حرب الكيبورد.. لماذا تلجأ إسرائيل وإيران للصراع الإلكتروني؟
08:02 - 05 يناير 2022في يوم واحد تعرض موقع صحيفة إسرائيلية لهجوم قراصنة موالين لإيران، وتوقفت بورصة إيران عن العمل نتيجة هجوم قراصنة مماثل، ما يلفت النظر إلى تأجج "الحرب السيبرانية" بين الطرفين.
ووفقا لما نشرته مواقع إيرانية، فنظام تداول البورصة في طهران (TSETMC) تعرض لهجوم من قراصنة أوقف العمل لساعات حتى انتهت المشكلة، ولم يتم الإعلان عمن وراءه.
وفي الوقت نفسه، تعرض موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية للاختراق، في الذكرى الثانية لمقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونشر القراصنة صورة له.
ونشر المتسللون رسالة على موقع الصحيفة تقول: "أين لا تعتقد أننا قريبون منك"، في إشارة إلى السؤال الذي وجهه سليماني إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل مقتله.
كذلك أفادت "القناة 12" الإسرائيلية يوم 29 ديسمبر أن متسللين يعتقد أنهم على صلة بإيران "استهدفوا نشطاء الليكود".
والحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران مستمرة منذ سنوات، وأشهرها فيروس ستوكسنت (StuxNet) 2010، الذي سبب أضرارا جسيمة لبرنامج إيران النووي.
الدبابة الحقيقية والدُّمية؛ ليس الشكل وحده ما يجمعهما!
وشملت الهجوم الإلكتروني على منشآت الإمداد بالوقود في 26 أكتوبر الماضي الذي عطل تزويد السيارات بالبنزين المدعوم في 4300 محطة في إيران، واتهم إيرانيون إسرائيل بأنها ربما وراء الهجوم.
الوحدة 8200
وبحسب تسريبات الصحافة الإسرائيلية، فالوحدة 8200 فى الجيش الإسرائيلي تقف وراء انهيار شبكة توزيع الطاقة فى منشأة "نطنز" النووية.
ويبلغ قوام الوحدة 8200 جندي يتحدثون العربية والفارسية؛ لانحدار بعضهم من عائلات قادمة من إيران، ومقرها الرئيسي في منطقة جليلوت، وبمساعدة أميركية أصبحت واحدة من أكبر قواعد التنصت، وفقا لصحيفة "مشرق" الإيرانية.
في المقابل، تمتلك إيران جيشًا سيبرانيًّا، ويصنفها المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي ومؤلّف كتاب "الحرب الإلكترونية"، ريتشارد كلارك، بأنها تقع بعد الصين من حيث امتلاك القدرات الهجومية في الحرب الإلكترونية.
وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية قطاع الاتصالات والتكنولوجيا ضمن لائحة العقوبات، منها عقوبات على 9 من كبار القادة وشركات تابعة لمجموعة معهد "مبنا" التابع للحرس الثوري الإيراني بتهم شن هجمات سيبرانية على أميركا وأوروبا.
حرب المستقبل البديلة
والحرب السيبرانية أكثر تأثيرًا وأقل تكلفة في الخسائر البشرية والمادية؛ ما جعلها ساحة مفضلة لإحراز إيران وإسرائيل الأهداف في مرمى بعضهما.
كما يرى متخصصون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنها من حروب المستقبل، في ظل اعتماد العالم على التكنولوجيا كقاطرة للصناعات العسكرية والاقتصاد.
يقول الصحفي الإيراني، محمد رحماني، إن كلا البلدين يرى نفسه أضعف من الدخول في مواجهة عسكرية؛ فإسرائيل تدرك أن توجيه ضربة عسكرية إلى طهران ستُقابل برد فعل وكلاء إيران في الدول المجاورة، وبالمثل، تخشى إيران من رد فعل حلفاء إسرائيل إذا وجهت إليها ضربات مماثلة.
غير أنه يرى أن إيران في رد فعلها لم تكن بنفس المستوى؛ فلم تستطع مهاجمة البنية التحتية الاستراتيجية لإسرائيل، ولا يمكن مقارنة هجوم إلكتروني على موقع نووي أو بورصة طهران، بهجوم على موقع صحيفة إسرائيلية.
ويضع الباحث في الشأن الإيراني والقيادي بحزب التضامن الديمقراطي الأحوازي، وجدان عبدالرحمن، ضعف الاقتصاد الإيراني سببًا قويًّا لعدم اللجوء للخيار العسكري.
وفي رأيه، فإنه رغم أن إيران لديها كفاءة في الحرب السيبرانية، فإنها لم تستطع حمايتها من الهجمات الإسرائيلية التي وُجِّهت لأهداف عسكرية واقتصادية.