المغرب.. مدينة الدار البيضاء تتخلص من أكبر مكب نفايات
02:01 - 03 ديسمبر 2021بعد أزيد من 3 عقود من الاستغلال، قرر المجلس البلدي لمدينة الدار البيضاء، غربي المغرب، إغلاق أكبر مكب للنفايات في البلاد، في خطوة يقول نشطاء بيئة إنها ستزيح "نقطة سوداء" طالما أزعجت سكان كبرى مدن المملكة.
ودشنت عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، الأربعاء، مطرحا جديدا يرتقب أن يستقبل نفايات المدينة التي يقدر عدد سكانها بالملايين، في انتظار إنشاء مصنع للنفايات بمواصفات دولية، بعد ثلاث سنوات.
وظلت السكان المجاورون لمكب النفايات، يشتكون طيلة سنوات من أضراره على البيئية والصحة، فيما تعالت أصوات تطالب السلطات بنقله إلى منطقة بعيدة عن الأحياء السكنية.
ويعتمد المغرب مخططا خاصا بتدبير النفايات المنزلية، حيث يلجأ إلى طرق مستدامة للتخلص من النفايات الصلبة، ويسعى لتوفير البنية التحتية المناسبة والتقنيات العالية لإعادة تدوير النفايات المنزلية في مختلف مناطق البلاد.
التخلص من "قنبلة بيئية"
ويؤكد المسؤولون على قطاع النظافة بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، أن إغلاق مكب النفايات كان مطلبا مستعجلا وإجراء ضروريا، لتجنب كارثة بيئية بعد أن بلغ طول القمامة داخله ما يزيد عن 75 مترا.
من ناحيتها، شددت عمدة مدينة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، على أن مكب "مديونة" القديم الذي انطلق العمل به قبل 35 سنة كان يشكل قنبلة بيئية موقوتة، كما أنه تحول إلى خطر محدق بصحة المواطنين.
وأكدت الرميلي على هامش إعطاء انطلاقة العمل بالمكب الجديد، أهمية حملات التوعية وسط السكان، من أجل المساهمة في عملية فرز النفايات المنزلية، لتسهيل تدويرها في المراكز الخاصة بذلك.
من جهة أخرى، كشف أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بقطاع النظافة، أن إغلاق المكب الذي طالما شكل نقطة سوداء على المستوى البيئي، ظل يمثل تحديا حقيقا أمام المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي في العاصمة الاقتصادية، لأنه ينذر بمخاطر صحية وبيئية.
وبحسب ما أوضحه أفيلال في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، فقد قررت السلطات إعادة هيكلة وتأهيل المكب القديم، وتحويله إلى مساحة خضراء، بعد تجميع عصارة النفايات (الليكسيفيا) الخطيرة ومعالجتها قبل التخلص منها بشكل نهائي.
مكب جديد
ويقع مكب النفايات الجديد والمؤقت على مساحة تقارب 35 هكتارا، بحيث يمكنه استقبال أربعة ملايين طن من النفايات القادمة من مدينة الدار البيضاء والمناطق المجاورة يوميا.
وتم تجهيز المطرح الخاضع للمراقبة والتتبع عن بعد، بحوض خاص بطمر النفايات تمتد مساحته على 11 هكتارا، إلى جانب حوض آخر خصص لتجميع العصارة تبلغ سعته 38 ألف متر مكعب، علاوة على حوض لتجميع مياه الأمطار بسعة 95 ألف متر مكعب.
ويشير مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء، إلى أن هذا المكب المؤقت، لن تتجاوز مدة استغلاله ثلاث سنوات، في انتظار الانتقال إلى مطرح آخر ومصنع لفرز النفايات وإعادة تدويرها بموصفات دولية تحترم كل المعايير البيئية والصحية.
ويتم حاليا وفق أفيلال، البحث عن مساحة قدرها 200 هكتار لإقامة المشروع الجديد، قبل إطلاق طلب عروض لتشييد المصنع المرتقب لتثمين وتدوير النفايات.
مخاطر المكبات العشوائية
وكان المختصون في الشأن البيئي، قد حذروا في أكثر من مناسبة من المخاطر التي تشكلها المكبات العشوائية، غير الخاضعة للمراقبة، كما نبهوا إلى عواقبها على البيئة، وعلى صحة الإنسان، نظرا إلى احتمال تسببها فيه بأمراض تطال الصغار أو الكبار.
يقول محمد بنعبو، وهو خبير في المناخ والتنمية المستدامة، إن التخلص من النفايات من بين المشاكل الرئيسية التي تهدد البيئة والصحة العامة للإنسان.
وأشاد بنعبو في تصريحه لـ"سكاي نيوز عربية"، قرار إغلاق مكب "مديونة" للنفايات بضواحي الدار البيضاء، كونه يشكل مخرجا لمعضلة بيئية مستعصية، وسيضع حدا لانتظار ساكنة عانت طويلا بسبب تواجد المكب على مقربة منها.
وإلى جانب الروائح الكريهة الصادرة عن تجميع النفايات وتسرب عصارتها السامة "ليكسيفيا" إلى الفرشة المائية والأراضي الفلاحية، يشير المتحدث إلى الخطورة الكبيرة التي تنجم عن حرق النفايات، وآثارها السلبية التي قد تؤدي إلى أمراض تنفسية خطيرة وتلويث المجال الجوي.
ويلفت بنعبو، إلى الجهود التي يبذلها المغرب من خلال البرنامج الوطني لتدبير قطاع النفايات المنزلية، والذي يسعى إلى إحداث مجموعة من المطارح المراقبة بمعايير وتقنيات دولية.
ويهدف المخطط المغربي لتدبير مجال النفايات المنزلية، إلى تعميم جمع ومعالجة النفايات مع العمل على طمرها بشكل مراقب ومقنن، وتطوير عملية فرز وتدوير وتثمين النفايات عبر مشاريع نموذجية لرفع مستوى التدوير إلى 20 في المائة بحلول سنة 2022.