صراع واشنطن وموسكو يفجر أزمات قديمة.. وداعش يطل برأسه
13:27 - 02 فبراير 2022ربط خبراء بين عودة حدة الصراع بين واشنطن وموسكو على مناطق النفوذ في العالم، وعلى رأسها أوكرانيا، وبين انتعاشة هجمات تنظيم داعش الإرهابي مجددا في سوريا وليبيا.
ويقول الخبراء، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه بعد تهدئة عابرة بين روسيا والولايات المتحدة خلال انشغال الأخيرة بالانتخابات الرئاسية ومشكلة التضخم، وخلال معاناة الجميع من أزمة كورونا، اشتعل الصراع مجددً في أوكرانيا.
وتزامن ذلك مع الهجوم الكبير الذين نفّذه داعش على سجن غويران في الحسكة شمال شرقي سوريا لإخراج عناصره المسجونين هناك، وهجومه كذلك على دورية تابعة للجيش الوطني الليبي في ليبيا الأيام الأخيرة.
وفيما يخص ليبيا، كذلك ظهرت حدة التنافس بين واشنطن وموسكو، في اضطرار مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع تأجيل جلسته الخاصّة بتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة إلى ليبيا بعد احتجاج موسكو على اختيار الأميركية ستيفاني ويليامز.
ووفق المحلل السياسي في مركز لندن للسياسات السياسية والاستراتيجية مايكل مورغان تجدد الصراع بعد رفض الغرب الشروط الروسية بعدم ضم أوكرانيا للحلف الأطلسي، وجاء الرد بالاستعدادات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية.
أما عن انعكاس هذا الصراع على الشرق الأوسط، فيقول مورغان: "بعد أن شهدت سوريا نوعا من الاستقرار عقب هزيمة تنظيم داعش عام 2017، يعاود التنظيم الإرهابي نشاطه بهجوم وحشي على سجن غويران الذي تسبّب في حالة من الفوضى في الحسكة، وهذه كانت أحد أهداف الهجوم".
وتخضع الحسكة لإدارة الحكم الذاتي التابعة للأكراد حلفاء الولايات المتحدة، وتقوم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التابعة لهذه الإدارة بحراسة السّجن بالتعاون مع قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده واشنطن.
وعقب هذا الهجوم، تعرّضت دورية للجيش الليبي لهجومٍ في القطرون بجنوب ليبيا، وهو ما أسفر عن مقتل 3 جنود على الأقل، وهو ما رد عليه الجيش بعمليةٍ واسعةٍ على خلايا داعش أسقطت 23 قتيلًا داعشيًّا.
ورأى مورغان أن توقيت الهجمات في سوريا وليبيا يثير التساؤلات حول كيف يستطيع هذا التنظيم استثمار الصراعات الدولية في اختيار أهدافه وإعادة نشاطه.
صراعٌ على مستوى العالم
يعتبر المحلل السياسي في واشنطن طارق الشامي أن الصراع بين روسيا والولايات المتحدة ممتد على مساحة العالم كله، وفي هذا الوقت فإن روسيا حريصة على نيْل مكانة دولية وكسب شعبية لرئيسها فلاديمير بوتن قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وحسب الشامي، فهذا الأمر تهيأ لموسكو بالانسحاب الأميركي المضطرب من أفغانستان، وانشغال واشنطن بأزماتها الداخلية نتيجة الخلافات حول الانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو ما أعطى مساحة تحرك لروسيا والصين في الشرق الأوسط.
وعن التنافُس في أوروبا، يردف: "وفي أزمة أوكرانيا يحاول بوتن إعادة عقارب السّاعة إلى الوراء ومُمارسة نفوذ روسي في القارة الأوروبية وتحقيق مكاسب أمنية".
ويرجّح المحلل السياسي أن تكون حالة الانفلات في سجن غويران "جزءا من خلط الأوراق"، خاصة أن "قسد" حليف الولايات المتحدة، وبالتبعية، هي المتضرر الأول من هذا الاضطراب الأمني في مناطق نفوذها، كما أن هذا يزعزع الثقة في الحماية الأميركية لـ"قسد".
وسبق أن استغلت الدعاية الروسية الاضطرابات التي عمَّت أفغانستان عقب الانسحاب الأميركي المفاجئ منها، لتنشر عبر الإعلام اهتزاز الثقة في واشنطن كحليف.
ويختتم الشامي: "وقد يكون ملف إيران النووي أيضا جزءا آخر من وسائل الضغط الروسية، خاصة بعد زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لموسكو، وفي المقابل لدى واشنطن أيضا أوراق كثيرة تستخدمها للضغط على موسكو من خلال حشد الحلفاء في الشرق الأوسط وأوروبا وغيرها، وتهديد روسيا بعواقبَ اقتصادية عنيفة".