لبنان.. ذكرى الحرب الأهلية تأتي في وقت "حرب" من نوع آخر
23:54 - 13 أبريل 2022صادف الأربعاء 13 أبريل، ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية التي أزهقت أرواح 100 ألف لبناني، عام 1975، وتأتي اليوم بينما تعيش البلاد أزمات اقتصادية غير مسبوقة، لم تشهدها حتى خلال سنوات الحرب المشؤومة.
وبالرغم من الأزمات الخانقة التي تعيشها البلاد، إلا أن ذكرى اندلاع الحرب الأهلية في لبنان شغلت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور مؤثرة عاشتها البلاد في الماضي.
وقالت سيدة اسمها ميراي، عايشت الحرب في السبعينات، لموقع سكاي نيوز عربية: " إذا كانت الحرب الأهلية قد أفقدتنا الكثير من الأحبة وهجرتنا بين المناطق اللبنانية المختلفة و خلف البحار، فنحن نعيش اليوم حربا أشدّ فتكا لأنها تطال الجميع دون استثناء، حربا جعلتنا فقراء عاجزين عن تأمين لقمة الخبز وحبة الدواء، تهدد بالموت على أبواب المستشفيات في ظلّ حجز ودائعنا في البنوك وتحديد سقف السحوبات منها بفتات لا يكفي لسداد فاتورة كهرباء ."
ويرى الأستاذ الجامعي طارق المصري أن ذكرى 13 أبريل مناسبة لتصويب الخيارات والانتخاب الصحيح واختيار برلمانيين بعيدا عن "أمراء الحرب.. كي لا تتكرر المأساة".
ويقول الناشط وارف قميحة: " 13 نيسان (إبريل) ذكرى أمراء الحرب الأهلية، ومن قتل أهلنا في الحرب، يقتلنا اليوم وأولادنا في السلم."
وشهدت بيروت مناسبات عديدة تحدثت عن الذكرى، وأقيم ظهر الأربعاء في "بيت بيروت " (الذي لا زال يحمل آثار الحرب) في منطقة السوديكو البيروتية مناسبة دعت اليها لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان أطلقوا خلالها صرخة " نعلّي الصوت ونقول كلمتنا حتى لا يتكرر الماضي."
الحرب مستمرة
وقال المحلل السياسي بشارة خير الله لموقع سكاي نيوز عربية: " نحن في حرب مستمرة من 13 نيسان (إبريل) 1975 الى اليوم، من 47 سنة وكل سنة تأخذ الحرب شكلا جديدا، اليوم هي حرب اقتصادية، حرب سلخ لبنان عن محيطه العربي وعن المجتمع الدولي ".
المطلوب تطبيق اتفاق الطائف كاملاً
وتقول المتخصصة في علم الاجتماع، الدكتورة وديعة الأميوني، لموقع سكاي نيوز عربية: "هذا اليوم كان الشرارة التي أشعلت الحرب اللبنانية وأصبح لبنان مشرَّعا لحروب الآخرين على أرضه وترك حالة "تروما" نفسية ما زال اللبنانيون يعيشونها حتى اليوم".
وتتابع: "نعيش اليوم الخوف من الحرب لأن الطائفية لا تزال موجودة ولم تلغ من النفوس، نريد وحدة وتضامنا وإعادة الشرعية الى الحكم للانطلاق نحو المستقبل مع أخذ العبر من الماضي ونبذ التجييش الطائفي".