المغرب.. قفزة صاروخية بأسعار الأسماك مع بداية رمضان
09:15 - 06 أبريل 2022شهدت أسعار أنواع من الأسماك وفواكه البحر، في المغرب، ارتفاعا كبيرا خلال الأيام الأولى لشهر رمضان، خصوصا "الصول" و"الكلامار" و"الكروفيت".
ويعزو الباعة هذا الارتفاع في أسعار الأسماك إلى المضاربات التي تشهدها الأسواق.
وعزا مهنيون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، سبب غلاء أسعار الأسماك إلى ارتفاع سعر المحروقات وعدم دعمه من طرف الوزارة الوصية ثم انتشار ظاهرة تهريب الأسماك والتغيرات المناخية التي تسببت في ندرته.
وأشعار المهنيون إلى أن ارتفاع أسعار السمك، وخصوصا السردين، يساهم فيه الوسطاء والمضاربون، موضحين أن هؤلاء هم من يتحكمون في الأسواق الوطنية ويرفعون الأسعار دون مراعاة الظروف الاقتصادية التي يعيشها المغاربة في ظل جائحة كورونا.
ارتفاع الأسعار... والحل الزمن الجميل والرياضة
وتختلف أسعار الأسماك من سوق إلى آخر حسب الطلب والجودة، بسبب عدم الاستقرار داخل السوق، كمان أنه ليس هناك إقبال من طرف الزبائن، كما هو الأمر في السنة الماضية، وذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن، حسب تأكيد عدد من الباعة.
ووصل لهيب الأسعار إلى أنواع الأسماك التي تقبل عليها الطبقات البسيطة، مثل "الشطون" و"السردين"، الذي يتصدر موائد الإفطار لدى أغلب الأسر المغربية، فيما يصر تجار "سوق العكاري" بالرباط على أن ارتفاع الأسعار نتيجة طبيعية لغياب المراقبة والتنظيم، وانعدام سوق الجملة للسمك في العاصمة، والشيء نفسه أكده تجار الأسواق بالدار البيضاء.
ويتراوح سعر "السردين" بين 15 و25 درهما، حسب جودته ويبلغ ثمن "الميرلا" 80 درهما، فيما بلغ سعر سمك "القرب" بين 60 و80 درهما للكيلوغرام الواحد، و"الميرنا" بين 80 و120 درهما، وسمك الصول بين 80 و90 درهما، حسب وجودته، فيما تجاوز سعر القمرون والكلامار 120 درهما، وعلى ذلك الإيقاع تمضي جميع الأنواع الأخرى التي شهدت أسعارها ارتفاعا قياسيا يرده التجار، بالإضافة إلى العوامل التي سبق ذكرها، إلى احتفاظ المدن الممونة للسمك، مثل أكادير والحسيمة والعيون، بكمية كبيرة لتغطية الطلب المتزايد.
وأفاد بوشعيب شادي، رئيس الكونفدرالية المغربية لتجار السمك بالجملة، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، بأن ارتفاع أسعار الأسماك خلال شهر رمضان هو بسبب ندرتها، ووجود بعض الأسماك في راحة بيولوجية مثل سمك الصول.
وعزا شادي، ضعف إقبال الزبائن على اقتناء بعض الأسماك الموجودة في الأسواق إلى ضعف القدرة الشرائية، وندرة المنتوج ثم انتشار ظاهرة تهريب الأسماك بعدد من الموانئ مثل ميناء أغادير والصويرة وآسفي، بالإضافة إلى ارتفاع أثمان الغازوال.
من بين الأسماك التي شهدت ندرة يقول المتحدث إن القمرون الكبير والمتوسط الحجم (الكنبري)، ارتفعت أسعارها نتيجة عملية التهريب، إذ باتت هذه الظاهرة ماك تشكل عائقا أمام المواطن الضعيف، وتلهب الأسعار.
ويرى المهني ذاته، أنه رغم المجهودات التي تبذل من طرف المكتب الوطني للصيد البحري في المراقبة لكن دون جدوى لا تعطي الفعالية اللازمة من أجل محاربة ظاهرة التهريب.
وبالمقابل، يقول الخبير البيئي ومدير موقع المغرب الأزرق، حاميد حليم، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، إنه في بداية شهر رمضان تم تسجيل ارتفاع مهول في أسعار الأسماك، بسبب عدة أسباب من بينها وجود كثرة المضاربين، الذين يعمدون إلى تخزين أسماك لفائدة زبائن خاصة.
ومن بين الأسباب أيضا نقص الأسماك وندرة في إنتاجها من المصايد ليست هناك وفرة بسبب آثار تغير المناخ، بالإضافة إلى ارتفاع ثمن المحروقات، حسب تعبير حليم.
ومن جهة أخرى، أرجع مهنيو قطاع الصيد البحري في حديث مع "موقع سكاي نيوز عربية" هذا الارتفاع إلى شح المادة الأولية وارتفاع أثمنة المحروقات، إضافة إلى تزايد الطلب عن المنتوج خلال الشهر الفضيل.
ويدعو المهنيون الجهات المهنية، إلى التحرك، من خلال إعتماد سياسة تحفيزية عبر إعفاء المنتوجات البحرية من الاقتطاعات التي تطال مشتريات التاجر، والمحددة في 3 في المئة داخل الميناء و7 في المئة في سوق الجملة، لتكون هناك حلول تضامنية بين مختلف المتدخلين والفاعلين.
وذهب المهنيون إلى أن المقاربة التي كانت تعتبر تاجر السمك بالجملة، الفائز الأكبر في رمضان لم تعد صالحة اليوم، ذلك أن تاجر الجملة في السنوات الخمس الأخيرة يعيش كسادا تزايدت حدته بسبب جائحة كوفيد.