ميليشيات العاصمة الليبية تصعّد ومخاوف من السيناريو الأسوأ
04:09 - 08 يناير 2022شهدت العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات متقطعة بين عدد من الميليشيات المسلحة، في ظل حالة الغضب الشعبي من تحركات الميليشيات وصمت الحكومة المؤقتة.
وأكدت مصادر خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الاشتباكات المسلحة اندلعت بشكل مفاجئ في عدد من المناطق الحيوية بطرابلس، حيث سمع دوي إطلاق نار مكثف جنوبي العاصمة، كما وقعت اشتباكات أيضًا وسط طرابلس.
في السياق ذاته، أعلنت وسائل إعلام محلية أن الاشتباكات دارت بين عناصر ما يسمى "جهاز دعم الاستقرار"، وعناصر من ميليشيات أخرى تدعى "الكتيبة 301"، كما تم تحرك عناصر مسلحة بمحيط مطار العاصمة.
تحذيرات من اندلاع القتال
حشْد مستمر من جانب الميليشيات داخل العاصمة الليبية، منذ تأجيل الاستحقاق الانتخابي الشهر الماضي، في ظل تحذيرات دولية من تجدد القتال والنزاع في ليبيا، ما يهدد جميع المحاولات للدفع نحو موعد جديد للانتخابات الرئاسية.
وعلى وقع التحذيرات، طالبت بريطانيا رعاياها بعدم السفر إلى ليبيا، حيث قالت الخارجية البريطانية إن هناك خطرًا متزايدًا بحدوث اشتباكات محلية بين الميليشيات في جميع أنحاء ليبيا، وسط توترات بشأن الانتخابات الرئاسية المؤجلة منذ الشهر الماضي.
في هذا الإطار، أكد الخبير العسكري عثمان المختار، أن الجميع في الداخل والخارج يخشى من اندلاع قتال جديد في ليبيا وتكرار سيناريو 2014، وتابع قائلًا: "لا بديل في الوقت الحالي سوى تقديم دعم دولي قوي للدفع نحو الانتخابات، وفرض عقوبات فعلية، وليست بيانات شجب وإدانة، ضد من يعرقل هذا الاستحقاق".
ويسود القلق داخل العاصمة الليبية من تجدد القتال ووقوع الاشتباكات بين الميليشيات التي أصبحت تهدد كل المحاولات الدولية لإنهاء النزاع المشتعل في البلاد منذ 10 سنوات.
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت عبدالعزيز عقيلة، إن المناوشات والاشتباكات المتقطعة بين الميليشيات في العاصمة اعتيادية منذ إسقاط النظام عام 2011، حيث تمثل مشكلة كبرى في أزمة البلاد.
المعضلة الكبرى
تعد أزمة الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، من أهم الأزمات التي تعاني منها ليبيا على مدار السنوات العشر الأخيرة. وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت، في تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الانتخابات الرئاسية هي الحل الوحيد للتخلص من تلك المعضلة والعديد من الأزمات التي تحاصر البلاد.
وطالب عقيلة بضرورة تغيير الأجسام الحالية التي ساعدت في حالة الانقسام التي تعيشها البلاد، عن طريق الصندوق الانتخابي، مع ضرورة مساندة المجتمع الدولي للأجسام المنتخبة الجديدة.
واختتم أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت، تصريحاته قائلًا: "الوضع العام في ليبيا صعب للغاية، فالبلاد تعاني من الانقسام في جميع المناحي، مما يعطي فرصة لتلك الميليشيات من أجل فرض سيطرتها".
من جانبه، أوضح الخبير العسكري عثمان المختار أن تغوّل الميليشيات في العاصمة ناتج عن ضعف الحكومة الحالية التي تتغافل عن تحركات وسطو الميليشيات، بل تذهب أحيانًا إلى دعمها والاعتماد عليها.
وأشار الخبير العسكري، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى تحركات الميليشيات التي تمت قبل جلسات البرلمان الليبي؛ من أجل التأهب لأي قرار يمس الحكومة التي انتهت ولايتها بالفعل منذ ديسمبر الماضي.
وطالب المختار بضرورة تدخل المجتمع الدولي بفاعلية أكثر تجاه الميليشيات وتقليم أظافرها، ومنعها من فرض أي أجندة أو وجود في خارطة الطريق الجديدة التي يجب أن تنفذ طلبات الشعب بإجراء انتخابات رئاسية تليها برلمانية.