ليبيا.. عيد الاستقلال الـ70 يتحول إلى "ارتباك وإحباط"
01:58 - 25 ديسمبر 2021احتفل الليبيون بالذكرى السبعين لاستقلال بلادهم، الجمعة، لكن هذا العام تبدد حلم وضع حد للفوضى التي ضربت البلاد قبل 10 سنوات، وتحديدا في أعقاب اندلاع احتجاجات عام 2011.
وتسيطر حالة من الاستياء على الشارع الليبي في ذكرى الاستقلال، التي كان من المقرر أن تجرى خلالها أول انتخابات لاختيار رئيس في تاريخ البلاد، فيما أجل الاستحقاق إلى 24 يناير المقبل.
وكانت السلطات الليبية أعلنت "استحالة" إجراء الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي، بسبب ظروف مرتبطة بتقارير فنية وقضائية وأخرى أمنية، فيما شهدت مدن عدة مسيرات احتجاجية على القرار.
"رمزية كبيرة يجب الاستفادة منها".. هكذا وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت عبد العزيز عقيلة ذكرى الاستقلال بالنسبة للشعب الليبي، وتابع قائلا: "في مثل هذا اليوم تجمع الليبيون من مختلف الأقاليم والأطياف على هدف واحد، وهو الاستقلال وانتزاع السيادة الليبية".
وأضاف عقيلة خلال حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "اليوم يعيش الليبيون حالة من اليأس بعد أن تعثر قطار الاستقرار في محطته الأولى، حيث أُجلت الانتخابات الرئاسية".
ارتباك
ويسود الارتباك والضبابية الشارع الليبي وفق أستاذ العلوم السياسية، الذي أكد أن "الارتباك ليس من تأجيل موعد الانتخابات فحسب، بل هناك العديد من الأسئلة تدور في ذهن الليبيين: لماذا أجلت؟ ما الموعد المقبل؟ وما الإجراءات المقبلة؟".
وتابع عقيلة: "الشارع ينتظر ما سوف يحدث من دون رؤية حقيقية للوضع الحالي"، مؤكدا أن "هناك غضب شعبي بالفعل خلال الأيام الماضية، ظهر في وقفات احتجاجية مطالبة بإجراء الانتخابات، مع دعوات عصيان مدني".
وتوقع الأكاديمي الليبي أن تزداد الأمور سوءا في الشارع إذا أجلت الانتخابات مرة أخرى، أو إن أرجئت لأكثر من شهر، كما توقع أن تستمر الحكومة الحالية في أداء مهامها، على أن تركز على تهيئة الأجواء للانتخابات، فـ"من الصعب التوافق حول حكومة في تلك الفترة القصيرة".
أما الناشطة الحقوقية حرية بويمامه فعلقت على الوضع الراهن في الداخل الليبي، قائلة إن "الاستقلال انتهى منذ 10 سنوات"، مؤكدة أن "هناك حالة من الإحباط نتيجة تبدد ما كان ينتظره الشارع اليوم".
وأضافت بويمامه خلال حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الاستقلال الحقيقي هو أن يختار الشعب من يحكمه ومؤسساته عن طريق الصندوق الانتخابي، وما حدث اليوم مصادرة لرأي الشارع، ومصادرة للاستقلال أيضا".
تشرذم
وتابعت: "تأجيل الانتخابات يعني استمرار حالة الوصاية المفروضة على الشعب من جانب حكومات غير منتخبة وميليشيات مسلحة. ليبيا أصبحت أسيرة للفوضى والتشرذم".
وفي السياق ذاته، قال الإعلامي الليبي علي العباسي إن "الشعب وهو يحيي ذكرى هذه المناسبة المجيدة، كان يأمل أن تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتنتهي فيها المراحل الانتقالية لتبدأ عملية التداول السلمي للسلطة".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الشارع الليبي يعيش حالة غضب وإحباط تجاه النخبة الحالية والمؤسسات التي تعمل عكس إرادة الشعب"، على حد وصفه.
من جانب آخر، قالت الناشطة الليبية أحلام اليعقوبي إن "الليبيين كانوا يحلمون بأولى خطوات الاستقرار في ذكرى الاستقلال، لكن هذا لم يحدث مع تأجيل الانتخابات الرئاسية".
وأوضحت لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "حالة الإحباط ظهرت في الشوارع، فالمواطن الليبي يريد الانتخابات لا احتفالات مسكنة لواقع مؤلم" وفق تعبيرها.
وأكدت اليعقوبي أن "اليوم شهد خروجا ووقفات وبيانات من نشطاء ومنظمات مجتمع مدني ومرشحي نواب ورئاسي، رافضة التأجيل والتلاعب بإرادة الجماهير، وبحقها في تقرير المصير".