بالفيديو.. مدرب تونس "يهين صحفيين" والانتقادات "تخنقه"
16:28 - 30 ديسمبر 2021تسبب مدرب منتخب تونس لكرة القدم المنذر الكبير في ضجة غير مسبوقة في الأوساط الرياضية والإعلامية، وخلق جدلا لا حد له على مواقع التواصل الاجتماعي، في أعقاب الحادثة التي كان بطلها مساء الأربعاء قبيل انطلاق تدريبات المنتخب استعدادا لنهائيات كأس أمم إفريقيا في الكاميرون، بين 9 يناير و6 فبراير المقبلين.
وقبل دقائق من بداية مران منتخب "نسور قرطاج" بملعب المنزه بالعاصمة تونس، أفسح اتحاد الكرة المجال للصحفيين للحصول على تصريحات من الجهاز الفني للمنتخب، لكن شرارة التوتر سرعان ما اندلعت بين الكبير وعدد من الإعلاميين قبل أن يبادر المدرب بالاعتداء لفظيا على الصحفي بإذاعة "إكسبريس إف إم" الخاصة أنيس السحباني، وهدد بالتعدي عليه جسديا، قبل أن تتصاعد وتيرة الغضب التي طالت صحفيا آخر من إذاعة "موزاييك" الخاصة وهو أحمد عدالة.
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا يظهر فيها الكبير وهو في قمة السخط، مهددا الصحفيين بألفاظ نابية، في وقت كان أعضاء من الاتحاد التونسي لكرة القدم يحاولون التدخل من أجل التهدئة وإعادة الأمور إلى نصابها، لكن ذلك لم يكن كافيا حيث واصل المدرب ثورته متهما الصحافة الرياضية في تونس بمحاولة عرقلته والتقليل من شأن الإنجازات التي حققها على حد قوله.
وأظهرت مقاطع الفيديو تهجم الكبير على الصحفيين السحباني وعدالة، قائلا: "لستم أهلا للاحترام، تحاربون النجاح. إذا شئتم أن أمرغ كرامتكم في التراب فأنا جاهز لذلك".
وأثارت هذه العبارات ردود فعل عنيفة في الأوساط الإعلامية والرياضة، حيث بادرت نقابة الصحفيين التونسيين بإصدار بيان شديد اللهجة طالبت فيه اتحاد الكرة بوضع حد لمسلسل الاعتداءات المتكررة على الإعلاميين، سواء أثناء عملهم في متابعة نشاط المنتخب أو مباريات الأندية.
وقالت نقابة الصحفيين: "إثر تعمد مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم منذر الكبير الاعتداء لفظيا على الزميل الصحفي أنيس السحباني، تدين النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين هذا التصرف اللامسؤول وردة الفعل غير المقبولة من قبل المدرب الوطني تجاه الصحفي، وتحيي ضبط النفس والأخلاق المهنية التي تحلى بها الزميل أنيس السحباني".
وفي البيان ذاته، طالبت النقابة اتحاد الكرة والمدرب بتقديم اعتذار رسمي ومباشر للصحفي، كما دعت المسؤولين الرياضيين في الاتحاد والأندية إلى احترام الصحفيين وتسهيل عملهم، في إطار حقهم في الوصول إلى المعلومة.
وفي الوقت الذي أعلنت به النقابة اعتزامها دعوة الصحفيين للانسحاب من تغطية أي نشاط صحفي يتم فيه الاعتداء على أعضائها، أطلق عدد من الإعلاميين الرياضيين عبر مواقع التواصل دعوات لمقاطعة المؤتمر الصحفي الذي ينتظر أن يعقده الكبير ظهر الخميس، إلا في حال سبق ذلك اعتذار رسمي من المدرب.
ونددت الجمعية التونسية للإعلاميين الرياضيين بـ"الاعتداء الخطير الذي طال الصحافة الرياضية من خلال أنيس السحباني وأحمد عدالة من قبل مدرب المنتخب".
وطالبت الجمعية في بيان رسمي، الإعلاميين الرياضيين بـ"ضبط النفس وتفادي التصعيد والالتزام بالحرفية، خصوصا في هذه الفترة الدقيقة التي يستعد فيها منتخب كرة القدم للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2022".
وأكدت الجمعية أنها "تحتفظ بحقها في الدفاع عن كل منظوريها"، مضيفة أن رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء بادر بالاعتذار للسحباني، في "خطوة نحو تهدئة الأوضاع".
ويواجه الكبير عاصفة من الانتقادات، تصاعدت حدتها الأسبوع الماضي عند الإعلان عن قائمة أولية للاعبين الذين سيشاركون في أمم إفريقيا، التي خلت من عدة لاعبين بارزين مثل يوسف المساكني وفرجاني ساسي ومعز حسان، مما دفع بكثيرين إلى المطالبة بإقالة الكبير لتفادي أي انعكاسات سلبية على المنتخب.
كما جاء قرار إقالة المدرب المساعد عادل السليمي قبل أسبوع من انطلاق أمم إفريقيا، ليفجر ضجة أخرى وحملة شعواء ضد الكبير ومسؤولي اتحاد الكرة.
وتوجهت أصابع الاتهام نحو مدرب المنتخب ورئيس اتحاد الكرة باستبعاد السليمي، بسبب رفضه قائمة اللاعبين الذين وجهت لهم الدعوة لكأس أمم إفريقيا.
ويواصل منتخب تونس تحضيراته للمشاركة في البطولة، التي يستهل مشواره بها بملاقاة مالي ثم موريتانيا ثم غامبيا، في الدور الأول من المجموعة السادسة.