مع قرب الانتخابات.. ماذا ينتظر الليبيون من رئيسهم المقبل؟
23:45 - 16 نوفمبر 2021يعقد الليبيون آمالا واسعة على إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر المقبل، في مسعى إلى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني وإنعاش الاقتصاد الذي يئن تحت وطأة الأزمة منذ اندلاع أحداث 2011.
وتنصب أولويات الشارع الليبي على إخراج المرتزقة والقضاء على الإرهاب وإسكات أصوات البنادق، فضلا عن تحقيق المصالحة الوطنية في ربوع البلاد.
وأعلن قائد الجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، ترشحه لرئاسة ليبيا، وقبل ذلك، سبقه سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي.
في الوقت نفسه، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، تسلمها أوراق ثلاثة مرشحين هم؛ أسعد محسن زهيو، وفيضان حمزة، والسنوسي الزوي.
في غضون ذلك، ينتظر الليبيون، ترشح كل من عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، وفتحي باشاغا وزير الداخلية في حكومة الوفاق السابقة المدعوم من ميليشيات بعض المدن الواقعة في غرب البلاد.
تحقيق الأمن
وبدوره يقول، مختار الجدال، رئيس تحرير صحيفة "الحقيقة الليبية"، إن الاستقرار والأمن يشكلان أولويات المواطن الليبي الذي بات يحلم بإجراء الانتخابات، لأنها ستمكنه من بلوغ الدولة الآمنة المستقرة ذات السيادة من جديد.
توحيد المؤسسات
ويرى كامل المرعاش، المحلل السياسي، أن الليبيين يأملون أن تكون هذه الانتخابات نهاية لصراع "الشرعيات"، التي عصفت بالبلاد منذ انتخابات مجلس النواب عام 2014 وانقلاب الميليشيات المسلحة على نتائجها، مما دفع إلى التئام البرلمان في مدينة طبرق في أقصى شرقي البلاد، في الوقت الذي تمكنت فيه جماعات ذات انتماء إخواني من السيطرة على مؤسسات الدولة في العاصمة طرابلس وتسخيرها لخدمة "أمراء الحرب".
الإرهاب وعرقلة الانتخابات
وبدوره يشير الباحث السياسي الليبي، محمد السلاك، إلى أن الإرهاب هو الكابوس الذي يقلق ليبيا، "فنتيجة للظروف التي مرت بها البلاد توافدت عليها جماعات إرهابية خطيرة"، مشددا على ضرورة مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، وقال إن هذه المسألة تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد، والعمل على توحيد المؤسسات العسكرية وضبط الحدود.
ويؤكد السلاك، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز"، أن المرتزقة الموجودين في الأراضي الليبية، يمثلون الباب الخلفي للإرهاب في البلاد، ويشكلون خطرا كبيرا لأن ولاءهم للمال فقط، حيث يسهل توظيفهم للقتال في صفوف الإرهابيين.
السلاح المنفلت
ويؤكد المرعاش في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، الأهمية الكبرى التي تحظى بها هذه الانتخابات باعتبارها الأولى في تاريخ البلاد لاختيار رئيسها، والذي يتطلع الجميع إلى أن تكون له "كاريزما" قوية وحازمة حتى يتمكن من تطهير البلاد من كافة مظاهر السلاح المنفلت وإرجاعه لسيطرة الدولة.
وبحسب تصريحات الجدال، فإن إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، بالإضافة إلى حل الميليشيات وجمع السلاح هي غاية كبرى لليبيين خلال مرحلة ما بعد الانتخابات.
إعادة الإعمار
ويوضح المرعاش، أن أهم نتيجة للانتخابات المقبلة، هي تشكيل حكومة وطنية تهتم بإطلاق مشاريع إعادة الإعمار وتحسين البنى التحتية وتشغيل الشباب العاطل عن العمل وإعادة تدوير عجلة الاقتصاد والتنمية.
ويذهب رئيس تحرير صحيفة "الحقيقة"، إلى ضرورة استكمال المشاريع المتوفقة، وكذلك البدء في مشاريع تنموية جديدة عوضا عن السنوات التي مرت بها البلاد ولم تتمكن من استكمال نموها المأمول.
المصالحة الوطنية
وشدد الجدال على تحقيق المصالحة الوطنية الاجتماعية، بعد سنوات عانى فيها الليبيون من التهجير والنزوح من مناطقهم إلى مناطق أخرى، وإلى خارج البلاد، لافتا إلى ضرورة تحقيق العدالة الانتقالية وطي صفحات الماضي، لا سيما أن ما يجمع الليبيين أكثر مما يفرقهم.
وكان عماد السايح، رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، قد شدد على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر، لافتا في تصريحات لوسائل إعلام ليبية، إلى تعرض المفوضية لضغوط مكثفة من جراء الأحداث السياسية والأمنية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.