الجيش الليبي وعملية الجنوب.. ما قصة ميليشيا 116 "الخطيرة"؟
11:37 - 15 يناير 2022لليوم الثاني على التوالي، يستمر الجيش الوطني الليبي في عمليته العسكرية جنوبي البلاد لفرض الأمن، والتصدي لعمليات التهريب وتجارة المخدرات، والهجرة غير الشرعية، وانتشار الميليشيات المسلحة والمرتزقة.
ولاقت العملية العسكرية دعما شعبيا من القبائل والأعيان في الجنوب الليبي، للتخلص من مظاهر الفوضى والانفلات الأمني، وبالأخص ما يسمى بـ"ميليشيا 116" التي تعد رأس الحربة في غالبية مشاكل الجنوب.
ماذا تعرف عن ميليشيا 116؟
بدأت تلك الميليشيا، التي تحمل اسم 116، في الظهور عام 2014، وبعد أن قاتل رأس تلك الميليشيا المدعو مسعود جدي مع تحالف ميليشيات "فجر ليبيا" الإرهابية ضد قوات الجيش الوطني، قام بتدمير وحصار العاصمة الليبية في ذلك العام.
ويمتلك مسعود جدي سجلا إجراميا في الجنوب؛ من عمليات خطف وابتزاز وطلب فدية وإيواء عناصر متطرفة، وتربطه علاقات وثيقة بعدد من الميليشيات في العاصمة طرابلس، وبالأخص ما تسمى بميليشيا الردع الأكثر ضراوة، ويقودها عبد الرؤوف كارة.
يصل تعداد تلك الميليشيا، التي تعد المسيطرة على الجنوب الليبي، ما يقرب من 1200 من المسلحين والمرتزقة، حيث تنشط في تلك المنطقة عمليات التهريب، بخلاف وجود عدد من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين.
تعتمد تلك الميليشيا في تمويلها، بحسب المصادر، على عمليات تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية، ويمثل المرتزقة الأفارقة جزءا كبيرا من ميليشيا 116، التي أطلق عليها فيما بعد قوة ما يسمى بـ"مكافحة الإرهاب"، في محاولة للسيطرة بشكل رسمي على مقدرات الجنوب.
وفي معرض حديثه عن تلك الميليشيا، قال المحلل العسكري، محمد الترهوني، إن تلك الميليشيا تعمل بشكل دراماتيكي منذ أشهر من أجل ضرب وحدة الجنوب الليبي، وشقِّ الصف بين القبائل والأعيان.
وأضاف الترهوني في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تلك الميليشيا تعمل بشكل يومي على نهب مقدرات الجنوب وفرض الإتاوات، بخلاف العمل على توفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية والإجرامية؛ حتى وصل الحد لوجود معسكرات تدريب لتلك العناصر.
وأوضح الترهوني أن تلك الميليشيا التي تحمل اسم 116، يتم استخدامها كورقة ضغط من أطراف في العاصمة طرابلس؛ لتهميش الجنوب، والسيطرة عليه ليصبح الحديقة الخلفية لجميع العمليات المشبوهة والإرهابية.
أحداث سبها
يعاني الجنوب الليبي من وجود تلك الميليشيا التي تسببت في تردي الأوضاع وانعدام الخدمات، وتواصل الأزمات، وعلى رأسها أزمة الوقود والغاز وانهيار البنية التحتية.
كما يعيش سكان المنطقة الجنوبية حالة من القلق الأمني المستمر، ففي بداية ديسمبر المنصرم، أحبط الجيش محاولة تلك الميليشيا اقتحام مقر الاستخبارات العسكرية والمواقع والتمركزات الأخرى التابعة للجيش، من أجل طردهم منها والسيطرة عليها، واستخدمت في الاشتباكات التي هزت أرجاء مدينة سبها وامتدت لعدة ساعات، أسلحة ثقيلة.
وعن الأحداث الأخيرة في سبها، قال السياسي الليبي، سالم البرجاوي، إن تلك الميليشيا لديها هدف واحد تسعى لتحقيقه وهو تهميش الجنوب الليبي، وهذا واضح في تحركاتها الأخيرة.
وأشاد البرجاوي، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، بموقف أعيان ومشايخ المدينة في تدخلهم لمنع أي محاولة لإغراق الجنوب في الفوضى، محذرًا من تنامي دور الميليشيا وتجنيد المرتزقة، وبالأخص الأفارقة، في تلك المنطقة.
وتابع السياسي الليبي: "ساهمت المساحة الشاسعة للجنوب الليبي على جعله ملاذا للإرهابيين مثل تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وعناصر من "بوكو حرام" الذين تم نقلهم لليبيا؛ للحصول على تدريبات لنشر الفوضى في منطقة الساحل الإفريقي".
ويبلغ عدد الإرهابيين الأفارقة في ليبيا أكثر من 25 ألفا، يتركز معظمهم جنوبي البلاد الذي توفر فيه ميليشيا 116 التدريب والتمويل لهؤلاء والانطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية.
في السياق ذاته، أوضح الترهوني أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها سبها ساهم فيها الضعف الحكومي في الجنوب، الذي وصل إلى حد التنسيق مع الميليشيات، كما حدث من مدير أمن المدينة أثناء اشتباكات الميليشيات مع قوات الجيش.
ويعد الجنوب الليبي مثلثا حدوديا مع التشاد والسودان، تحول في السنوات العشر الأخيرة إلى ممرٍّ "مهم" لتهريب الأسلحة وتجارة البشر، كما أنه بات أحد أهم منافذ توريد الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.