه القدرة المالية على الاستثمار لمدة 10 سنوات قادمة سيتمكّن من تحقيق أرباح كبيرة، لأنّ السوق ستنمو بشكل كبير خلال السنوات القادمة لأنها هي الجيل القادم من المقتنيات.
ويشير إلى أنه حتى الآن عالم الرموز غير القابلة للاستبدال ما زال في حيّز المهتمين والمحبين الذين يسعون لشراء أشياء في العالم الجديد ومواكبة التغيرات التكنولوجية، لكن في حالة إعادة عرض هذه الممتلكات لن يكون الأمر يسيرًا لأنّه لم يتحوّل إلى سوق حتى الآن، حيث لا يوجد متعاملون بأعداد كبيرة.