دولة أوروبية تستغني عن طاقة روسيا بـ"القرار الجريء"
12:28 - 18 مارس 2022قبل أسابيع قليلة من اندلاع الحرب في أوكرانيا، كانت دولة أوروبية قد حسمت أمرها، وقررت وقف العمل بالمفاعلات النووية الموجودة على أراضيها، في غضون سنوات قليلة.
لكن حرب روسيا في أوكرانيا غيّرت كل شيء، فاضطرت بلجيكا إلى العودة عن قرارها.
وذكرت وزيرة الطاقة البلجيكية، تيني فان دير سترايتين، الخميس، أن بلادها يمكن أن تُطيل عمر المحطات النووية لديها، وتؤجل خروجها من الخدمة الذي كان مقررا عام 2025.
الطاقة النووية في بلجيكا
وقدمت سترايتين مذكرة إلى أعضاء مجلس الوزراء، تضمنت الإشارة إلى مشروع قانون سيُوافق عليه بحلول نهاية مارس الجاري، لتمديد عمر أحدث مفاعلين لمدة تصل إلى 10 سنوات.
وغطت المحطات النووية 52 بالمئة تقريبا من حاجة البلاد من الكهرباء خلال عام 2021، بحسب شركة "إيليا" المتخصصة بتشغيل النظام النووي في بلجيكا.
ومن المتوقع أن تضع الوزيرة، الجمعة، خطة لتقليل اعتماد بلجيكا على الوقود الأحفوري، لا سيما الطاقة القادمة من روسيا، مع زيادة حصة الرياح البحرية، والتوسع في مشروعات الطاقة الشمسية، وتقليل الاعتماد على الغاز والنفط في محطات الكهرباء بحلول عام 2026.
واعتمدت خطة بلجيكا للتخلص من المحطات النووية في البداية على التحول إلى الغاز الطبيعي، بما في ذلك محطة تعمل بالغاز ستُبنى شمال بروكسل، على الرغم من أن الإذن لم يكن مؤكدا.
والمفاعلان اللذان يمكن تمديد حياتهما هما (Doel 4) و (Tihange 3) مفاعل بقدرة 1038 ميغاواط في محطة تيانغ شرقي بلجيكا، ومفاعل بقدرة 1039 ميغاواط في محطة دويل قرب أنتويرب غربي البلاد، ويشكلان 35 في المئة من قدرة الطاقة النووية في البلاد.
سد العجز
ويرى خبراء اقتصاديون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية" أن هذه الخطوة البلجيكية متوقعة، وتعطيها فرصة لتجهيز بدائل الطاقة المتجددة الأخرى.
الخبير الاقتصادي التونسي، قيس مقني، المقيم في باريس، يقول إن أوروبا تحاول إيجاد حلول لمشاكلها في الطاقة من خلال البحث في تاريخها، بعد تلقي درس قوي من الأزمة الأوكرانية، ومن هنا جاء أمر وقف إغلاق المفاعلات النووية لسد العجز في بلجيكا.
وبالمثل، يقول الخبير الاقتصادي المقيم في لندن، أحمد القاروط، إن إبقاء المفاعلات النووية قيد العمل سيساعد على سد الفجوة في قطاع الطاقة، حال انقطاع وارداتها من روسيا، فيما تتجه بلجيكا للاعتماد على طاقة الريح والمياه.
ووفق خبير الطاقة رمضان أبو العلا، فالخطوة البلجيكية فيما يخص المفاعلات متوقعة، تأتي في ظل حاجة بروكسل إلى مصادر الطاقة.
وأشار إلى بدائل أخرى تشمل الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة النووية، إلى جانب التواصل مع الدول الصديقة المنتجه للنفط والغاز من أجل زيادة إنتاجها، لسد الفجوات التي قد تنتج عن غياب الطاقة الروسية.
وتقول وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية إن تجاوز أمن الطاقة المدمج في خطة الإلغاء التدريجي، يمكن أن يسمح لبلجيكا بتأجيل التنفيذ دون أن تفقد ماء الوجه، حيث كانت خطة التحالف الحاكم تقضي باستبدال المحطات التي سيتم إغلاقها بمصادر الطاقة المتجددة والغاز.
وكانت الحكومة البلجيكية حين وافقت في ديسمبر الماضي على إغلاق محطاتها للطاقة النووية بحلول 2025، تركت الباب مفتوحا أمام إمكان تمديد عمر مفاعلين، إذا لم تتمكن من ضمان إمدادات الطاقة.