بسبب "فاغنر" والتدخل بالساحل.. باريس توجه رسائل حازمة لموسكو
21:52 - 14 نوفمبر 2021أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا، حذرت فيه موسكو من نشر قوات "فاغنر" الروسية الخاصة في منطقة الساحل الأفريقي والصحراء الكبرى، مؤكدة أنه سيكون إجراء "غير مقبول" من جانب روسيا.
وأعرب وزير الخارجية جان إيف لودريان ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، خلال اجتماع عقد في باريس مع نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، عن الطابع غير المقبول لنشر قوات "فاغنر" في قطاع الساحل والصحراء، كما كرر الوزيران رسائلهما الحازمة في ما يتعلق بمخاطر زعزعة الاستقرار الإقليمي والاعتداء على مصالح فرنسا وشركائها المساهمين في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي.
يأتي ذلك في الوقت الذي احتضنت فيه العاصمة الفرنسية باريس، قمة رباعية ضمت كلا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس النيجر محمد بازوم، ورئيس بوركينا فاسو روك مارك كابوري، ورئيس المجلس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي، وذلك لبحث التطورات الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي؛ وذلك على هامش قمة فرنسية - إفريقية حول السلام ومسار التسوية في ليبيا.
وتأتي هذه القمّة في وقت تدهورت فيه العلاقات بين فرنسا، وشريكتها التاريخية مالي إثر انقلابين عسكريين شهدتهما باماكو في الأشهر الأخيرة. وكانت باريس تعهدت في يونيو بإعادة تنظيم وجودها العسكري في منطقة الساحل، لا سيما من خلال إخلاء قواعدها الثلاث في أقصى شمال مالي لتركيز قواتها في منطقتي "غاو وميناكا" قرب الحدود مع كل من النيجر وبوركينا فاسو.
وتنص خطة فرنسا على خفض عدد قواتها من خمسة آلاف عسكري حالياً إلى نحو 2500-3000 بحلول عام 2023. كما كشفت مصادر لموقع "سكاي نيوز عربية" أن القمة أيضا ناقشت موضوع التعاون المحتمل بين باماكو وشركة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية الخاصة.
فرنسا وإعادة تشكيل استراتيجيتها
ويقول الكاتب والمحلل السياسي من مالي عبدالله ميغا، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن إعلان فرنسا انتهاء عملية "برخان" لا يعني نهاية الوجود الفرنسي في منطقة الساحل بصفة عامة أو في مالي بصفة خاصة.
وأضاف عبدالله ميغا، أن فرنسا ستعيد تشكيل استراتيجيتها في المنطقة، مؤكدا أن الحديث عن وجود عناصر "فاغنر" الروسية في مالي، سيجعل فرنسا أكثر تمسكا بالتواجد في المنطقة، لاسيما وأنها تمثل كنزا استراتيجيا لباريس، إضافة إلى الجهود التي بذلتها فرنسا في محاربة الإرهاب بهذه المنطقة طول السنوات الثمانية الماضية بدأ من عملية "سرفال" والتي تطورت بعد ذلك إلى "برخان".
وبحسب ما ذكرت تقارير إخبارية، فإن روسيا تسعى بانتظام لزيادة نفوذها في إفريقيا بمزيد من الحملات الاقتصادية والدبلوماسية التقليدية، بالإضافة إلى استخدام مزيد من الوسائل مثل مجموعة "فاغنر"، في ظل سعيها إلى زيادة حصتها من احتياطيات الموارد الطبيعية الثمينة في القارة السمراء، لفرض نفوذها وتحقيق رؤية الكرملين المتمثلة في عالم متعدد الأقطاب.
وكانت فرنسا وجهت تحذيرا إلى مالي من أنها ستفقد "دعم المجتمع الدولي" وستتخلى عن مقومات كاملة من سيادتها، إذا لجأت إلى مجموعة "فاغنر" الروسية الخاصة المثيرة للجدل.
وزادت حدة التوتر بين فرنسا ومالي مع خطاب رئيس وزراء الأخيرة شوغل كوكالا مايغا، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي اتهم فيه فرنسا بالتخلي عن بلاده في منتصف الطريق بقرارها سحب قوة "برخان"، مبرراً بذلك بحث بلاده عن "شركاء آخرين"، من بينهم شركات خاصة روسية.
وقال رئيس الوزراء المالي إن الوضع الجديد الذي نشأ بسبب انتهاء "برخان"، وضع مالي أمام أمر واقع ويُعرّضها لما يشبه التخلّي في منتصف الطريق، ويقود إلى استكشاف السبل والوسائل لكي نضمن على نحو أفضل الأمن مع شركاء آخرين.
وتابع أن المطلوب هو ملء الفراغ الذي سينشأ حتما عن إغلاق بعض مواقع "برخان" في شمال مالي، منتقدا قلة تشاور باريس وإعلان أحادي صادر من دون تنسيق ثلاثي مع الأمم المتحدة والحكومة المالية.
وكان وزير خارجية مالي عبدالله ديوب، أكد عقب لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو الخميس، أن بلاده تعتبر روسيا شريكا استراتيجيا، مشيرا إلى أن تعاون الدولتين يتجاوز المجال العسكري.