الأسطول الروسي والأميركي في ميزان القوة.. لمن الغلبة؟
20:26 - 15 فبراير 2022سلط تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا، الذي ينذر بحرب وشيكة قد تنزلق إليها عدة دول، الضوء على الترسانتين العسكريتين البحريتين لكل من روسيا والولايات المتحدة.
ووفق أحدث أرقام موقع "غلوبال فاير باور" المتخصص في رصد القدرات العسكرية للدول، احتل الجيش الأميركي المرتبة الأولى عالميا، بينما جاء نظيره الروسي في المرتبة الثانية، بقائمة أقوى جيوش العالم.
ووفق الموقع، فقد أصبحت روسيا القوة البحرية رقم 2 في عام 2022، متفوقة على الولايات المتحدة، فيما تصدرت الصين التصنيف.
ويتكون الأسطول الروسي من 605 وحدات بحرية، من بينها حاملة طائرات واحدة و15 مدمرة و11 فرقاطة و86 كورفيت، وهي سفينة حربية تمتاز بالسرعة والمناورة وتكون أصغر من الفرقاطة وأكبر حجما من الزوارق الدورية الساحلية.
وتمتلك روسيا رابع أضخم قوة غواصات في العالم، تضم 70 غواصة، إضافة إلى 55 سفينة دورية و49 كاسحة ألغام بحرية.
أما الأسطول الأميركي فيضم 484 قطعة بحرية، من بينها 11 حاملة طائرات و92 مدمرة و68 غواصة و22 كورفيت، إضافة إلى 8 كاسحات ألغام.
قدرات أسطول البحر الأسود
وتعوّل روسيا في حال وقوع حرب على أسطول البحر الأسود من أجل دعم قواتها البرية، والذي شهد على مدار السنوات الماضية تحديثات واسعة، في حين كان ينظر إليه في عام 2000 على أنه يمثل أدنى أولوية بين الأساطيل الروسية الأربعة.
ومع ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، كان أسطول البحر الأسود الروسي قادرا على لعب دور مهم في أجندة الدفاع الروسية.
وفي أبريل 2014، أمر الرئيس فلاديمير بوتن بـ"برنامج تطوير" لأسطول البحر الأسود، مما أدى إلى إنتاج وتسليم 4 سفن دورية من طراز "بروجيكت 22160" في عام 2021، مع توقع إضافة سفينتين بحلول عام 2023.
ويضم أسطول البحر الأسود الروسي غواصات الديزل الكهربائية (تعمل بالطاقة الكهربائية بالإضافة للديزل)، وسفنا قادرة على العمل في البحار البعيدة والقريبة، وطائرات حاملة للصواريخ، وأخرى مخصصة لمكافحة الغواصات ومقاتلات، إضافة إلى وحدات خفر السواحل.
ومن المهام الرئيسية لأسطول البحر الأسود، في الوقت الحاضر، حماية المنطقة الاقتصادية ومناطق الأعمال الصناعية، ووقف الأعمال غير القانونية، وحماية السفن، وتنفيذ الحملات الخارجية الحكومية في المناطق الاقتصادية المهمة في المحيطات، مثل التدريبات المشتركة، والعمل ضمن قوام قوات إحلال السلام الدولية.
طراد "موسكو" الصاروخي
يتواجد في الطراد قائد أسطول البحر الأسود ورئاسة الأركان ومقر القيادة المزود بوسائط الإدارة والسيطرة، ويتواجد في مقر القيادة ضباط الاتصال من وحدات الأسطول والقوات البرية والقوات الجوية.
وتم إنزال طراد "موسكو" إلى الماء في عام 1982، ودخل الخدمة في أسطول البحر الأسود سنة 1983.
وتشمل أسلحة الطراد المدفعية "أ كا-130" عيار 130 ميلي، و16 قاذف صواريخ من منظومة "بازالت" وقاذف قنابل "إر بي أو-6000"، و6 مدافع سداسية الماسورة "أ كا-630" عيار 30 ميلي (16000 طلقة)، وقاذف صواريخ "زي إي إف-122" من منظومة الصواريخ المضادة للطائرات "أوسا-إم أ".
كذلك تتضمن الأسلحة قاذفات صواريخ "بي-204" من منظومة الصواريخ المضادة للطائرات "إس-399إف ريف"، وقاذفات طوربيدات عيار 533 ميلي، ومروحية "كا-27" لمكافحة الغواصات المعادية.
وتبلغ سرعة الطراد القصوى 32 عقدة، ويعمل به طاقم مكون من 510 أشخاص، وتبلغ أقصى حمولته 11280 طنا.
وينتشر الطراد في 11 قاعدة عسكرية، بينما يقع المقر الرئيسي والمرافق الرسمية لأسطول البحر الأسود في مدينة سفاستوبول (قاعدة سفاستوبول البحرية).
وتتمركز بقية منشآت الأسطول في مواقع مختلفة على البحر الأسود وبحر آزوف، بما في ذلك كراي كراسنودار وأوبلاست روستوف والقرم، والقائد الحالي هو الأدميرال إيغور أوسيبوف.
الأسطول السادس الأميركي
تأسس في عام 1950 ويتخذ من قاعدة الإسناد في المياه الإقليمية الإيطالية قرب نابولي قاعدة له، وأبرز مهامه، ضمان الأمن والاستقرار في أوروبا وشمال إفريقيا والبحر المتوسط.
يتكون الأسطول السادس من 40 قطعة بحرية و175 طائرة و21 ألف جندي تقريبا، ويمتلك غواصات هجومية ودفاعية تؤمن أعماله، ويشمل 6 فرق قتالية ودعم لوجستي وقيادة مهام.
شارك الأسطول السادس في حرب الخليج 2003 وفي ليبيا 2011، إلى جانب مناورات في مارس 2021 بالبحر المتوسط بقيادة حاملة الطائرات "أيزنهاور".
حرب مكاسب
وقال الأكاديمي بالجامعة الأميركية في القاهرة، سعيد صادق، إن منطقة البحر الأسود قد تشهد مناوشات من قبيل دخول مركب للمياه الإقليمية أو طائرة للأجواء، فيما استبعد وقوع حرب صريحة بين الدول النووية، لافتا إلى أن "ما يحدث حاليا حرب مكاسب ولن يحدث أي غزو لأوكرانيا".
وأضاف صادق، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "روسيا أوصلت الأمور لحافة الهاوية بهدف تجميد النزاعات في البحر الأسود وشبه جزيرة القرم، وليس الحرب".
وتابع: "الرئيس بوتن يعلم أنه من خلال تحويل المياه المتقلبة للبحر الأسود إلى ساحة معركة محتملة، ينهي أي أمل في استعادة العلاقات مع الغرب، رغم أنه يمتلك عدة مفاتيح، أبرزها الطاقة".
وأوضح أن التفوق الروسي شرق أوروبا يمثل "عقدة سياسية لدى الإدارة الأميركية"، مضيفا: "فالبحر الأسود لا تستطيع اختراقه، رغم كونه منطقة مصالح حيوية بالنسبة لها".
كما بيّن أن "أميركا تحاصر روسيا بأساليب أخرى، كالدخول في المشاريع المتعلقة بالبحر الأسود لمنع المنافسين المحتملين من التحول إلى خصوم حقيقيين، وتشكيلهم تحالفات إقليمية ضد هيمنتها، وكذلك منع توسع النفوذ الروسي".