أمعاء المواشي في مصر.. كنز المجازر "المربح والخطير"
00:22 - 31 ديسمبر 2021مع انتشار مطاعم وعربات الأطعمة الشعبية في مصر، حذرت خبيرة بيطرية من أمراض عدة قد تصيب الإنسان نتيجة تناوله أمعاء ماشية "مغشوشة أو فاسدة"، منبهة إلى أن الأمر قد يصل إلى حد الوفاة.
ويأتي التحذير في ظل ما أعلنته أجهزة الأمن في مصر مؤخرا، حيث ألقت القبض على مالك مصنع لتجهيز أمعاء الماشية في منطقة الدخيلة بالإسكندرية شمالي القاهرة.
واتهمت السلطات مالك المصنع بالعمل من دون ترخيص ومزاولة نشاط غير مشروع والغش التجاري، موضحة أنه يجمع أمعاء الحيوانات ويجهزها ويطرحها للبيع بالأسواق، وضبطت في المصنع أكثر من 3 أطنان أمعاء ماشية وصفتها بأنها "هتكات" مملحة داخل براميل من دون بيانات تجارية ومجهولة المصدر.
وقالت الطبيبة البيطرية سمر عبد الرحمن لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "أمعاء وأحشاء الذبائح تعتبر من الكنوز المهمة للكثيرين، حيث أنها لا تستخدم كأطعمة فقط بل تدخل في العديد من الصناعات الغذائية والطبية الأخرى، لدرجة جعلت المتخصصين يسمونها كنز المجازر لأنها تدر ملايين الجنيهات والدولارات حال تصديرها للخارج".
وأوضحت أنه "من المتعارف عليه استخدام أمعاء الماشية في عمل الأكلات المصرية الشهيرة كالسجق أو الممبار، أو في أكلات المطاعم الشعبية المشهورة باسم السمين".
وتابعت: "لكن أمعاء الأبقار تدخل أيضا في صناعة مساحيق اللحم والعظم التي تستخدم في اللحوم المصنعة ومرقة الدجاج، كما تعالج مخلفات أحشاء الحيوانات حراريا لاستخدامها في صناعة أعلاف الدواجن".
وأوضحت أن أمعاء الحيوانات تصدر أيضا إلى الخارج لتصنيع خيوط جراحية تستخدم في المجال الطبي.
لكن عبد الرحمن حذرت من "عمليات غش" عند بيع أحشاء وأمعاء المواشي خاصة في مجال المأكولات، حيث تخلط أمعاء الأبقار بأمعاء الحمير مثلا نظرا لأن أثمان الحمير رخيصة.
ونوهت إلى أنه "يمكن تفرقة لحوم وأمعاء الحمير عموما عن بقية أنواع اللحوم والأمعاء، سواء من أبقار أو جاموس أو ماعز أو خراف أو غيرها من المسموح بأكله، عبر عدة نقاط، منها أن لكل نوع من اللحوم لونا خاصا، فلحم الأبقار لونه أحمر زاه ودهنه أصفر، أما لحم الجاموس أحمر مائل للبني ودهنه أبيض، بينما لحم الماعز والأغنام يميل إلى التصاق الشعر به، لكن لحم الحمير بني غامق يميل إلى الزرقة، وكذلك أمعاؤها".
وتابعت الطبيبة البيطرية: "رائحة لحوم وأمعاء الحمير سيئة جدا خاصة بعد طهيها، وألياف لحوم الحمير بارزه وواضحة، ودهون هذه اللحوم قليلة ومختلفة عن الدهن الذي نعرفه حيث يميل لونها إلى النحاسي أو الأزرق القريب إلى الأسود، وعند طهي لحم الحمير أيضا تتكون طبقة خضراء فوق حسائها مع شم رائحة الخيول".
وأكدت أن "الحديث هنا ينطبق على ما يباع في الأسواق المحلية، بينما الأمعاء والأحشاء المستوردة من الخارج فتكون تحت إشراف الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وكذلك فإن مديريات الطب البيطري المنتشرة على مستوي مصر تشدد الرقابة على الأسواق لتأمين غذاء المواطنين".
وأوضحت عبد الرحمن أن "هناك أمراضا عديدة قد تنتقل من أمعاء الحيوانات إلى الإنسان، في حالة فسادها أو في ذبحها خارج المجازر الرسمية، أو عند استيرادها من مصادر مجهولة".
وأشارت إلى أن "الإنسان قد يصاب بالتسمم الغذائي إذا تناول أحشاء أو أمعاء حيوانات من مصادر غير موثوقة، لأنها قد تحتوي على بعض أنواع البكتيريا الضارة وأيضا بعض أنواع الفطريات السامة والفيروسات، التي قد تسبب أمراضا لا حصر لها، تصيب الإنسان بالقيء والإسهال وقد تصل إلى الوفاة، لأن الأمعاء قد تحمل ميكروب الدرن أو طفيل الساركوسيست القاتلين".
ومن جهة أخرى، قال ممدوح أبوحجيش، وهو جزار مصري، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الماشية داخلها الكثير مما يوصف بالحوشي والفواكه، حيث تستخرج من الذبيحة معدتها كاملة بما فيها الأمعاء (المصارين) وتستخدم في عمل (الممبار)، وكذلك الطحال والمنديل المحيط بالمعدة ويستخدم في (الطرب)".
وأضاف أبوجحيش أن "الأحشاء تشمل كذلك المخ ويستخدم في عمل شطائر المخ"، مشيرا إلى أن كيلو الأحشاء يباع بمبلغ لا يزيد على 40 جنيها، لكنه شدد على أن صلاحيتها في حالة التخزين والتمليح الصحيح لا تتعدى 40 يوما "وإلا فإنها تتعفن ولونها يتغير وتظهر عليها علامات بيضاء وسوداء".
وأوضح الجزار: "هناك بعض معدومي الضمير الذين يستخدمون توابل كثيرة في المأكولات المصنوعة من الأمعاء لإخفاء تلفها، لذلك حينما تجد طعم التوابل يطغى على الأكل تتشكك فورا في عدم صلاحيته".