ماذا قدمت البعثة الأممية لليبيا في 2021؟
05:43 - 05 يناير 2022وصف خبراء في الشأن الليبي دور بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا في عام 2021 بأنه "فاشل"، وانشغالها بملفات "ثانوية" عن الهدف الأساسي لمهمتها وهو إجراء الانتخابات في موعدها.
وأرجع الخبراء في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية" هذه النتيجة كذلك إلى "عدم حسم" البعثة مع معرقلي الانتخابات، وتركيزها على تحقيق إنجازات "زائفة" في ملفات أخرى.
وبدأت مهام البعثة في 16 يناير 2021، بعد تعيين وزير الخارجية السلوفاكي السابق يان كوبيش مبعوثًا إلى ليبيا، وكان قبلها منسقًا خاصًّا للبنان، وترأس البعثة الأممية للعراق وأفغانستان.
وخلال 2021، عقد مجلس الأمن الدولي أكثر من 10 جلسات حول ليبيا، قدم فيها كوبيش عدة إحاطات حول الأوضاع الأمنية والسياسية، وحدد المجلس للبعثة عدة مهام، على رأسها الحفاظ على وقف إطلاق النار، وتمهيد الطريق للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت مقررة 24 ديسمبر المنصرم.
وساهمت البعثة أيضًا في عقد مؤتمرات وحوارات بين الأطراف الليبية، وأبرزها مؤتمرا برلين2 وباريس، بحضور زعماء البلاد المعنية بالشأن الليبي؛ للتأكيد على إجراء الانتخابات، ووضع خطة لمعاقبة من يحاولون عرقلتها.
غير أن النتائج المرجوة من هذه المؤتمرات لم تأتِ بثمارها؛ حيث انتهى الأمر إلى تأجيل الانتخابات وعدم معاقبة المتسببين في ذلك.
"عام البيانات"
ويعلق المحلل السياسي الليبي محمد الغرياني على هذه النتيجة بأن البعثة الأممية "كان عملها ضجيجًا بلا طحين؛ فكل شهر تصدر بيانًا أو تعقد مؤتمرًا تجمع فيه مسؤولين ورؤساء، وفي النهاية لم تنعقد الانتخابات".
وضرب الغرياني مثلًا بأن "مؤتمر برلين 2 لم يُجْدِ نفعًا" رغم أنه "أكثر اللقاءات التي شهدت زخمًا هذا العام، حيث جمع كافة الأطراف الليبية وبعض رؤساء الدول".
واتهم المحلل الليبي البعثة بعدم الحسم في التعامل مع بعض الأطراف، كما لم تضغط على مجلس الأمن لتحديد عقوبات على معرقلي الانتخابات.
أما عن نجاح وقف إطلاق النار فلم يعتبره الغرياني إنجازًا، قائلًا: "لا يُحسب إطلاقًا للبعثة الأممية، ولكنه يحسب للجنة الليبية العسكرية المشتركة "5+5"، وبالتالي من الممكن أن نعتبر البعثة ما هي إلا ضيف جاء لمهمة ولم يكملها".
وبتعبير المحلل السياسي إبراهيم الفيتوري، فإن العام المنصرم للبعثة كان "مليئًا بالبيانات فقط؛ ففي كل مناسبة أو حدث سياسي تكتفي بإصدار بيان وتنشره".
واعتبر أن معيار نجاح البعثة هو تنفيذ ما كلفها به مجلس الأمن، أي: عقد الانتخابات، "وهو ما لم يحدث.
"إنجازات مزيفة"
واستدل الفيتوري على "فشل" البعثة بالاستقالة المفاجئة لرئيسها، التي اعتبرها "بمثابة شهادة اعتراف بهذا الفشل"، مشيرًا إلى أنها انشغلت بملفات كان من الممكن تأجيلها لحين تحقق الهدف الأساسي.
وأرجع هذا "الانشغال"، بحسب وصفه، إلى أنها "كانت ترغب في أن تملأ تقريرها الذي تسلمه لمجلس الأمن ببعض الإنجازات المزيفة في ملفات الهجرة والنازحين وحقوق الإنسان وما شابه".
وطالب الفيتوري البعثة بسرعة تقديم الدعم لخارطة طريق جديدة في أقرب وقت.
ونهاية ديسمبر الماضي، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا تأجيل الانتخابات لأسباب تتعلق بقوائم المرشحين، وحددت يوم 24 يناير موعدًا جديدًا، إلا أنه موعد لم يُتفق عليه بين المؤسسات الليبية ولا الأطراف المتنازعة، فيما يجري طرح سيناريوهات لمستقبل الانتخابات ما بين تأجيلها، أو إلغائها وتشكيل مجلس رئاسي وحكومة جديدة، أو البدء بانتخابات برلمانية وتأجيل الرئاسية.