مصر.. عودة الجدل بشأن شوكولاتة الخشخاش
03:44 - 16 أبريل 2022عاد الجدل في مصر بشأن وجود منتج للشوكولاتة يحتوي على نبات الخشخاش حيث أصدرت الهيئة القومية لسلامة الغذاء بيانا أكدت فيه خلو الشوكولاتة المستوردة من شركة شوجيتين الألمانية في الأسواق المصرية من أي مواد مخدرة.
وأوضحت الهيئة في بيانها الذي تلقت "سكاي نيوز عربية" نسخة منه: "يتم استخدام بذور نبات الخشخاش عالميا في صناعة المعجنات والمخبوزات والحلويات كما يستخلص منها زيت وهي غير مخدرة في حد ذاتها إلا أنه يمكن تلوثها أثناء عملية استخراج المواد المخدرة من أنسجة نبات الخشخاش، وليس من البذور، ولذلك يتم معالجتها بالغسيل والتحميص قبل استخدامها في إنتاج الغذاء للتأكد من خلوها من أي متبقيات لما يعرف بقلويدات الأفيون."
وأضافت: "ثبت أنه قد تم استيراد رسالة واحدة من هذا الصنف – من الشوكولاتة- خلال عام 2021 هذا وكانت نتائج فحص منتجات الشركة المنتجة الواردة، عند وصولها للميناء مطابقة للتشريعات النافذة لصلاحية المنتج للاستخدام الآدمي وعدم احتوائها على أية ملوثات غذائية وفقاً للمواصفات المصرية المنظمة لذلك".
الفحص المعملي للشوكولاتة
وبينت الشركة : "تم التحفظ على عدد قليل جداً من عبوات الشوكولاتة المحتوية على بذور الخشخاش ضمن المكونات لندرة تواجدها وتم فحصها في المعمل الحكومي المعتمد لفحص بقايا المواد المخدرة والقلويدات ذات الصلة بنبات الخشخاش والمواد المخدرة والمؤثرات العقلية وهو معمل مصلحة الطب الشرعي والذي انتهى إلى أن نتيجة الفحص سلبية، كما قامت النيابة العامة أيضاً بسحب عينة من منتج الشوكولاتة محل الادعاء من السوق المحلي وتحليلها في معمل مصلحة الطب الشرعي، وانتدبت أحد الأطباء بها لإجراء الفحص اللازم عليها، لبيان ما إذا كانت تحتوي على أي مواد مخدرة مُدرجة بالجدول الوارد بقانون المخدرات من عدمه، وأكدت نتائج التحليلات أيضاً خلو عينة الشوكولاتة من أي مواد مخدرة، مشددة على أن الشوكولاتة الواردة من شركه شوجيتين الألمانية التي تحتوي على بذور نبات الخشخاش والتي تم تداولها في الأسواق المصرية، آمنة تماما وخالية من ملوثات المواد المخدرة".
رئيس الهيئة القومية للغذاء: الشوكولاتة لا يوجد بها مخدر
على صعيد متصل، قال رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء الدكتور "حسين منصور" في تصريح خاص لسكاي نيوز عربية إن بذور الخشخاش موجودة بصنف واحد فقط من منتجات شركة شوجيتين، وهذا الصنف مكتوبة مكوناته عليه.
ولفت رئيس الهيئة إلى أن تناول هذه الشوكولاتة صالح تمام للاستخدام الآدمي، وأن الإفراط في تناولها قد يسبب الذهاب للمستشفى لأسباب عديدة ليس من ضمنها وجود مخدر.
في المقابل قالت الدكتورة شيرين زكي وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس لجنة سلامة الغذاء بالنقابة، إن بيان هيئة سلامة الغذاء يدينها، ويشير بأصابع الاتهام لها، لأن الهيئة دائما ما تأتي كرد فعل على ما يثار من مشاكل تختص بالفساد الغذائي أو مشاكل غذائية لا سيما في الأغذية المستوردة.
وأضافت أنه منذ مدة أثير موضوع بسبب نوع من الألبان الخاص "إليكير" المستورد وهو لبن يتناوله من يصاب بأمراض مناعية، والشركة في أميركا حذرت الناس من تلوث اللبن بالسالمونيلا وأنواع أخرى من البكتيريا التي سببت موت أحد الأطفال هناك، وتم سحب بعض الأنواع من السوق الأميركي، وتم تداول الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يجد الناس في مصر ممن لديهم حساسية خاصة بالألبان من يطمئنهم، ولم تصدر أي بيانات من هيئة سلامة الغذاء، كما أثير موضوع آخر خاص ببودرة "الكنافة" وردت سلامة الغذاء بأنها جمعت عينات من الكنافة من الأسواق، وكل ذلك له علاقة بشوكولاتة شركة شوجيتين".
وتابعت: "بعد إثارة أمر الشوكولاتة شوجيتين من جانب رئيس جامعة القاهرة الأسبق الدكتور جابر نصار قالت الهيئة إنه تم سحب عينات ونتائجها ستظهر خلال ثلاثة أيام، لكن يفترض أن استيراد أي شحنة يتم التحفظ عليها وسحب عينات منها، وعند ورود البيانات بأنها مطابقة للمواصفات وصالحة للاستهلاك يتم تشكيل لجنة أخرى للإفراج عن هذه الشحنات، لاسيما وأن الهيئة تشدد على أنها الجهة الوحيدة المنوط بها الكشف والرقابة على الغذاء المصدر والمستورد، فكيف دخلت الشوكولاتة السوق المصري من الأساس؟ ما يعني أنه لم تتم إجراءات الفحص السليم عند دخول الشوكولاتة السوق المصري".
الشوكولاتة وعينات الدم
وبينت أن: "الحديث عن أن القانون الألماني لا يجرم استخدام بذور الخشخاش أمر لا يعنينا لأن الأمر يختلف في مصر عن ذلك، كما أن مصلحة الطب الشرعي التي أثبتت خلوها من مواد مخدرة فهل معنى ذلك أن تناول الشوكولاتة يؤدي لظهور عينات إيجابية عند فحص المخدرات؟، أؤكد أنها تعطي نتائج إيجابية عند فحص المخدرات في الدم، وهو ما يؤكده الخبراء حتى لو لم يكن بها مواد مخدرة، ومنذ مدة حدثت حالة مشابهة فهناك هرمون اسمه "الراكتوبامين"، وهو هرمون لا يمكن تعاطيه في الجسم البشري إلا عند تناول لحوم مستوردة بها بقايا من هذا الهرمون، وقد حدث أنه تم إيقاف عدد من الرياضيين المصريين، بسبب وجود هرمون النمو في أجسامهم والذي يعتبر مادة منشطة، وقد طلبت مني المحكمة الأولمبية الدولية كتابة تقرير عن أحد لاعبي الزمالك الموقوفين بعد أن أحال المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك قضيته للمحكمة الدولية، والتي طلبت مني كمتخصصة كتابة تقرير بشأن الأمر فأكدت أنه لا يمكن تعاطي هذا الهرمون بأي شكل من الأشكال إلا عن طريق تناول لحوم فيها متبقيات منه، فمن تناولوا لحوم لم يكونوا يعلمون أن بها هذا الهرمون وبناء على ذلك تم إيقاف عدد من الرياضيين المصريين من المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات "نادو" ثم قامت اللجنة الأولمبية الدولية بإيقافهم 4 سنوات، وهذا الأمر ينطبق على الشوكولاتة التي ستعطي نتائج إيجابية في تحاليل المخدرات بغض النظر عن طريقة تناولها وإن كانت مخدرة بالفعل أم لا".
طلبات إحاطة
وأوضحت أن هناك نوابا في مجلس الشعب المصري قد قدموا طلبات إحاطة بشأن هذا الأمر في مجلس الشعب، وتساءل البرلمانيون عن سبب عدم فحص العينات قبل دخولها السوق المصري وليس كرد فعل لما يثار في الشارع المصري".
وأردفت أن: "السيناريو تكرر مع شوكولاتة "كيندر" حيث خرجت تقارير تؤكد أن الشوكولاتة بها بكتيريا السالمونيلا، وبعض الأطفال أصيبوا بالبكتيريا، وهنا أكدت الهيئة أنها سحبت عينات وثبت خلوها من السالمونيلا، في حين شركة فيريرو في الولايات المتحدة حذرت المستهلك الأميركي من تناول بعض أنواع الشوكولاتة، وتكرر الأمر في بعض الدول العربية وتم التحذير، لكن السؤال كيف فحصت هذه الشوكولاتة من جانب هيئة الغذاء المصرية، ولماذا لم توضح الهيئة كيفية دخولها السوق المصري، وبالتالي نسأل عن الأسس التي يتم بها فحص المنتجات التي تدخل السوق لأنه أحيانا يتم فحص الشحنات فحصا ظاهريا فقط، ولماذا تتعاقد الهيئة القومية لسلامة الغذاء مع معامل خاصة وهي تمتلك معامل حكومية، وبالتالي الأمر ليس فيه شفافية".
ولفتت إلى أنه تم التعامل مع الشعيرية سريعة التحضير"الإندومي" بنفس الطريقة حيث تم سحب منتج إحدى الشركات بسبب الشطة، مع تجاهل أن هذه الشعيرية تحتوي على زيوت تسبب السرطان، والمونوصوديوم وجلوتامات لها تأثيرات ضارة من استثارة للنهايات العصبية وفرط الحركة وقلة التركيز وما يسببه من انحراف للشهية وأنواع من الحساسية مثل زيت النخيل الذي يستخدم بنسب وأنواع وإضافات غير مقننة تشكل خطرا على صحة الإنسان، وبالتالي الأمر لا يخص الشوكولاتة فقط وإنما طريقة عمل الهيئة برمتها".