أخيرا.. بدء العام الدراسي "الرسمي" في لبنان
00:16 - 08 فبراير 2022أسدل الستار على أزمة المدرسين بقطاع التعليم الرسمي في لبنان، الإثنين، بعدما أدرج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدل النقل الخاص بهم في موازنة العام الجاري، التي لا تزال قيد التحضير.
وعلقت لجان المدرسين في القطاع الرسمي الإضراب الذي دام لمدة 4 أشهر، بعد انقضاء أكثر من نصف العام الدراسي، في سابقة تربوية بلبنان شهدت إغلاق أبواب معظم المدارس الحكومية في وجه الطلاب.
وعلم موقع "سكاي نيوز عربية" من مصادر تربوية معنية في القطاع الرسمي، أن اجتماعا ترأسه ميقاتي، الإثنين، بحضور رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري ووزير التربية عباس الحلبي، بالإضافة إلى مختلف لجان الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي، انتهى إلى توافق على العودة إلى التعليم بشكل نظامي بدءا من صباح الخميس في أنحاء البلاد.
وبذلك تسجل سابقة في لبنان، حيث يبدأ العام الدراسي في التعليم الرسمي في شهر فبراير.
وفي المعلومات التي نقلها المدرسون المتعاقدون لحل الأزمة، جاء أن ميقاتي طلب إدراج مبلغ 100 مليار ليرة في الموازنة العامة كبدل نقل لهم، مما اعتبروه إنصافا لهم، وبالتالي قرروا إيقاف إضرابهم والعودة إلى المدارس.
وكشفت أمينة الإعلام السابقة في رابطة التعليم الثانوي في لبنان ملوك محرز لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن عودة للتعليم في القطاع الرسمي منذ صباح الخميس.
وقالت: "بعد موافقة أغلبية الأعضاء والتشاور مع الهيئة الإدارية المنتخبة، اتُّخذ القرار بالعودة إلى التعليم الحضوري".
ووفق معلومات خاصة من وزارة التربية الوطنية لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن 60 ألف تلميذ وتلميذة كانوا قد هجروا المدارس الرسمية، فيما سجل عدد آخر يبلغ 20 ألفا في مدارس أقل تكلفة، بسبب إضراب أساتذة القطاع الرسمي للحصول على مطالبهم المالية.
فبعدما تعطلت الدراسة لنحو 4 أشهر بسبب مقاطعة المعلمين، خصوصا المتعاقدين، طلبا لبدل النقل والمنحة الاجتماعية، خسرت المدارس الرسمية ربع تلاميذها.
وكان الحلبي صرح قبل قرار عودة المعلمين أنه "من السابق لأوانه حسم مصير الامتحانات الرسمية"، ووعد الوزير بتأمين الدعم من الجهات المانحة لإنقاذ الوضع، وقال: "ما يهمني هو استكمال العام الدراسي".
وقالت رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي نسرين شاهين لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قطاع التعليم الرسمي يضم حوالي 420 ألف تلميذ، غادر 60 ألفا منهم نحو القطاع الخاص.
وقال ولي أمر لـ4 طلاب، وهو رب أسرة يعمل في السلك العسكري، لموقع "سكاي نيوز عربية": "لا أستطيع تسجيل أولادي الأربعة في مدارس خاصة، فقط سجلت اثنين منهم في مرحلة الثانوية العامة (البكالوريا)".
عندما لا يربّي مربّي الأجيال أجياله
وأضاف: "لكن المشكلة الأخطر أن أولادي انتقلوا إلى مدارس خاصة تجارية، تسعى إلى استقطاب طلاب التعليم الرسمي بعروض مغرية لكنها لا تقدم الحد الأدنى من التعليم الجيد".
وقال الإعلامي المتخصص في الشأن التربوي عماد الزغبي، إن نحو 25 ألف تلميذ انتقلوا في بداية العام الدراسي الجاري من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية بفعل الأزمة الاقتصادية، من بينهم نحو 8 آلاف في مرحلة التعليم الثانوي والباقي في التعليم الأساسي.
وأوضح الزغبي لموقع "سكاي نيوز عربية": "ليس صحيحا أن جميع المدارس كانت مقفلة، فما نسبته 70 بالمئة من المدارس كانت تعمل، من بينها 54 بالمئة تُدرس بشكل كامل".
وأضاف: "في لبنان أكثر من 12500 مدرس متعاقد مقابل 1500 في الملاك (الوظيفة الرسمية)، وتتحمل الدولة المسؤولية الكبرى في هذا المجال كون وزراء التربية المتعاقبين لم يسعوا إلى فتح باب التوظيف من خلال مسابقات مفتوحة أو مغلقة، للانتهاء من بدعة التعاقد وتثبيتهم كمعلمين في الوزارة".