قبل مواجهة الحسم.. هل أصيبت الجزائر بـ "لعنة البطل"؟
15:16 - 20 يناير 2022يترقب الجمهور الجزائري مواجهة "محاربي الصحراء" أمام كوت ديفوار، ضمن منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات بأمم إفريقيا، ويحتاج الفريق العربي إلى تحقيق الفوز فقط، من أجل الوصول إلى الأدوار المقبلة، بعد تذيل مجموعته بنقطة واحدة.
منتخب الجزائر حامل لقب النسخة الماضية، والفائز بكأس العرب قبل أسابيع قليلة، تعثر في أول جولتين من البطولة، وبات قاب قوسين أو أدنى من الخروج من الدور الأول.
استهل محاربو الصحراء بقيادة مدربه الوطني جمال بلماضي منافسات البطولة بتعادل سلبي أمام سيراليون شهد تألق حارس مرمى الأخير محمد كمارا، ثم تلقى هزيمة مثيرة على يد غينيا الاستوائية بهدف نظيف، ليمسي منتخب الجزائر في موقف حرج بتذيله المجموعة الخامسة، وفي انتظار مواجهة كوت ديفوار صاحب الصدارة بـ 4 نقاط في ختام الجولات.
تاريخ مثير للعنة
للعنة حامل اللقب تاريخ مثير في بطولة كأس أمم إفريقيا، فقد بدأت عام 1970 في سابع نسخ البطولة والمرة الرابعة التي تقام بنظام المجموعات، بخروج الكونغو الديمقراطية حامل لقب مسابقة 1968.
وتوالت "اللعنة" بخروج السودان حامل لقب بطولة 1970، من دور المجموعات لنسخة 1972، ومن جديد عادت الكونغو الديمقراطية لتودع بطولة 1976 من دور المجموعات بعد حصد كأس 1974.
وبعد فوز المغرب بنسخة 1976، ودع بطولة 1978 من دور المجموعات، أما بطل تلك النسخة منتخب غانا، فقد خرج من دور المجموعات لبطولة 1980.
وأعقبه خروج نيجيريا من دور مجموعات 1982، بعد الفوز بكأس أمم إفريقيا 1980، واستمرت اللعنة وودع بطل 82 منتخب غانا، منافسات بطولة 1984.
وفي نسخة 1988 خرج منتخب مصر من مرحلة المجموعات، بعد فوزه ببطولة 1986، وبالرغم من حصد الكاميرون كأس 88 ودع نسخة 1990 من دور المجموعات.
تجدر الإشارة إلى أن جميع النسخ السابق ذكرها من بطولة كأس أمم إفريقيا كانت تقام بمجموعتين فقط، يتأهل منهما المتصدر والوصيف لتكوين دور نصف نهائي مباشرة.
أما منتخب الجزائر، فقد حصد بطولة كأس الأمم عام 1990، ثم ودع المنافسات من دور المجموعات ببطولة 1992، وهي أول بطولة تقام بنظام 4 مجموعات، بواقع 3 منتخبات في كل منهم، وشهدت وجود منتخب كوت ديفوار إلى جوار محاربي الصحراء بمجموعة واحدة.
وفي الألفية الجديدة ودع زامبيا بطل منافسات 2012، النسخة التالية 2013 من دور المجموعات، ومن بعده كوت ديفوار الذي فاز ببطولة 2015، وتم إقصاؤه من نسخة 2017 من الدور ذاته.
ثلاثة عشر بطولة من أصل 32 كأس أمم إفريقيا في التاريخ، شهدوا خروج حامل اللقب من الدور الأول، فيما فشل البطل في الصعود إلى نهائيات المنافسات مرتين، كانت الأولى من نصيب مصر 2012، والثانية باسم نيجيريا في 2015.
أسباب اللعنة
"لعنة البطل أمر نعيشه بشكل شبه دائم في إفريقيا، وأكبر برهان عليه أنه بعد تحقيق منتخب مصر الثلاثية التاريخية 2006، 2008، 2010، فشل في الصعود لكأس الأمم لمدة 7 سنوات"، هكذا بدأ الناقد الرياضي أحمد عمارة حديثه عن لعنة حامل اللقب في القارة السمراء.
وأردف عمارة في تصريحات لـسكاي نيوز عربية: "خروج البطل من الدور الأول يقع عادة بسبب نوع من أنواع التشبع مع قليل من الغرور الذي يتسلل إلى نفوس حامل اللقب، بالإضافة إلى تسليط الضوء أكثر من اللازم على اللاعبين مما يزيد الضغوط عن الحد المطلوب".
وواصل: "منتخب مصر عندما فاز بكأس أمم إفريقيا عام 1998، دخل البطولة وهو خاليا من الضغوط ومحتلا للمركز الثالث عشر في التصنيف، ولكن في 2000 ودع الفراعنة من دور الـ8 بسبب كثرة الضغوط".
وأضاف الناقد الرياضي محمود محسن متحدثا عن محاربي الصحراء: "لعنة البطل لم تتكرر في أمم إفريقيا فقط، ولكن تواجدت في كأس العالم والكثير من بطولات الأندية، واعتبره تراخيا من حامل اللقب في المقام الأول، وهو ما ظهر على منتخب الجزائر في المباراة الأولى أمام سيراليون، وشعور بالتفوق الزائد".
وأتم: "أسباب خروج حامل اللقب مبكرا يكمن في ثقافة البطل ذاته، هل سيحترم منافسيه ولا يأمن مكر كرة القدم ومفاجآتها أم سيتراجع أداءه أمام الفرق التي ليس لها تاريخ كبير في القارة السمراء ويصطدم بطبيعة الساحرة المستديرة، وذلك بجانب حرص المنافسين واستعدادهم الكامل والمختلف عند مواجهة صاحب الكأس الماضية".
يذكر، أن واقعة خروج البطل من الدور الأول تكررت في منافسات كأس العالم في أكثر من مناسبة، بينهم 4 مرات في أخر 5 نسخ لبطولة المونديال.
افتتحها منتخب إيطاليا حامل اللقب حينذاك بخروجه من الدور الأول بمونديال 1950 والبرازيل في مونديال 1966، وفرنسا في كأس العالم 2022، وإيطاليا بمونديال 2010، وإسبانيا في 2014، وختاما ألمانيا في كأس العالم 2018.