الجيش الليبي في "أم الأرانب" وكر الإرهاب والتهريب
08:59 - 05 فبراير 2022يواصل الجيش الليبي فرض سيطرته على جنوب البلاد، والتي استهدفت في المقام الأول الأوكار الإرهابية والمهربين وعصابات الهجرة غير الشرعية والتي تتمركز في الجنوب الليبي.
وفي ظل العملية العسكرية للجيش وعلى تخوم الحدود الليبية التشادية، وثقت عدسة كاميرا "سكاي نيوز عربية" الوضع داخل منطقة أم الأرانب والتي تقع في الشمال الشرقي من مرزق بنحو 93 كيلومترا، وإلى الجنوب من سبها بنحو 173 كيلومترا، وتعد تلك المنطقة البوابة الأهم والأخطر لعبور المهربين والجماعات الإرهابية من أقصى القارة الإفريقية إلى ليبيا.
القائد العسكري آدم حجر صالح، آمر الدوريات الصحراوية باللواء طارق بن زياد المعزز في منطقة أم الأرانب، أكد أن الوضع الأمني أصبح تحت السيطرة الكاملة عقب تعزيز القوات العسكرية في تلك النقطة.
وأوضح صالح، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن القوات في تلك المنطقة مكلفة بمهمة واحدة من القيادة العامة للجيش الليبي وهي فرض السيطرة الكاملة على المنافذ الحدودية الجنوبية بشكل كامل.
بوابة خطيرة
وقال صالح: إن تلك النقطة تعد من أخطر البوابات الحدودية، حيث يتم تأمين الحدود مع دولة النيجر حتى الحدود الجزائرية؛ لمنع عمليات تهريب السلاح والمخدرات وعصابات الهجرة غير الشرعية التي تعد تلك المنطقة النقطة الأهم لتجارتهم المشبوهة.
في السياق، أوضح المحلل العسكري محمد الترهوني أن منطقة أم الأرانب تعد من أهم المناطق التي تشتهر بالتهريب بجميع أنواعه بداية من البشر حتى السلع الغذائية والسجائر.
وقال المحلل العسكري، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية": إن تلك النقطة أصبحت محل اهتمام كبير من جانب القيادة العامة للقوات المسلحة؛ لوقف عملية تهريب البشر والسلاح بخلاف نشاط عدد من الجماعات الإرهابية التي تنشط في قلب القارة الإفريقية.
وتابع الترهوني: هناك فئات في الداخل الليبي لا تريد فرض السيطرة على تلك المنطقة التي تعد "بيزنس" وتجارة مشبوهة من خلال التهريب بجميع أنواعه، فالمستفيد من تلك المنطقة لا يريد بسط السيطرة الأمنية عليها.
من جانبه، أكد آمر الدوريات الصحراوية باللواء طارق بن زياد أنه لا تراجع عن فرض هيبة الدولة في الجنوب والبوابات الحدودية، مشيرًا إلى الحادث الإرهابي الجبان الذي تعرضت له القوات العسكرية في الجنوب خلال الأسابيع الماضية.
واستعرض صالح الجهود التي قامت بها القوات المسلحة الليبية في تلك النقطة خلال الأيام الماضية، حيث تم ترحيل الآلاف من المهاجرين، كما تم قطع الطريق أمام عمليات تهريب الوقود بالكامل واستعادة لكثير من العربات المحملة بالوقود في طريق خروجها من البلاد، كما تم أيضًا القضاء على عدد من العصابات الإجرامية التي كانت تتخذ من تلك المنطقة بؤرة للتهريب.
كما تم تدمير عدد من البوابات الوهمية التي تستخدمها العصابات والمليشيات المسلحة، "بوابات تقوم العصابات بنصبها لفرض رسوم عبور وتمهيد طريق للتهريب".
الوضع الحالي
يشهد الجنوب الليبي في الوقت الحالي حالة من السيطرة وصفها البعض بالمؤقتة؛ نظرًا لحالة الصراع السياسي في البلاد، وهنا أكد الخبير العسكري عثمان المختار، أن الوضع قابل للانفجار والخروج عن السيطرة؛ نظرًا لتطورات المشهد الدولي وعودة تنظيم "داعش" بعمليات متفرقة الفترة الماضية في سوريا والعراق وليبيا أيضًا.
ففي 18 يناير الماضي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن تفجير عبوة ناسفة في منطقة أم الأرانب، أسفرت عن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين، ثم في 26 من الشهر ذاته استهدف التنظيم في هجوم له دورية تابعة لـ"كتيبة شهداء أم الأرانب" في الجيش ببلدية القطرون جنوب البلاد.
هجوم إرهابي راح ضحيته 4 من رجال الجيش الذي ردّ بعملية واسعة نجم عنها مقتل 24 عنصرًا متطرفًا بحسب ما أعلن اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش، الذي أشار إلى أن 8 منهم فجروا أنفسهم قبل القبض عليهم.
وأكد الخبير العسكري عثمان المختار، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن ما حدث من عملية إرهابية في الجنوب الليبي الشهر الماضي، رسالة وناقوس خطر حول أهمية الذهاب نحو مرحلة الاستقرار وإجراء الانتخابات الرئاسية وبناء مؤسسات الدولة ودعم المؤسسة العسكرية وتوحيدها.