أردوغان يزور الإمارات.. ملفات مهمة في الانتظار
15:58 - 14 فبراير 2022يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإمارات، الإثنين، على رأس وفد وزاري، في خطوة اعتبرها محللون تندرج ضمن مساعي تسريع خطى التعاون الثنائي بمختلف الصعد، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وقالت الرئاسة التركية في بيان، إن زيارة أردوغان إلى دولة الإمارات تستغرق يومين، 14 و15 فبراير، وتتناول العلاقات الثنائية بين البلدين بكافة أشكالها، وإمكانيات تطوير التعاون المشترك.
وكشف البيان عن أن الزيارة ستشهد تبادلا للآراء بشأن آخر المستجدات الإقليمية والدولية، في إطار تحقيق السلام والاستقرار.
ويشمل جدول أعمال زيارة الرئيس التركي توقيع اتفاقيات تهدف إلى تحقيق إسهامات مهمة في العلاقات الثنائية، كما سيشارك الرئيس في "معرض تركيا" المقرر عقده في 15 فبراير بمناسبة "اليوم الوطني لتركيا"، ضمن زيارته لمعرض "إكسبو 2020 دبي".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي التركي عبد الله أيدوغان زيارة أردوغان للإمارات خطوة مهمة على صعيد تطوير العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، وزيادة التقارب وتعزيز التعاون.
وأضاف أيدوغان، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بعد زيارته التاريخية لأنقرة.
وأشار إلى أن الزيارة سيغلب عليها الطابع الاقتصادي، وستشهد توقيع اتفاقيات تتعلق بالتجارة وزيادة الاستثمارات ولقاءات من جانب الرئيس التركي والوفد المرافق مع رجال أعمال ومستثمرين إماراتيين بهدف توسيع حجم التبادل التجاري.
وأوضح أيدوغان أن الزيارة سيكون لها تأثير إيجابي في توسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لافتا إلى أنهما، بثقلهما الإقليمي، يمكنهما العمل على نزع فتيل التوترات في منطقة عصفت بها الاضطرابات على مدار أكثر من عقد.
وقال الكاتب والمحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، إن الزيارة مهمة على كافة الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، لأن "العلاقات الثنائية تحتاج إلى كثير من التعاون الاستراتيجي والاقتصادي بين الطرفين".
وبين رضوان أوغلو في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن تركيا تحتاج إلى دعم اقتصادي لمشروعات كبيرة تنفذها، وهو ما يمكن أن توفره الإمارات.
ولفت إلى أنه "على الصعيد الإقليمي، باتت الإمارات قوة كبيرة وفاعلة وهذا مهم جدا للتعاون بين الطرفين، كما أن البلدين من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة، وهو ما يساهم في تحقيق التوزان والاستقرار بالمنطقة".
وفيما يتعلق بأبرز الملفات التي يتوقع تناولها في هذه الزيارة، قال كرم سعيد خبير الشؤون التركية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "الزيارة تأتي في سياق سعي البلدين لفتح صفحة جديدة. أنقرة تحاول استيعاب المتغيرات الجديدة، فهي لا تزال تواجه إشكاليات كبيرة في علاقتها مع الدول الغربية والولايات المتحدة على خلفية عدد كبير من القضايا الشائكة، إضافة إلى التوتر الحادث مع الاتحاد الأوروبي ورفض عضويتها، وبالتالي فهي تسعى لبدائل إقليمية تستطيع أن تتجاوز بها ضعف مناعتها الإقليمية والدولية وتفتح من خلالها دوائر سياسية جديدة".
وأكد سعيد في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الإمارات دولة نافذة وقوة إقليمية ذات حضور مؤثر، لذلك تسعى تركيا لتحقيق انفتاح كبير معها".
وتابع: "هناك ملفان بارزان خلال الزيارة هما الشأن الاقتصادي وتوسيع التعاون الثنائي وزيادة حجم الاستثمارات وفتح منافذ أمام الشركات بين الجانبين ومنح امتيازات اقتصادية، أما الملف الثاني سيكون العلاقات الثنائية وتوسيع الشراكة وتعزيز التعاون الدفاعي بين الجانبين".
أردوغان يغرد بالعربية
ومساء السبت، كتب أردوغان على "تويتر" باللغة العربية: "التقارب الذي بدأ بين تركيا والإمارات العربية المتحدة يكتسب زخما جديدا من خلال زياراتنا المتبادلة. أرحب بتطوير العلاقات تجاه مجالات التعاون بيننا"، مرفقا مقالا عن حول أهمية العلاقات بين البلدين في الإسهام بالسلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي.
وبدوره، قال فخر الدين ألتون رئيس إدارة الاتصالات بالرئاسة التركية، السبت، إن زيارة الرئيس التركي المرتقبة إلى الإمارات مفيدة لتطوير التعاون بين البلدين، مضيفا في ندوة حملت عنوان "التعاون التركي الإماراتي.. نظرة إلى المستقبل"، أن "العلاقات بين البلدين لها أهمية كبيرة في إرساء السلام والاستقرار الإقليميين"، مشددا على أن "تركيا والإمارات لاعبان مهمان في المنطقة كقوى سياسية واقتصادية".
واسترسل ألتون: "نهدف إلى تنويع الشراكات بين البلدين، وتوثيق التعاون في شتى المجالات مثل السياحة والصحة والصناعة والنقل والتغير المناخي والأمن الغذائي والمائي".
وكان الشيخ محمد بن زايد قد زار أنقرة في نوفمبر الماضي، حيث أجرى محادثات مع أردوغان، وأبرمت وقتها الإمارات وتركيا اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت عددا من المجالات التي تسهم في تعزيز علاقات التعاون، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك بين أبوظبي وأنقرة، من بينها تأسيس صندوق إماراتي بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.