على خلفية حرب أوكرانيا.. شد الحبل يزداد حول رقبة إعلام روسيا
10:10 - 17 مارس 2022مع تبادل الحرب الإعلامية بين روسيا وأوكرانيا على خلفية الحرب العسكرية الدائرة، إلا أن الأمر يبدو أكثر صعوبة في إدارة الحرب الأولى بالنسبة إلى موسكو لما تواجهه من عقوبات تضيق عليها مساحة وسرعة انتشار إعلامها.
ففي مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن عمالقة المجال "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" و"تيك توك"، أنهم لن يسمحوا لوسائل الإعلام الروسية الرسمية بنشر موادها على صفحاتهم في القارة الأوروبية بطلب من الاتحاد الأوروبي، ولن يسمحوا بتمويل حملات إعلامية لروسيا، إضافة لتقييد وصول المحتوى التابع لها.
وفي وسائل الإعلام التقليدي، أصدر الاتحاد الأوروبي قرارًا بحظر قناة "روسيا اليوم" ووكالة "سبوتنيك" الروسيتين في دول الاتحاد، وأغلق مكاتب القناتين بحجة نشرهما معلومات مضللة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم حجب موقعهما على الإنترنت هناك، ولم يعد بمقدور الأوروبيين معرفة ما يجري في أوكرانيا من منظور روسيا.
مصداقية كبيرة
الباحث السياسي، وسيم سليمان، يرى أن السلطات الأوروبية اتخذت القرارات السابقة بعد أن رصدت المتابعة الكبيرة من الأوروبيين للإعلام الروسي، وزادت أعداد المشاهدات لوسائل الإعلام الروسية بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، واكتسبت "مصداقية" بسبب طرحها وجهات نظر مختلفة، بما فيها التي تخالف السياسة الروسية، وهو أمر رفع من أسهمها.
ويُضيف سليمان لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن حجب الإعلام الروسي يكشف ضعف نظيره الغربي، ومنع الرأي الآخر عن الأوروبيين يخالف أخلاقيات العمل الإعلامي المتعارف عليها، خاصة مع وجود تجييش ضد المواطنين الروس في العالم.
وضرب مثلًا بإعلان شركة "ميتا"، المالكة لـ"فيسبوك" بشكل صريح سماحها ببث رسائل الكراهية ضد الروس، وهي سابقة مخيفة في الإعلام عامة ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة التي زعمت لسنوات طويلة رفضها لرسائل العنف والكراهية، ثم نجدها الآن تستخدمها كسلاح، مشيرًا إلى أن هذا هو ما دفع موسكو لحجب "فيسبوك" في روسيا.
الحرب النفسية .. الذراع الخفية للصراعات
طرق بديلة
بدوره، يعتبر الإعلامي والمتخصص في الشأن الروسي زين العابدين شيبان أن محاصرة إعلام روسيا يتعارض مع الشعارات التي طالما رفعها الغرب بخصوص المهنية في تناول القضايا دون التحيز ضد عرق أو أمّة، وبأن العالم قرية واحدة وللجميع حق التعبير عن آرائهم، مرجعًا سبب هذا إلى القلق من تأثير الإعلام الروسي في الغرب.
ولفت في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن روسيا من ناحيتها أعدت طرقًا بديلة لإيصال وجهة نظرها للعالم، منها المدونات التي يملكها الروس، و"تليغرام"، وهو موقع روسي، وتطبيق "إنستغرام" و"يوتيوب"، وموقع "فوكنتاكتي" البديل الروسي لـ"فيسبوك"، ووسائل الإعلام الروسية ترفع شعار "صامدين رغم كل شيء".
وتنبه الباحثة في الشأن الروسي نغم كباس إلى أن القيود على وسائل الإعلام الروسية بدأت قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تم حجب وسائل إعلامية كبيرة، ومنها صحيفة "زفيزدا" ووكالات "سبوتنيك" و"نوفوستي" وعدة صحف.
كما أن "فيسبوك" حدد لموقع "آر تي" (روسيا اليوم) بضعة أخبار فقط يمكن نشرها على مدار اليوم، حسب قول الباحثة لـ"سكاي نيوز عربية".
حملة قادمة
يرجح الخبير التكنولوجي، فادي رمزي في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، أن تزيد حدة هذه الحرب المعلوماتية في الأيام المقبلة، وأن يتعرض الإعلام الروسي لمزيد من التضييق.
ومع كثافة السهام الإعلامية الموجهة من وسائل الإعلام الغربية إلى روسيا، يرى رمزي أن موسكو بدورها قد تقطع الإنترنت، وتتيحه لمواطنيها كشبكة داخلية لوقف تعرضهم للهجمات الخارجية، مع إحكام السيطرة على ما يصدر من مواطنيها حول الحرب وعزلهم عن العالم الخارجي.