صور.. بعثات الآثار العالمية تعود للعراق من أجل "مهد الحضارة"
20:58 - 16 مارس 2022باشرت فرق عالمية في الآثار، عملية تنقيب نادرة، جنوبي العراق، مع عودة علماء الآثار والخبراء الأجانب للتنقيب عن الآثار في بلاد ما بين النهرين.
وأقدم فريق من علماء فرنسيين وإيطاليين، على استكشاف آثار نادرة في أطلال موقع إريدو القديم في العراق، بالتعاون مع أثريين عراقيين، في إطار مهمة تنقيب نادرة.
ويُعتقد بأن مدينة إريدو القديمة كانت من أوائل المدن في المنطقة، بحسب أستاذ علم الآثار الفرنسي في جامعة ستراسبورغ، فليب كوينت.
وقال كوينت لتلفزيون رويترز: "هناك عدة أسباب لأهمية الموقع. أولا كانت مأهولة بشكل مستمر على مدى فترة طويلة جدا. من الألف الخامس إلى الألف الأول (قبل الميلاد) أساسا. ثانيا ما يمكن أن نجده هنا هو مقبرة من الألفية الخامسة، إذ يمكننا ربما العثور على الحمض النووي وتحديد أصول الأشخاص الذين أتوا إلى هنا وعاشوا هنا في العصور القديمة".
أضاف أن تشييد المباني الكبيرة وظهور التسلسلات الهرمية السياسية في المنطقة يجعلها واحدة من أماكن "مهد الحضارة".
وأردف: "بعد حرب الخليج الثانية.. كان هناك الكثير من أعمال النهب في جنوب بلاد الرافدين. لكن لحسن الحظ، لم تُنهب مدينة إريدو حتى الآن. لذلك نحن محظوظون جدا".
وكانت المدينة مخصصة لآلهة المياه في بلاد ما بين النهرين، إيا أو إنكي، في الأوقات التي كانت فيها جنوب بلاد ما بين النهرين ومواقع أور وإريدو مكانا للأهوار والممارسات الزراعية الناشئة، مما سمح للمجتمعات المحلية بالازدهار.
واستُكشف موقع أور القريب لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر، ويُعتقد بأنه مسقط رأس النبي إبراهيم، وقد زاره البابا فرنسيس، العام الماضي، وأقام تجمعا بين الأديان قرب زقورة أور الشهيرة.
وقال الأثري الفرنسي مارتن ماكنسون: "هذه المدينة كانت مهمة أو كانت مركزا دينيا لأننا نعرف هذه المدينة من الإله إيا أو إنكي، كان إله وقت السومريين على الماء، ماء الشرب والزراعة".
أور العراقية أقدم من الأهرامات فلماذا شهرتها أقل؟
ومنذ تخفيف قيود السفر بسبب جائحة كورونا، وصلت العديد من البعثات الأثرية الأجنبية إلى العراق لدعم مشاريع التنقيب المحلية.
ورغم استمرار التحديات الإدارية والأمنية، قالت عالمة الآثار العراقية، وعل نعيم، إن هذه البعثات تسمح للعراقيين بالتعلم وتبادل الخبرات مع علماء الآثار من جميع أنحاء العالم.
ويجذب الموقع الآن عددا متزايدا، لكن محدودا من السياح الأجانب والمحليين، الذين ظلوا غائبين لسنوات بسبب الاضطراب السياسي وانعدام الأمن في البلاد.
ورغم كثرة عدد نقاط التفتيش في الرحلة التي تستغرق 4 ساعات تقريبا بين بغداد وأور، وصلت مجموعة من السياح من العراق وبريطانيا إلى الموقع المهجور إلى حد كبير.