شبح الجوع يهدد جنوب ليبيا.. حرب أوكرانيا تفاقم أزمة الغذاء
12:46 - 19 مارس 2022يعيش سكان الجنوب الليبي أزمة غذاء حقيقية، بعد توقف دخول الشاحنات المحملة بالدقيق والمنتجات الأخرى، في انعكاس لأزمة أكبر تشهدها البلاد من نقص حاد في مخزون السلع الاستراتيجية.
ويمر جنوب ليبيا على وجه الخصوص بأوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، بسبب نقص السلع الغذائية والدقيق من جراء حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وأثرت على دول عدة.
وقال رئيس اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان أحمد حمزة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الوضع في الجنوب صعب للغاية خاصة في ظل غياب السلع الغذائية والدقيق".
وأضاف حمزة أن وزارة الاقتصاد والحكومة عموما "للأسف لا تقوم بدورها في ضبط الأسواق وفرض رقابة مشددة عليها في ظل هذه الأزمة"، مشيرا إلى أن "الأمور تتجه للأسوأ وستكون في كل المدن الليبية وليس الجنوب فقط".
وشدد المسؤول على ضرورة التزام المسؤولين بأداء واجباتهم، وتنظيم وضبط توزيع السلع الغذائية والدقيق، في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد.
ورصد موقع "سكاي نيوز عربية" من داخل مدن الجنوب إغلاقا شبه كامل للمخابز، ونقصا في السلع الغذائية بشكل كبير، من جراء وقف شحنات الإمداد التي تأتي من الغرب لتزويد المدن بحاجاتها من السلع الغذائية.
ورفعت المخابز العاملة سعر الخبز لأكثر من 4 أضعاف ثمنه، إلى جانب تسجيل غلاء في أسعار المنتجات الأساسية في محلات البقالة إذا تواجدت أصلا.
وأكد مراسل "سكاي نيوز عربية" أن هناك توقفا شبه كامل لحركة السيارات التي كانت تنقل السلع الغذائية من الغرب الليبي للجنوب، مشيرا إلى نقص حاد في الوقود، حيث لا تتوفر مادة البنزين في المحطات بشكل مستمر.
ووجه رئيس نقابة الخبازين في منطقة سبها لجنوبي ليبيا ناجي الصغير، رسالة إلى المسؤولين بشأن ما وصفه بـ"الوضع الكارثي في المنطقة الجنوبية".
وأكد الصغير أن "الدقيق غير متوفر، والمصنع الوحيد في الجنوب حدد سعر قنطار الدقيق بـ300 دينار، وهو أغلى من سعر التجار. سعر قنطار الدقيق يتزايد يوميا ورغيف الخبز زنة 75 غراما يباع بدينار لكل 3 أرغفة".
وتوقع الصغير حدوث كارثة في المنطقة الجنوبية نتيجة ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في إنتاج الخبز، إلى جانب كل السلع الأساسية.
وأفاد شهود عيان من مدن جنوب ليبيا لموقع "سكاي نيوز عربية"، بأن الوضع في مدنهم صعب للغاية، خاصة أن معظم المخابز أغلقت أبوابها أمام المواطنين.
وقال محمد المرزوقي، وهو أحد سكان مدينة سبها، إن المخابز في المدينة أغلقت تقريبا، لافتا إلى أن إمدادات القمح من الغرب توقفت تماما ولا يوجد سوى مصنع واحد يغذي الجنوب، وقد رفع مؤخرا سعره أكثر من 300 دينار للقنطار الواحد.
وأوضح المرزوقي لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "حجم رغيف الخبز قل كثيرا وارتفع ثمنه في نفس الوقت. وزن الرغيف الواحد وصل إلى 75 غراما، وسعر الثلاثة منه أصبح دينارا واحدا".
وتابع أن هناك أيضا سلعا غذائية قاربت على الاختفاء مثل زيوت الطعام وبعض الحبوب، مؤكدا أنه "في بعض المدن الليبية يعتقد المسؤولون أنهم أصحاب كيانات مستقلة عن باقي البلاد، ويخزنون السلع ويمنعون توريدها"، مما يعمق الأزمة.
وتوقع المرزوقي أن تشهد مدن الجنوب كارثة إذا لم تدخل لها شحنات محملة بالسلع الغذائية، مؤكدا أن "هناك عائلات نزحت إلى الغرب الليبي" لتفادي الأزمة.
كما قالت سناء، وهي إحدى سكان سبها، إن الأوضاع في المدينة سيئة للغاية، و"زاد ثمن السلع الغذائية في الأسواق كثيرا، وهناك سلع اختفت أيضا. أغلقت مخابز أبوابها أمام المواطنين بسبب نقص الدقيق، وإذا توافر بها الخبز فالوزن يكون غير مطابق للمواصفات نهائيا".
وأشارت سناء إلى أنها لجأت هي وأسرتها للسفر خارج المدينة بغرض الحصول على كميات من السلع، خاصة أن شهر رمضان بات على الأبواب.