لمنع "التمرد الكبير" بمخيم الهول.. استنفار أمني في الحسكة
13:51 - 14 أبريل 2022تتوالى التحذيرات المحلية والدولية من انفجار الأوضاع في مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة السورية، بعد تصاعد أنشطة العنف التي تحركها الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" الإرهابي داخل أرجائه.
وأثارت هذه الأنشطة مخاوف من تكرار هجوم "داعش" في سجن الصناعة بمنطقة الغويران في نفس المدينة، والذي أسفر عن مقتل المئات، وهو ما يهدد بنشر الفوضى والإرهاب على نطاق واسع بسوريا وخارجها.
وطالبت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" جينين بلاسخارت حسم أمر المخيم الذي يضم عشرات الآلاف مرتبطين بداعش وعوائله، مشددة على سوء الأوضاع المعيشية هناك.
واعتبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أن المخيم تهديد خطير على بلاده، لوقوعه على بعد 10 كم من الحدود العراقية، داعيًا الدول لسحب رعاياها الباقين هناك.
وشهد مخيم الهول منذ أسبوعين، تمردًا مسلحًا قادته خلايا داعش، أسفر عن اشتباكات بينها وبين قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرق سوريا.
سيناريو مكرر
وأثار التمرد المخاوف من سقوط المخيم تحت سيطرة التنظيم، وأعاد للأذهان هجوم سجن "الصناعة" يناير الماضي، خاصة أن المخيم على 40 كم شرقي السجن الواقع في حي غويران بالحسكة.
وتشابه هجوم سجن الصناعة مع أحداث مخيم الهول الأخيرة في إحداث "داعش" فوضى بالاختراق الأمني، وطبيعة الأسلحة المستخدمة، مستغلين بقاء عناصر متطرفة بالداخل لنشر الفوضى.
وتعرضت دورية أمنية بمخيم الهول للاستهداف بأسلحة كلاشينكوف ومسدسات وقذائف آر بي جي، ما أدى لوقوع اشتباكات بين المسلحين الذين تخفوا في ملابس "قسد" وبين قوات الأمن، وسقوط قتلى وجرحى من الإرهابيين وقوات أمن ومدنيين.
واستهدف المخطط تهريب عائلات وعناصر "داعش" بعد سيطرة المسلحين على المخيم، حيث يضم 10 آلاف داعشي في قسم شديد الحراسة.
قنبلة موقوتة
رغم أن المخيم يتسع لـ10 آلاف نازح فقط فإنه يضم 60 ألفًا منهم 8049 عائلة عراقية و5153 عائلة سورية و2448 من عائلات وعناصر "داعش" وتشكل نسبة النساء والأطفال 90 بالمئة من قاطنيه.
وعن تكرار سيناريو "غويران"، يرى الكاتب الصحفي السوري، شيار خليل، مدير تحرير جريدة "ليفانت" اللندنية، أن تراخي أوروبا والولايات المتحدة في حل مشكلة المخيم، يعيد انتشار الفوضى، فهو مليء بالخلايا النائمة ونساء وأجيال صغيرة متطرفة تساعد على تنفيذ مخططات تشبه أحداث غويران.
أما عن التشابه بين الهول وغويران، فيوضح خليل لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التطرف هو الجامع بين من في المخيم والسجن، مشيرًا كذلك إلى وجود فرق، وهو خضوع سجن غويران لحراسة شديدة ومعاملة المحتجزين كإرهابيين، بينما يعاني مخيم الهول من تركيبة فوضوية وظروف أمنية متدهورة.
حوادث مماثلة
لم يكن هذا الهجوم الأول داخل الهول، فقد شهد محاولات فرار سابقة، وهجمات ضد العاملين وجرائم قتل، وسجل شهر يناير 4 جرائم قتل مستهدفة 3 نازحين وعامل في منظمة الهلال الأحمر الكردية.
والعام الماضي، قتل 128 نازحًا عراقيًّا وسوريًّا من بينهم 19 امرأة و3 أطفال، ووقعت أكثر من 700 محاولة فرار لعناصر "داعش".
ويجد خليل، ضرورة في التنسيق بين "قسد" والحكومة العراقية للضغط على أوروبا والولايات المتحدة لحل هذه المشكلة قبل أن تعيد الفوضى الإرهابية للمنطقة وانتقالها لدول الجوار وأوروبا.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يسود التوتر أجواء المخيم بعد محاصرة "قسد" أقسام عناصر "داعش"، مع تحليق طيران قوات التحالف الدولي فوق بلدة الهول، واستمرار الملاحقة الأمنية لخلايا "داعش" لمنع عصيان مسلح بداخله.