أهم مصري في أستراليا.. قصة "الطبيب دانيال" مع "السابعة مساءً
18:57 - 29 يناير 2022في السابعة مساء كل ليلة تقريبا، يقف الطبيب المصري دانيال نور على رأس سيارة مجهّزة بالأدوات الطبية اللازمة لعلاج المشردين في أستراليا لخدمتهم، وتقديم الاستشارات الطبية والأدوية إليهم، كي يعيشوا أصحاء.
ما فعله دانيال من دور مجتمعي خلال العامين السابقين ومساعدته لمئات المشردين والفقراء بصحبه فريقه التطوعي، أهّله مؤخرا للفوز بشخصية العام من الشباب على مستوى أستراليا لعام 2022.
وتزيّنت دار أوبرا سيدني في العيد الوطني لأستراليا بصورة الطبيب المصري الذي وصف هذا الأمر في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية بـ"المفاجئ وغير المتوقع"، منوها أنّ هذا التكريم أسعده كثيرا لأنه جاء بعد عناء وجهد طويل على مدار الفترة الماضية.
رامي القواسمي.. أمل المعرفة للجميع
من هنا كانت البداية
في بداية عام 2020 دشّن الطبيب المصري مبادرة Street Side Medics "ستريت سايد ميدكس"، أو المسعفون على جانب الطريق، والمعنية بتقديم الدعم النفسي والطبي وتقديم العلاج اللازم للمهمشين والفقراء بالمجان.
وعمل فريق المبادرة، بحسب ما أكد دانيال في أجواء قاسية، وانتشر الأعضاء على تجهيز سيارات بأسرة للكشف، ومعدات وأجهزة طبية ووحدات للأشعة لمساعدة المحتاجين.
أدوية مجانية
لم ترد المبادرة سائلا أبدا، فمن يطلب دواء أو فحصا طبيا يجد حاجته، يوضح داينال: "كان ذلك سببا في أن ترى الدولة في ما نفعله عملا عظيما، وتكرمنا عليه وتختارني أفضل شخصية شابة في عام 2022".
وساهمت المبادرة في إجراء عمليات جراحية لبعض المرضى. ويوضح دانيال أن عددا آخر من الحالات كنت تحال إلى مستشفيات متخصصة مع خطاب يتضمن المطلوب "وهناك بعض الحالات كنا نوصلها بأنفسنا لصعوبة حالتهم البدنية جراء المكوث في الشارع لشهور عدة".
تكريم مصري
وأعربت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج عن فخرها بما قدمه الطبيب المصري من مساعدات وخدمات إنسانية للمرضى والمهمشين، وحرصه على الدعم النفسي والطبي لهم.
وثمّنت مكرم جهود الشباب المصري في الخارج، وحرصهم على بذل أقصى جهد ممكن لرفعة اسم بلدهم وإعلاء قيم المحبة والإنسانية، مؤكدة أنهم حريصون على التعاون مع مجتمعاتهم الخارجية بالشكل الذي يجعلهم مؤثرين للغاية.
في قلب الطبيب المصري لوزيرة الهجرة محبة كبرى، حيث علّق على دورها وتكريمها للمصريين في الخارج قائلا: "السفيرة نبيلة مكرم إنسانة عظيمة للغاية وواجهة مشرفة لمصر، تقوم بعمل هام وهو توصيل الجيل الجديد من المصريين في الخارج بمصر الأم. كل ما تقوم به عمل غاية في الرقي والتقدير".
فريق من المتطوعين
"كل الفريق يعمل متطوعا" يقولها بحماس الطبيب المصري صاحب الـ26 عاما، مشيرا إلى أنّ قوام فريقه الطبي الذي ينتشر يوما في الشوارع لعلاج المشردين وصل إلى 250 شخص ما بين أطباء أو ممرضين أو أطباء متخصصين في العلاج الطبيعي.
الوصول لجميع المشردين في كافة أنحاء الدولة حلم متصدر قائمة الشباب في أستراليا، منوها: "هدفي خلال الفترة المقبلة أن تتوسع خدماتنا بحيث تشمل أستراليا كلها، ونقدّم خدمات طبية أكثر خلال الشهور المقبلة وننقذ الكير والكثير من المشردين والفقراء من قسوة الشارع".
صعوبات وتحديات
وعن الصعوبات التي واجهها في بداية تنفيذه للفكرة، يرى دانيال أن تنفيذها في مجتمع غربي لم يكن سهلا على الإطلاق بجانب الاحتياج للأموال لشراء الأتوبيس الكبير والمعدات، وعمل تعاقدات مع شركات الأدوية لصرف الدواء.
وحضر الاحتفال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون والسفير المصري في أستراليا محمود زايد، وعدد من الشخصيات البارزة الذين أشادوا بما يقدمه دانيال نور، متمنين له التوفيق في مساعده المزيد من المشردين.
مصر في القلب
يفكر الطبيب المصري كثيرا في وطنه، ويتمنى أن يرى مصر في أفضل حال، وأن يساعد الجميع المحتاجين والفقراء قائلا: "أتمنى رؤية هذه الخدمة في مصر وبشكل أفضل. لا يوجد أي شيء مستبعد أو مستحيل، فمصر دائما تفكر في خدمة الفقراء ولها مشاريع مميزة تخدم ملايين المحتاجين".
وأكد دانيال استعداده للتعاون مع أي شاب أو مؤسسة مصرية مؤكدا في حديثه مع موقع سكاي نيوز عربية: "الشباب في مصر لديهم طاقة كبيرة، ويستطيعون القيام بمثل تلك الأعمال، ونحن على أتم الاستعداد لأي مساعدات أو أفكار معهم لإقامة الفكرة أو أفكار أخرى تخدم الفقراء".
وعن دور أسرته ودعمهم أردف الطبيب المصري: "كانوا داعمين لي طوال الوقت فهم يعلمون مقدار انشغالي في عملي الصباحي في واحدة من أكبر المستشفيات في أستراليا بداية من السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء، وأنني بالكاد أدخل المنزل لتناول الطعام ثم الانطلاق مرة أخرى لخدمة المهمشين حتى العاشرة مساء أو مع نهاية الحالات المتواجدة".