بعد "الصحوة".. كيف سيؤثر مقتل زعيم داعش على التنظيم؟
19:33 - 03 فبراير 2022اعتبر محللون أن عملية قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو ابراهيم الهاشمي القريشي، ستشكّل ضربة قوية للتنظيم الذي حاول خلال الفترة الأخيرة النهوض مرة أخرى عبر هجمات في سوريا والعراق.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعلن في وقت سابق الخميس، أن قوات خاصة أميركية نفذت عملية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، قتلت فيها زعيم داعش.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لـ"سكاي نيوز عربية" إن التحركات العسكرية الأميركية الكبيرة التي سبقت العملية كانت تشي بأن الأمر يتصل بتنظيم داعش.
وأضاف أن العملية بدأت عندما هبطت الطائرات المروحية في المكان وحاصرته لمدة ساعة، حيث فاوضت الموجودين داخل المنزل.
وقال عبد الرحمن إن عملية قتل القريشي جاءت بعد أيام من انتهاء عملية سجن غويران، التي شنها تنظيم داعش الإرهابي في شمال شرق سوريا، الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أميركيا.
نداء أبوعبيدة؟
وتساءل عبد الرحمن عما إذا كانت العملية مرتبطة بالمدعو "أبو عبيدة"، الذي كان زعيما في السجن ويخاطب آخرين خارج السجن، وتحديدا في إدلب، فهل كان يخاطب القريشي؟
واعتبر أن العملية نصر حقيقي لقوات سوريا الديمقراطية والعراق والولايات المتحدة.
وقال إن هناك تداعيات لهذه العملية، مثل أن تفعّل قوات سوريا الديمقراطية عملياتها الأمنية في سوريا، ضد فلول داعش ومقاتلي السابقين، مستقيدة من مقتل القريشي.
انهيار نفسي
من ناحيته، قال المستشار السابق للتحالف الدولي ضد داعش، كاظم الوائلي، لـ"سكاي نيوز عربية" إن الأهمية السياسية والاستراتيجية لتصفية القريشي تتمثل في حاجة الرئيس بايدن إلى قصة نجاح، كي يبرهن لمعارضيه أنه قادر على هزم الإرهاب.
وأضاف الوائلي أنه على الصعيد العسكري تعتبر عملية قتل القريشي ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي، لكونه يعتبر الوريث لأبي بكر البغدادي.
وقال إن أهمية العملية تبنع أيضا لكونها تأتي بعد أيام من اقتحام سجن الحسكة، ولذلك تعد قصة نجاح جديدة للتحالف الدولي.
ولفت إلى أن للقادة رمزية كبيرة، إذ أدت عمليات قتل زعماء الإرهابيين إلى حدوث انهيار نفسي، مشددا على أن ذلك يؤثر على عناصر التنظيم.
إحباط محاولة العودة
وقال مدير معهد المشرق في بيروت، سامي نادر، لـ"سكاي نيوز عربية" إن مقتل القريشي يشكل ضربة موجعة للتنظيم، الذي كان يحاول في الفترة الأخيرة إعادة بناء نفسه، بعدما آلت إليه الحرب على الإرهاب من اقتلاع جذور التنظيم.
وأضاف نادر أن داعش حاول التمدد خلال العامين الماضيين في وسط إفريقيا وعمقها، وعاد في الآونة الأخيرة إلى المشرق العربي، في مناطق مثل البادية السورية والأنبار.
وقال إن هذه الضربة التي استهدفت رأس التنظيم، ستشكل عقبة أمام استراتيجيته التوسعية للعودة إلى المشرق العربي.
وأضاف أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان شكّل دافع أساسي للقوى الإقليمية التي حاولت الاستفادة من التخبط الأميركي، بل التنظيمات الإرهابية أيضا، لأنها قرأت الانسحاب على أنه دعوة لعودتها إلى المنطقة.
ولفت إلى أن الضربة الأميركية في إدلب حاولت لملمت التداعيات السياسية للانسحاب الأميركي من أفغانستان.