مشاركة صور موائد الإفطار في المغرب.. عادة سيئة بأضرار متنوعة
20:57 - 12 أبريل 2022غالبا ما يترافق شهر رمضان في المغرب بزيادة في معدل نشر الصور الخاصة بموائد الإفطار على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجتاح الأطباق المتنوعة شاشات الهواتف الذكية، كما تستأثر وصفات الطبخ والعصائر والحلويات بالمنشورات وتأخذ حيزا مهما من اهتمام المغاربة.
وفي الوقت الذي تتحول منصات التواصل إلى مائدة مفتوحة، تجد فئات أخرى من المجتمع صعوبة في توفير الضروريات من الأكل، لا سيما في ظل موجة الغلاء التي يشهدها العالم، الأمر الذي يزيد من حدة التأثير النفسي السلبي.
وتعليقا على هذا التهافت على نشر صور الموائد في رمضان، قال الأخصائي النفسي عثمان زيمو: "ما يلفت الانتباه خلال شهر رمضان، هو اهتمام الناس الزائد بالطعام، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو، لماذا يهتم الناس بالطعام أكثر من الشهور الأخرى ويتباهون بنشر صور موائد الطعام؟".
وبحسب زيمو، فإن رمضان من حيث المبدأ هو شهر بعيد كل البعد عن التباهي والاستهلاك المفرط للطعام، والتزاحم في المتاجر، إلا أن الصائم "يركز بالخصوص على الجوع الذي يحس به طيلة اليوم وما يرافق ذلك من تفكير في الطعام والماء، أي أن الصيام يقابله في الأذهان الجوع بالدرجة الأولى، والمائدة الممتلئة في آخر اليوم".
إفطار على مقاس جدتك وجدك
وأضاف الأخصائي النفسي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "ما يفسر أهمية الطعام من الجانب النفسي خلال شهر رمضان، هو أن البعض قد يقع في ملاسنات، أو غيبة، أو معصية كيفما كانت، لكنه لا يمكن أن يأكل قبل وقت الإفطار، وهذا ما يعطي الأكل قيمة كبيرة عند الصائم، فإفطار رمضان بدون سبب شرعي يبقي بالنسبة للصائم ذنبا كبيرا يتجاوز كل الذنوب الأخرى، ومن هنا تأتي قيمة الأكل وهذه الرغبة الجانحة في تصوير الموائد".
وبالنسبة لزيمو فإن "الإفطار بعد غروب الشمس يصبح بمثابة مكافأة ليوم طويل من الصوم، ولهذا يبالغ البعض في الإعداد لمائدة الإفطار وكأنهم يحتفلون بيوم من التجلد والابتعاد عن الطعام، الذي يصبح شهوة أكثر مما هو حاجة أساسية للجسم".
ذلك يفسر بحسب الخبير النفسي "امتلاء مواقع التواصل بصور الموائد، وكثرة الحديث عن الطعام خلال أيام رمضان".
وأبرز في هذا الصدد، بأنه من الواجب على الصائم "أن يمتنع عن نشر صور مائدة الطعام، حفاظا على مشاعر الآخرين، فكل واحد يفطر حسب إمكانياته، والصور قد تدفع البعض إلى الوقوع في المقارنة والإحساس بالتقصير أو بعدم الرضا عما تحمله مائدته من طعام".
وأوضح أنه: "قد يضطر المرء في بعض الأحيان إلى الاقتراض من أجل إشباع نهمه بمواد غذائية لتأثيث مائدة الإفطار دون مراعاة القيمة الغذائية لهذا الكم الهائل من المأكولات والمشروبات، مساهما بذلك في إنهاك صحته من جهة، وإضعاف قدرته الشرائية من جهة أخرى".
واختتم زيمو قائلا: "في ظل هذا الإسراف الذي تتحكم فيه (الشهوة الغذائية)، تطفو على السطح فضلا عن الإفراط في الأكل وسوء التدبير، بعض المظاهر والتصرفات المشينة التي تتعارض بشكل كبير مع ما جاءت به فريضة الصيام".