في 2022.. أي "عصا سحرية" ستتولى مصير الليبيين؟
21:29 - 01 يناير 2022في 15 مارس 2021، أدت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة عبد الحميد دبيبة اليمين الدستورية أمام مجلس النواب. اليوم، وبعد مرور 9 أشهر، يراجع الليبيون حصيلة هذه الحكومة.
وكان أداء اليمين الدستورية بحضور ممثلين دوليين، والهدف معلن وواضح "تهيئة المشهد الليبي لإجراء انتخابات بنهاية 2021"، إضافة إلى مهام أخرى للسياسة الداخلية والخارجية.
وخلال الثلث الأول من الـ9 أشهر، استطاعت الحكومة الانفتاح على دول مؤثرة، علاوة على الاحتفاظ بعلاقات إقليمية خاصة، تجسد في سلسلة زيارات خارجية قام بها رئيس الحكومة، وزيارات استقبلتها ليبيا.
كما مهدت الحكومة لإجراء المصالحة بتشكيل مفوضية عليا لها، لكن في نهاية الفترة، إلى أي مدى استطاعت تحقيق مهامها؟.
فشل الهدف الأساسي
يقول الكاتب والمحلل السياسي الليبي، حسين مفتاح، لـ "سكاي نيوز عربية"، إنه رغم الميزانية غير المسبوقة في تاريخ ليبيا التي رصدت لهذه الحكومة، وتجاوزت 100 مليار دينار، لم تستطع إنجاز الهدف الأساسي لها وهو الانتخابات.
وأرجع مفتاح هذا إلى أن الحكومة "انشغلت بملفات ثانوية جعلتها تتشتت عن الهدف الأساسي، ما جعلها تهدر الوقت والمال والفرصة".
واعتبر أن التعاطي مع مشكلات كالطاقة والكهرباء كان "أشبه بالمسكنات، ورغم أن الطلب ينخفض على الطاقة في شمال إفريقيا خلال فصل الشتاء، إلا أن مشكلة الكهرباء عادت وبقوة".
وفيما يخص الملف الأصعب، وهو وجود القوات الأجنبية، وصف التعامل الحكومي معه بأنه "جاء على غير المأمول، فقد آثرت الحكومة أن تبرر في بعض الأحيان وجود قوات أجنبية باتفاقيات مع حكومات سابقة".
شبهات فساد
ويتابع مفتاح أن الليبيين تفاجؤوا بإجراءات النائب العام بإيقاف وزراء للتحقيق معهم، وأن الحكومة، رغم التركة الثقيلة التي ورثتها من حكومة الوفاق السابقة، إلا أنها تحولت لحكومة "تشوبها اتهامات بالفساد".
وبتعبيره، فإنه "من المفارقات العجيبة أن يكون الإيقاف خاصًا بوزيرين من المسؤولين عن التنمية البشرية والأخلاق فيها، وهما وزيرا الثقافة والتعليم".
وأصدر النائب العام 29 ديسمبر المنصرم قرارا بالحبس الاحتياطي على وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية مبروكة توغي، في وقائع فساد يتعلق بالحصول على منافع وتزوير مستندات تتعلق بأوجه صرف المال العام، بحسب بيان منسوب لمكتب النائب العام.
المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، يحمل الحكومة مسؤولية "تعطيل" أعمال اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لتوحيد مؤسسة الجيش وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، وإجراء الانتخابات، وأنها "أهملت" ملف المصالحة الوطنية، حسب تعبيره.
وأرجع ذلك لاعتقاده أنها أرادت أن تبقى "كحكومة أمر واقع"، رغم وصول تدني الخدمات إلى العجز عن توفير الكتاب المدرسي.
"العصا السحرية"
ومع بداية العام الجديد، يرى حسين مفتاح، أنه إن كانت هناك عصا سحرية يمكنها أن تحل مشاكل الليبيين في هذه السنة، ستكون الليبيين أنفسهم، وأن حل مشكلاتهم سيكون حقيقة إذا ما تم استشارتهم في كيفية حلها.
فيما يرى آخرون أن العصا السحرية بيد ستيفاني وليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة التي تولت ملف ليبيا بعد استقالة مبعوث المنظمة، يان كوبيتش، وهو ما يعلق عليه كامل المرعاش بأنها عصا "ستبقى عاجزة عن تقديم حلول تعيد الاستقرار؛ لأن المستشارة تريد أن تكون ليبيا تحت الهيمنة الأميركية، ولكن ذلك لن يكون سهلا لتعارضه مع مصالح قوى أخرى".