في ذكراها الأربعين.. هل ظُلمتْ سهير البابلي في حياتها؟
21:25 - 31 ديسمبر 2021عُرفت الفنانة الراحلة، سهير البابلي، بتوُّهجها على المسرح المصري، ولكن التركيز من قِبَل الجمهور كان على مسرحيتين فقط وهما "ريا وسكينة" و"مدرسة المشاغبين".
ورحلت "البابلي" (84 عامًا)، بعد صراع طويل مع المرض، تاركة ورائها إرثا فنيا وثقافيا لا يختلف عليه اثنان، وحلت الجمعة 31 ديسمبر، ذكرى مرور 40 يوما على وفاتها.
تساؤل
ريا وسكينة، مسرحية مصرية عُرضت في 1980، وبطولة شادية، عبد المنعم مدبولي، أحمد بدير، سهير البابلي والتي لعبت خلالها دور "سكينة".
أمَّا مسرحية مدرسة المشاغبين، فعُرضت في 1973، من تأليف الكاتب المصري علي سالم، وبطولة: سعيد صالح، يونس شلبي، عادل إمام، وهادي الجيّار، ولعبت الراحلة دور المُعلّمة عفّت عبد الكريم.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يركّز الجمهور المصري على مسرحيتين فقط لسهير البابلي، وهل ظُلمت الفنانة المصرية من خلال التركيز التلفزيوني على عرض مسرحيتين فقط لها؟.
السؤالان السابقان طرحهما موقع "سكاي نيوز عربية" على اثنين من النقّاد الفنيين المصريين، الذين أكّدوا أنّ خلل العرض التلفزيوني ساهم بشكل كبير في اختصار موهبة الفنانة الراحلة في هاتين المسرحيتين فقط على الرغم من تقديمها لأعمال كثيرة فنيّة لاقت رواجًا ونجاحًا كبيرين.
خلل العرض
ومن جانبه،يرى الناقد الفني المصري، محمد عبد الخالق، أن "البابلي" قدمت العديد من الأعمال المسرحية الناجحة وحققت جماهيرية كبيرة أثناء فترة عرضها مثل "عطية الإرهابية"، "عالرصيف"، "العالمة باشا"، "نص أنا ونص أنت".
ويشير في تصريحاته الخاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنها أبدعت أيضا في المسرح التراجيدي ببداياتها الفنية وقدمت عشرات العروض من الأدب العالمي باللغة العربية الفصحي.
وأوضح الناقد الفني المصري أنّ عدم معرفة الجمهور سوى بـ"مدرسة المشاغبين" و"ريا وسكينة" من أعمالها المسرحية يعود لخلل في العرض التلفزيوني، وليس ظلمًا لموهبتها الفنية أو عدم استغلالها بالشكل الصحيح، على حد تعبيره.
وفسَّر ذلك بقوله: "هناك كنوز كثيرة من الأعمال الفنية المصرية لم نشاهدها وحُرمنا منها فالجمهور هو الذي ظُلم من عدم رؤيته لها".
وأكَّد أنّ نجاح "مدرسة المشاغبين" و"ريا وسكينة" جماهيريًّا يعود لموهبة وثقافة "البابلي" التي تميّزت بكاريزما خاصة وشخصية مختلفة بين بنات جيلها.
واستطرد قائلًا: "البابلي نجحت أيضًا في تقديم أعمال درامية وسينمائية طوال مشوارها الفني فهي لم تحقق نجاحا بالمسرح فقط؛ فلا أحد يستطيع أن ينسى "بكيزة وزغلول"، "ألف ليلة وليلة"، مسلسل "قانون سوسكا"، الذي لُقبَّت بعده باسم "سوسكا".
وشدد على أنَّ موهبة الفنانة الراحلة هي "موهبة فطرية"، اهتمت بها وصقلتها بالدراسة واستفادات من خبرات فطاحل السينما والمسرح في بداية حياتها.
وفي سياق متصل أشار إلى أن الأعمال الفنية التي شاركت بها الراحلة وكانت علامات مضيئة وفارقة بمشوارها الفني في السينما كان "السيد قشطة"، "دقة زار"، "استقالة عالمة ذرة"، وقدَّمت في الدراما "بكيزة وزغلول" و"توالت الأحداث عاصفة"، وبالمسرح "ريا وسكينة"، "مدرسة المشاغبين".
البرامج الفنيّة
بينما ترى الناقدة الفنية المصرية، ماجدة موريس، أنّ خَلَل العرض، أو اختفاء "البابلي"، أو عدم الاحتفاء بالفن والفنانين ساهم بشكل كبير في عدم إظهار موهبتها.
وأردفت في تصريحاتها الخاصّة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنَّ البرامج الفنيّة التي كانت تُعرض قديمًا ساهمت في تذكير الجمهور دائمًا بالأعمال الفنيّة المصرية، وهو ما لم يعد موجودًا في الوقت الحالي.
وأضافت "موريس" أنَّ "عدم وجود اختيار جيّد للأعمال الفنيّة، وتكرار نفس الأعمال في كل مناسبة، نتج عنه اختفاء عمالقة الفن وتاريخهم الفني".
ولفتت إلى أنَّ "البابلي" لم يتم استغلال موهبتها الفنية بالشكل الصحيح، ولم يتم توظيف تاريخها بالشكل اللائق الذي يستحقه أيضًا، معللة ذلك بـ"أسباب راجعة للتليفزيون المصري وعدم وجود رعاية للفن في مصر بشكل شامل".
وتشير إلى أن الأسباب الماضية أدت لعدم وجود طراز خاص بالفن المصري، مشددة أنَّ "الفنانة الراحلة منذ بداياتها وهي صاحبة أداء وشكل مميز كما لديها القدرة على تقديم كافة أنواع الشخصيات وبشكل مختلف عن غيرها".
وعن مميزات البابلي الفنيّة تقول: "تستطيع استخدام صوتها بشكل يعطي كل المعاني والإيحاءات دون أن تبذل مجهود لأنها تفهم جيّدًا مدى تأثير الصوت بأداءات مختلفة، موضّحة أنَّ "البابلي شخصية فنيّة لا تُنسى وكانت تستحق التكريم عن أعمالها الفنيّة".
وختمت تصريحاتها بالحديث عن سبب الإقبال على العرضين المسرحيين مدرسة المشاغبين وريا وسكينة مؤّكدة أنّ الأولى تُعَّد من أكثر المسرحيات التجارية الناجحه في تاريخ المسرح المصري، بينما الثانية لوجود جهد فني مبذول كافة الجوانب الفنية من تمثيل وإخراج.