بجلسة الغنوشي ورفاقه.. "مناورة الإخوان" لضرب استقرار تونس
15:19 - 30 مارس 2022في محاولة جديدة لإحداث الفوضى وإرباك المشهد السياسي التونسي، يعتزم رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، الأربعاء، عقد جلسة عامة افتراضية للبرلمان المجمدة صلاحياته منذ 25 يوليو الماضي، وذلك من أجل إنهاء العمل بالإجراءات الاستثنائية التي أعلنها رئيس الجمهورية قيس سعيد منذ أشهر بعد أزمات سياسية واجتماعية خانقة خلفتها سنوات حكم الإخوان في البلاد.
خطوة اعتبرها المراقبون مناورات إخوانية جديدة عالية الخطورة، تهدف لبث التفرقة بين التونسيين ومحاولات يائسة من الإخوان لتهديد أمن تونس ووحدتها.
وكان الرئيس قيس سعيد قد رد على مناورات الغنوشي منذ بداية دعواته لعقد جلسات افتراضية للبرلمان المجمد باجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي قال فيه إن "اجتماع البرلمان المجمد غير قانوني وإن العابثين بأمن الدولة ومن يبحثون عن الاقتتال الداخلي سيصدون عن مآربهم السخيفة".
هذا وأثارت المناورات الأخيرة للغنوشي ردود فعل مستهجنة لدى الفاعلين داخل الساحة السياسية، حيث أكد اتحاد الشغل، المنظمة الأكثر تمثيلية في البلاد، عبر تصريحات إعلامية لأمينه العام نور الدين الطبوبي، أنهم يرفضون عقد جلسة البرلمان المجمدة أشغاله، وأنهم داعمون لمسار 25 يوليو حيث "لا مجال للرجوع إلى الوراء"، داعيا رئيس الدولة لطي صفحة البرلمان نهائيا عبر حله والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة.
إلى ذلك، اعتبر الائتلاف السياسي صمود، في بيان له، أن ما أتاه راشد الغنوشي ومن والاه من نواب البرلمان المجمد هي محاولات لجر البلاد إلى مسار خطير يهدد سلامة التونسيين، داعيا السلطات لمنع هذه الاجتماعات وفق ما يسمح به القانون.
بدورها، سارعت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي لنشر شكاية في إبطال الجلسة العامة التي دعا لها الغنوشي تفاديا لأي قرارات قد تصدر عنها وتتعلق بالأمن القومي ووحدة الوطن والمؤسسات، وفق تعبيرها.
من جهته، قال رئيس مرصد الحوكمة والشفافية، العربي الباجي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن المرصد سيقاضي الغنوشي "وقد قام بنشر شكاية جزائية لدى المحكمة في الغرض بسبب عدم امتثال الأخير لقوانين البلاد ومراسيمها وخرقه للقانون".
يأتي هذا فيما دعا الناشط السياسي ورئيس حزب التيار الشعبي محسن التابعي الدولة التونسية لعدم التسامح "مع محاولات التمرد التي يقودها الغنوشي، "الذي يبدو وكأنه تلقى إشارة خضراء من خارج البلاد لإحداث ازدواجية في السلطة ومحاولة استعادة السيناريو الليبي في تونس".
واعتبر التابعي، في تصريحات للموقع، أن راشد الغنوشي يتورط في الضغط على تونس ومحاولات إحداث الفوضى في المنطقة دون أن يمتلك الشرعية القانونية، موضحا أن مناورات الإخوان لا أثر لها على أرض الواقع ولكنها تضر بصورة الدولة عالميا.
هذا واعتبر رئيس حزب التحالف من أجل تونس سرحان الناصري أن ما أتاه زعيم الإخوان في تونس يوصف بالجريمة السياسية ومحاولات الخيانة للدولة التونسية "غير أنها لن تنجح لأن البرلمان لن يعود للمشهد السياسي بعد أن لفظه التونسيون كما لفظوا كامل المنظومة القديمة".
وقال الناصري، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إن مناورات راشد الغنوشي هي" آخر ورقات الحركة الإخوانية للعودة إلى المشهد عبر بث البلبلة ومحاولة جر التونسيين نحو حرب أهلية"، ما يؤكد أنه لم يستوعب الدرس بأن التونسيين يرفضون وجود الإخوان وحكمهم وجرائمهم في حق البلاد والعباد".