جولة عربية لويليامز.. والليبيون يراهنون على دور الأشقاء
14:27 - 14 يناير 2022أكدت مصادر دبلوماسية استمرار الجولات الخارجية التي تقوم بها المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز، لدول المنطقة والجوار الليبي؛ لبحث سبل الخروج من حالة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد.
وتسعى المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى إيجاد دعم دولي لدعم الاستمرار في عملية سياسية شاملة للجميع، والحفاظ على الزخم الانتخابي، حيث كثفت ستيفاني ويليامز خلال الأيام الثلاثة الماضية لقاءاتها مع أطراف دولية وإقليمية منخرطة في الملف الليبي؛ إذ أجرت مشاورات مع وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي في تونس، والسفير الجزائري سليمان شنين، سبقتها اجتماعات في العاصمة المصرية أيضا.
رهان على الدور العربي
دور عربي يراهن عليه الشارع الليبي في ظل فقدان الثقة في المجتمع الدولي، بعد فشل إجراء الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، والتي كانت أولى خطوات خارطة الطريق المتفق عليها دوليًّا، بحسب الخبراء.
وفي ظل تلك التحركات، بحثت ستيفاني ويليامز مع سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى ليبيا، محمد الشامسي، آخر المستجدات على الساحة الليبية؛ وقالت عقب اللقاء: "أكدنا الحاجة إلى تنسيق الجهود للحفاظ على زخم العملية الانتخابية، وفقًا لخارطة طريق ملتقى الحوار الليبي التي أقرها مجلس الأمن الدولي".
في السياق ذاته، قال خبراء ليبيون إن الإمارات كانت من أكبر الداعمين للبلاد طوال السنوات العشر الأخيرة؛ للدفع نحو تحقيق الاستقرار، واحتضان عشرات اللقاءات والمؤتمرات لتحقيق ذلك الهدف.
من جانبها، أكدت الناشطة الحقوقية حريه بويمامه، أن الإمارات كانت من أكثر الدول الخليجية تفاعلًا مع الأزمة الليبية، من خلال الدفع في جميع المسارات السياسية، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف في الداخل الليبي.
وسلطت الناشطة الليبية، خلال تصريحاتها لـ"سكاي نيوز عربية"، الضوء على الدور العربي، وبالأخص المصري والإماراتي، في توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، ورفض تواجد الميليشيات المسلحة والمتطرفة، وحالة السلاح المنفلت، ومحاربة الإرهاب.
كما أشادت حرية بويمامه بالعديد من المواقف الدولية للإمارات تجاه ليبيا والمشاركة بفاعلية بداية من الصخيرات، مرورًا بمؤتمر باريس في 2018، ومؤتمر باليرمو، وتابعت قائلة: "كما تبنت الإمارات مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة لإرساء السلام في ليبيا، وحل الأزمة بشكل نهائي".
من جانبه، ثمن رئيس مركز التمكين للدراسات والبحوث الاستراتيجية، محمد المصباحي، الموقف العربي الداعم للشعب الليبي ولتطلعاته، بعيدًا عن المصالح والأجندات التي تنفذها بعض الدول في الداخل الليبي.
وأضاف المصباحي، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن موقف الإمارات ودول الجوار ساهم كثيرًا في حلحلة الأزمة الليبية التي عانت من التدخلات الخارجية، ولعبة المصالح التي عصفت باستقرار البلاد.
وأشاد رئيس مركز التمكين للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بإعادة الجزائر، افتتاح قنصليتها العامة في طرابلس منذ أيام، بعد انقطاع استمر 8 سنوات، بسبب غياب تمثيل دبلوماسي منذ إغلاقها في العام 2014، مؤكدًا أن تلك الخطوة تقوي من عملية الدور العربي لدول الجوار في حل الأزمة الليبية.
وأوضح المصباحي أن الشعب الليبي يعول بشكل كبير على الدور العربي لمساندته في إنجاز الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتأزمة والتي تم إرجاؤها الشهر الماضي، للخروج من حالة الفوضى والانقسام التي تعيشها ليبيا.
وقت مفصلي
من جانبه، قال الدبلوماسي سالم الورفلي إن الدعم الذي قدم من الأشقاء العرب، وبالأخص مصر والإمارات، كان في وقت مفصلي، حيث دعمت القاهرة وأبوظبي الحراك السياسي إبان حرب 2014، عندما انقلب تنظيم الإخوان على الانتخابات البرلمانية.
وأكد الدبلوماسي الليبي السابق، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن التحركات العربية في أزمة البلاد تهدف إلى بسط استقرار دائم وليس استقرارا مؤقتا لمصالح ضيقة وحسابات بعيدة عن حسابات وتطلعات الشعب الليبي.
في السياق ذاته، قال المحلل العسكري محمد الترهوني، إن الموقف العربي وبالأخص الإماراتي، كان مشرِّفًا منذ بداية الأزمة الليبية، وبالأخص في أحداث عام 2014، حيث كانت تسعى التحركات الإماراتية والمصرية نحو إنهاء الاقتتال والامتثال للحلول السياسية، والعمل على بناء مؤسسات شرعية في ليبيا تكون قادرة على فرض الأمن، والحفاظ على مقدرات الشعب.
وأشاد الترهوني، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، بالجهود العربية للجنة العسكرية الليبية 5+5 التي قطعت شوطا كبيرا على المستوى السياسي في ملف المرتزقة والميليشيات، حيث استطاعت اللجنة العسكرية بفضل الجهود العربية في رأب الصدع، وبدعم دولي، من فتح الطريق الساحلي بعد إغلاقه نتيجة "حرب طرابلس" التي وقعت 2019 بين الجيش والميليشيات.
ولا تزال حالة الغضب والاحتجاجات مستمرة في الشارع الليبي، شرقًا وغربًا، للمطالبة بالانتخابات الرئاسية تليها البرلمانية؛ للخروج من حالة الفراغ والفوضى التي تعيشها ليبيا.