موجة لجوء جديدة تهدد ليبيا من اتجاه النيجر - مالي
14:03 - 19 مارس 2022تتصاعد الهجمات المحمومة بين تنظيم داعش الإرهابي على السكان في شمالي مالي والحدود المالية النيجيرية، سعيا لترسيخ قدمه هناك؛ ما يهدد بسهولة تحركه نحو ليبيا، وبوقوع موجة لجوء تهدد الجنوب الليبي.
والخميس، وقعت اشتباكات عنيفة بين داعش وأهالي منطقة "التربية" بإقليم "أزواغ" في النيجر، خلف عشرات القتلى وجرحى في صفوف الدواعش، فيما نجح أبناء المنطقة في استعادة 500 رأس من الإبل، كان التنظيم الإرهابي قد سطا عليها.
وردا على ذلك أحرق داعش حافلة ركاب تضم 43 شخصا على الحدود بين النيجر وبوركينافاسو، وخلفت قتلى وإصابات خطيرة.
اشتباكات "منكأ"
هجمات داعش امتدت إلى شمال مالي، ووقعت اشتباكات بينه وبين حركة الدفاع الذاتي طوارق إيمغاد وحلفائهم، في 13 مارس، وقالت الأخيرة في بيان إنها تصدت لهجوم داعش، وأنقذت أرواح مئات المدنيين، وخسرت 15 من أفرادها، فيما تراجع داعش ومعه عشرات القتلى في شاحنتين.
ودعا موسى أغ شغتمان، قائد حركة إنقاذ أزواد MSA –، أحد أعضاء حركة الدفاع الذاتي طوارق إيمغاد، السلطات المالية والنيجيرية والشركاء الدوليين إلى الإسراع في تقديم المساعدة للسكان المتضررين.
وبدا أن ضمن أهداف أنشطة داعش النهب والتهجير، وليس الدعوة إلى الدين كما يقول، حيث مارس القتل والنهب والسرقة وطارد السكان في " تاجلالت، إنسنانن، تاملت، بكورت، تليا" بمدينة "منكأ" شمال مالي.
واستهدفت هجماته يومي 8 و9 مارس مناطق قبيلة "تدكصهاك"، وهي من القبائل التي ترفض وجود الجماعات المتطرفة.
وبلغ عدد ضحايا هجمات داعش في "تأملت" و" تينسنانن" و "أضرنبوكار" أكثر من 200 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بخلاف المفقودين، وتم تهجير عدد كبير من السكان، فيما يُعتقد أنه رد على مقتل زعيم تنظيم "داعش" بمنطقة الصحراء الكبرى، عدنان أبو وليد الصحراوي، على يد القوات الفرنسية 17 أغسطس 2020.
ويقول الصحفي الأزوادي المالي، إبراهيم الأنصاري، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن داعش ينشط بقوة على الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر ومالي، ويتمدد كذلك داخل التراب المالي، ويطبق أحكامه المتشددة.
أسلحة غير تقليدية
ووفق الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، فداعش يستغل تدهور العلاقات بين مالي وفرنسا، للسيطرة على أكبر مساحة من البلاد، وفي ذات الوقت ينشط على الحدود بين النجير ومالي وليبيا.
وأوضح "أغ إسماعيل" لـ"سكاي نيوز عربية" أن التنظيم الإرهابي لديه سلاح آخر وهو اللعب على الخلافات القبلية بين الطوارق والعرب من جهة والرعاة الفلانيين بمنطقة الحدود مع النيجر من جهة لتثبيت وجوده هناك.
لكن الباحث يتوقع أنه من الصعب تشكيل إمارة لداعش في المنطقة؛ لأن قوات حركة "إنقاذ أزواد" وقوات الجنرال الحاج "أغ غامو" تتمركزان بها، ومعروفتان بقدراتهما العسكرية، ورفضهما لوجود هؤلاء الدخلاء.
خطر على ليبيا
وحذرت مصادر من "طوارق ليبيا" من امتداد هجمات داعش إلى ليبيا حال سيطرته على لاية منكأ بشمال شرقي مالي.
وقالت المصادر إن ليبيا لا يفصلها عن منكأ سوى الصحراء الكبرى الشاسعة، والتي لا توجد بها تمركزات عسكرية للجيش المالي، وهجمات داعش قد تدفع بموجة لجوء جديدة باتجاه جنوب ليبيا.
ووفقا لتقرير مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية (مقره واشنطن) في يناير، شهدت مالي منذ 2017، 935 عملية إرهابية، بينها 318 منذ يناير 2021، واحتجز الإرهابيون رهائن من مالي ودول مجاورة طلبا للفدية التي تشكل مصدرا لتمويلها، بحسب معهد الدراسات الأمنية (ISS).