بيروت.. حريق مكتبة الرصيف يثير التعاطف مع "المسن الغامض"
10:54 - 22 يناير 2022التهم حريق كبير ما يعرف باسم "مكتبة الرصيف" شرقي بيروت، التي كانت تضم مجموعة كبيرة من الكتب الأدبية والتاريخية والدينية، مما أثار موجة تعاطف كبيرة مع مسن كان يتقوت من بيع المطبوعات، وسط تضارب في المعلومات بشأن سبب الحادث.
وبعدما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام بقصة وصور الرجل الثمانيني الذي يدعى محمد المغربي، المقيم تحت جسر الفيات المحاذي لمنطقة سن الفيل على كورنيش النهر في بيروت ويبيع الكتب في المكان منذ فترة طويلة، صدم كثيرون بخبر اندلاع حريق كبير في المكتبة.
وكان وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى قد زار بائع الكتب قبل أيام، في أعقاب تداول مقاطع فيديو عن وضعه الصعب تحت الجسر، مكتفيا بترك توقيعه على أحد الكتب.
وفي تصريح أمام وسائل الإعلام وبعد الحريق مباشرة، قال المغربي: "أحرقوها، لكن سأبنيها من جديد"، موجها اتهامه إلى أشخاص لم يفصح عنهم.
وفي جولة ميدانية لموقع "سكاي نيوز عربية" بالمكان، قال شاهد عيان على الحريق يدعى جيوفاني: "كنت أزور بائع الكتب من وقت لآخر وأتصفح بعضها هنا تحت الجسر، صادف مروري هذه المرة وقت الحريق حيث ساعدته. كان في حالة شبه إغماء بعد تنشقه دخان الحريق وقال لي إن عدة أشخاص أحرقوا الكتب وضربوني وسرقوا محفظتي".
وأضاف جيوفاني لموقع "سكاي نيوز عربية": "غادر المغربي المكان الذي لم يكن يغادره أصلا، وقيل إنه اتجه نحو أحد المخافر ليدعي على الفاعلين".
تضارب في المعلومات
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قالت إحدى المتطوعات في جمعية "دفى" الخيرية التي كانت تقدم المساعدة للمغربي، إنها تلقت اتصالا من شخص ما كان يمر في المكان ليل الخميس، أخبرها أن "المغربي كان يعد الشاي على موقد عندما تسربت النار إلى قارورة غاز صغيرة، وما لبثت أن أحرقت المكان والأغطية والتهمت الكتب كلها".
وحتى الآن، لم يتم التثبت من هوية المغربي، بعد أن صرح قبل أيام أنه لبناني ولد في بيروت لكنه درس الهندسة في جامعة القاهرة، وقال إنه من مرتفعات "كفرشوبا"، وهو مكان غير موجود جغرافيا، بل هناك قرية كفرشوبا جنوب شرقي لبنان ولا يوجد ما يؤكد أنه منها، علما أنه يتكلم بلهجة مصرية صافية.
وعلم موقع "سكاي نيوز عربية" أن مكتب وزير الثقافة حاول الاتصال بالرجل للاطمئنان عليه، لكنه لم يلق الجواب بسبب رحيله بعد الحريق.
وتصدر تعاطف الناشطين مع الرجل المسن مواقع التواصل الاجتماعي، التي أعرب روادها عن تضامنهم معه واستنكارهم لـ"قيام مجموعة من الجهلة بإحراق مصدر رزق وعيش هذا المشرد في عز البرد".
وكان المغربي يتخذ من المكان منزلا مكونا من سرير ومكتبة، مع مذياع قديم وموقد حطب وملابس بالية وأثاث مختصر بفراش وكرسيين، وأغطية يتقي بها برد الشتاء وبعض الأشياء الأخرى، إضافة إلى مئات الكتب المكدسة في العراء قرب نقاط توزيع محطة الهاتف في المنطقة.
وكان الرجل الثمانيني يمضي وقته بين الكتب، ولا يفارق المكان سوى للقيام بأمر طارئ أو للاستحمام في محطة الوقود المجاورة، ويعتمد في طعامه على ما تقدمه له بعض الجمعيات الخيرية.