الجزائر تلغي امتحان "السانكيام".. ما جدوى هذه الخطوة؟
14:38 - 19 نوفمبر 2021حسمت وزارة التربية والتعليم في الجزائر قرارها، وألغت امتحان المرحلة الابتدائية الذي يعرف بـ"السانكيام"، في خطوة لاقت ترحيبا، لكونه أزالا قلقا كبيرا كان يضغط على التلاميذ وعائلاتهم، ومع ذلك، وصفه البعض بـ"المفاجئ".
وكان نظام التعليم في الجزائر يقضي بأن يتقدم طلبة الصف الخامس الابتدائي بامتحان يتم في يوم واحد ويختبره في 3 مواد، وبناءً على نتائجه يمكن لهؤلاء الطلبة الانتقال إلى المرحلة الإعدادية، وتحسب في العملية أيضا نتائج التي يحققها الطلبة في السنوات السابقة.
وبالإضافة إلى إنهاء أحد أسباب قلق الطلبة وذويهم، فإن للقرار انعكاسات إيجابية على وزارة التعليم، التي ستكرس مواردها المتاحة لامتحاني المرحلة الإعدادية والثانوية.
وكان وزير التعليم الجزائري، عبد الحكيم بلعابد، أعلن قرار الإلغاء، الخميس، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وأضاف أن القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ في العام الدراسي الحالي جاء بعد " دراسة معمقة ومستفيضة للجدوى البيداغوجية والتعليمية والتقييمية" للامتحان.
وسيتنفس التلاميذ المقبلون على هذه الشهادة "الصعداء" بداية من السنة الحالية، حيث سيتم الاعتماد على نقاط الفصول السابقة للانتقال إلى المرحلة المتوسطة، بحسب القرار الجديد.
مشروع قديم
وكان التوجه نحو إلغاء امتحان التعليم الابتدائي مشروعا مطروحا على طاولة وزارة التعليم الجزائرية لعدة سنوات في إطار "إصلاح المنظومة التربوية"، ولم ينفذ المشروع إلا في العام الجاري.
وعاد مطلب إلغاء "السانكيام" عاد إلى الواجهة بسبب جائحة كورونا، حيث فرضت التدابير المخصصة لمواجهة الوباء المستجد إلغاء هذا الامتحان للسنة الدراسية 2019-2020، وتقرر تحديد الانتقال من مستوى إلى آخر فيه باحتساب معدل الفصلين الأول والثاني وتخفيض معدل القبول.
مطالب متكررة
وعلق رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، في اتصال جمعه بـموقع "سكاي نيوز عربية" على قرار وزارة التربية بالقول إنه "مفاجئ"، رغم أنه أكد بأنهم كمنظمة تربوية "سبق لهم قبل أربع سنوات المطالبة بإلغاء هذا الامتحان إلا أنه لم يتم الاستجابة لهم آنذاك".
وحسب علي بن زينة، فإن مطالبتهم بإلغاء هذا الامتحان تأتي انطلاقا من "رؤية اقتصادية بحتة"، إذ أن إلغاء الامتحان سيعود بفوائد مالية على الوزارة.
ويرى بن زينة أن خطوة إلغاء "السانكيام لا بد أن تتبعها خطوات أخرى لصالح التلاميذ من بينها تنظيم امتحان استدراكي للمترشحين غير الناجحين".
"قرار جيد"
وحسب الناشط التربوي، كمال نواري، فإن تطبيق وزارة التربية الوطنية لمطلب إلغاء امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي "قرار جيد"، نظرا لعدة أسباب موضوعية توصل إليها أهل الاختصاص لسنوات من التقييم.
واعتبر النشاط التربوي في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنه "من الآن فصاعدا سينتقل التلميذ إلى مرحلة المتوسط وفق مجهوده السنوي إضافة إلى اعتبار كل المواد الدراسية في الحسبان، وليس ليوم واحد كان يمتحن فيه عبر ثلاث مواد فقط".
ويرى المتحدث أن هذه الوضعية التي وصفها بـ"غير العادية" "خلقت وفق رؤيته "تقييما غير موضوعي لمجهودات التلاميذ علاوة على التوتر والضغط النفسي الذي كان يسببه هذا الامتحان على التلاميذ وأوليائهم".
من جانب آخر، يؤكد كمال نواري أن الأهم من هذا القرار في "التقليل من التكاليف المادية التي كانت تصرف من ميزانية الدولة في إجراء الامتحان من توفير للأوراق ومستحقات الأساتذة ومتطلبات الإطعام وغيرها".