قبل 10 أيام من الانتخابات.. ماذا يجري في جنوب ليبيا؟
22:49 - 15 ديسمبر 2021قبل 10 أيام فقط من موعد الانتخابات البرلمانية، أحبط الجيش الوطني الليبي محاولة من مليشيات محسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي لنشر الفوضى، بدخولها في اشتباكات ضد قوات الجيش بمدينة سبها جنوبي البلاد.
وفجر الثلاثاء، وقعت الاشتباكات بين الجيش ومليشيات تسمى "قوات مكافحة الإرهاب"، وهو اسم بدا للتغطية على حقيقتها، حيث سبق وشاركت في القتال مع مليشيات "عملية فجر ليبيا" التي قادها الإخواني فتحي باشأغا في معركة ضد الجيش الليبي سنة 2014، دمَّروا خلالها مطار طرابلس، ونشروا القتل في العاصمة الليبية؛ احتجاجًا على سقوط مرشحيهم في انتخابات البرلمان.
وبحسب ما نقلته مصادر محلية لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن الاشتباكات وقعت حين حاولت المليشيات اقتحام بعض المناطق والصدام مع الجيش.
ويقول محمد مجنوح من سكان سبها إن قوات الجيش عارضت دخول سيارات تابعة لمليشيات تدعى "قوات مكافحة الإرهاب"، واقتادت السيارات ومن فيها لقاعدة عسكرية تابعة لهم، وهناك اندلعت الاشتباكات، مشيرًا لسقوط قتيلين ومصابين، بينهم مدنيون.
ووصل رتل مسلح بكامل عتاده إلى سبها لتقديم الدعم للقوات المرابطة، بحسب ذات الشاهد الذي وصف المليشيات التي هاجمت قوات الجيش بالمجرمين، وأن قائدهم المدعو مسعود الجدي لديه سجل حافل من الجرائم، غير أنه تفاءل بأن الأوضاع قد تتجه للاستقرار.
واختفت في سبها مظاهر الحياة، فتوقفت الدراسة في المدارس والجامعة، وأغلقت المصالح الحكومية أبوابها جراء الاشتباكات.
الجيش سيضرب بقوة
من جانبه، أكد الجيش الوطني الليبي في بيان وصل لـ"سكاي نيوز عربية" أن أي محاولات لزعزعة أمن المواطن في المناطق الجنوبية ستقابلها القوات المسلحة بالقوة.
ويعلق المحلل العسكري الليبي طه البشير على الواقعة بأن "توقيت هذا العبث يثير القلق، خاصة أن صدام المليشيا جاء مع قوات الجيش الوطني، وهو الصدام الأول من نوعه منذ وقف إطلاق النار".
وأضاف أن الفترة الأخيرة كانت المليشيات في غرب ليبيا تتقاتل مع بعضها، ولكن هذه المرة حاولت مهاجمة قوات الجيش بشكل مباشر.
وفسر البشير ذلك بأن الانتخابات هي المستهدفة، والجنوب هو التربة الخصبة لإشعال الأوضاع بهذه الطريقة، وأن الفصائل الرافضة للانتخابات تحاول عرقلتها بنزاع مسلح.
اجتماع لتوحيد المؤسسة العسكرية
وفي اليوم ذاته، الثلاثاء، اجتمع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائباه موسى الكوني وعبدالله اللافي مع رئيس الأركان العامة للجيش، الفريق أول ركن محمد الحداد، لبحث مستجدات توحيد المؤسسة العسكرية.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام ليبية، فإن الاجتماع ناقش الإسراع في تشكيل جيش موحد بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وتأمين الحدود، ووضع خطط لتنظيم التشكيلات المسلحة في كل البلد.
وأتى الاجتماع استكمالًا لمناقشات اجتماع انعقد، لأول مرة، السبت الماضي، بين رئيس الأركان العامة مع الفريق عبدالرازق الناظوري، المكلف بمهام قائد القيادة العامة المشير خليفة حفتر، في مدينة سرت الذي تناول الملفات نفسها.
جهود الجيش في الجنوب
يأتي هذا بعد أيام من نجاح الجيش الوطني في تفكيك خلية إرهابية في سبها ضمن مساعيه لإفشال مساعي تنظيم الإخوان الإرهابي لتأجيل الانتخابات.
وأوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني، اللواء خالد المحجوب، أن وحدة من المهام الخاصة سرية العاصفة اللواء 106 مجحفل، اعتقلت الإرهابي علي الباكير مع شخصين، أحدهما يحمل الجنسية المصرية، والآخر الباكستانية، كانوا يجهزون خلايا لتنفيذ عمليات إرهابية داخل سبها.