ختم محمد علي ومدينة ذهبية.. إنجازات مستمرة لرجال الآثار بمصر
13:59 - 21 يناير 2022نجح رجال الآثار بمصر في تحقيق إنجازات كبيرة خلال السنة الماضية، سواء اكتشافات بالغة الأهمية أو إعادة الحياة إلى جدران المعابد المصرية، ليحصد عدد منهم جائزة أفضل الآثاريين والمرممين لعام 2021 من مركز زاهي حواس للمصريات، في حضور وزير السياحة والآثار خالد العناني.
وحصد الجائزة عاطف الدباح، رئيس عمل تطوير سور مجرى العيون وقلعتي صلاح الدين وقايتباي ودير ماري مينا، وعفيفي رحيم، مسؤول مجموعة العمل بحفائر المدينة الذهبية الخاصة بالملك أمنحتب الثالث في الأقصر، أحمد إمام وأفراد البعثة المصرية الألمانية في معبد الإله خنوم بمدينة إسنا، وفقا لبيان رسمي صادر عن وزارة السياحة والآثار المصرية.
ويتحدث عاطف الدباح، مدير المكتب الفني للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى موقع سكاي نيوز عربية عن فوزه بجائزة أفضل أثري بمصر قائلا: "أشعر بالفخر تجاه هذا التكريم، أهدي الجائزة إلى الفريق الذي يعمل ليل نهار في المواقع الأثرية وأبرزها سور مجرى العيون."
ويضيف الدباح لموقع سكاي نيوز عربية: "نجحنا في الانتهاء من المرحلة الأولى من أشهر أسوار القاهرة التاريخية في وقت قياسي، وجاري العمل على قدم وساق لاستكمال المراحل الأخرى ضمن خطة الدولة لإحياء المنطقة وإعادة رونقها الحضاري، وتحويلها إلى مزار سياحي جذاب".
ختم محمد علي باشا
ويتابع الدباح لموقع "سكاي نيوز عربية": "تمكن الفريق أيضا من بث الروح في برج الساعة العتيق بقلعة صلاح الدين الأيوبي، ويمكن للجميع رؤية الفرق بين الماضي والحاضر، أجرينا أعمال صيانة على يد متخصصين واستمرت الجهود لشهور طويلة، كما عثرنا على ختم محمد علي باشا أثناء الترميم في المكان".
ويسترسل مدير المكتب الفني للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لموقع سكاي نيوز عربية: "في العام الحالي لدينا خطط كثيرة من بينها تطوير منطقة الجمالية وتحديدا شارع المعز الأثري والشوارع المجاورة بناء على توجيهات من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري".
أكبر مدينة أثرية
في منطقة البر الغربي بالأقصر، كان عفيفي رحيم، رئيس فريق العمل بحفائر المدينة الذهبية للملك أمنحتب الثالث، يتحرك في الموقع لمتابعة أعمال الحفائر التي تكشف في كل يوم عن كنوز جديدة، قبل أن يتلقى خبر حصوله على جائزة أفضل أثري لعام 2021 لترتسم علامات البهجة على وجهه.
ويقول رحيم لموقع "سكاي نيوز عربية": "سعيد بهذا التكريم لأنه احتفاء جديد باكتشاف عظيم تم على يد بعثة مصرية خالصة، فريق يضم 6 أعضاء من جميع التخصصات الأثرية رفقة عمال من أصحاب الخبرة في دنيا الآثار".
المدينة الذهبية المفقودة
ويذكر رئيس فريق العمل بحفائر المدينة الذهبية: "جئنا إلى هذا الموقع- شمال مدينة هابو- في محاولة للبحث عن المعبد الجنائزي للملك توت عنخ آمون لكن فوجئنا بالعثور على كشف ثمين، مدينة كاملة تحت الأرض تنتمي إلى (أمنحتب الثالث) نحن أول أشخاص تطأ أقدامهم المدينة منذ آلاف السنين، أنه شعور رائع لا يمكن وصفه".
انتقال عبر الزمن
ويردف رحيم: "المدينة تقع على مساحة واسعة، لم تُستخدم منذ عهد أمنحتب الثالث، لقد غادرها الأهالي مع انتقال العاصمة الجديدة بقرار من إخناتون، أغلقوا أبواب المنازل والورش التي بقت على حالها حتى الآن، نسير في الطرقات لنكتشف صورة من الحياة اليومية لقدماء المصريين، كأننا انتقلنا عبر الزمن".
ويضيف رئيس فريق العمل بحفائر مدينة أمنحتب الثالث: "خلال التنقيب عثرنا على الأفران التي شهدت تصنيع التمائم الفرعونية والخواتم التي تتواجد في المقابر الملكية وبمزيد من البحث وجدنا خاتم ملكي ونوع جديد من الفخار لا تعرفه البشرية".
ويستطرد رحيم لموقع "سكاي نيوز عربية": "الطريق طويل لكشف النقاب عن المدينة بأطرافها الشاسعة، الجزء المُكتشف لا يتعدى 20 بالمئة من المساحة الكلية لذلك لم تتوقف أعمال الحفائر والتنقيب، نحتاج لسنوات من أجل إتمام التجربة بصورة نهائية".
وينوه رئيس فريق العمل بحفائر المدينة الذهبية لموقع سكاي نيوز عربية إلى اهتمام البعثة المصرية على العمل بدقة وحرص مع المدينة ومبانيها والقطع الأثرية مؤكدا على رغبته في تحويلها إلى متحف مفتوح للحياة اليومية للقدماء المصريين يجذب أنظار السائحين والدارسين من مختلف دول العالم.
وعلى بُعد نحو 70 كيلو من المدينة الذهبية، كاد أحمد إمام رئيس فريق عمل الترميم بمعبد إسنا، أن يبكي من شدة التأثر عندما جرى اختياره كأفضل مرمم في وزارة السياحة والآثار، وفقا لحديثه إلى موقع سكاي نيوز عربية إذ يعكف مع زملائه على ترميم أعمدة وجدران المكان منذ عام 2018.
وقال إمام حول الجهود المبذولة في معبد الإله خنوم: "لأكثر من 3 سنوات عكفنا على تنفيذ عمليات التقوية اللازمة لأنحاء المكان، تمكنا من ترميم 7 أعمدة عملاقة بالمواد المناسبة والطرق الميكانيكية الخاصة بالترميم، استعدنا الصورة الأولية للجداريات والنقوش الجميلة".
وكشف إمام الصعوبات التي واجهت الفريق: "كان المعبد يعاني من أثر انفجار قنابل يدوية وحريق في عهد محمد علي إذ جرى استخدامه كمخزن للأسلحة والذخيرة ومن بعدها لجمع القطن، كما تأثرت الألوان الأصلية للجدران ولم تعد في حالتها الأولى نظرا لانتشار التكلسات الطينية".