مصر تخطو نحو المستقبل.. بـ"شاحنة ثقيلة" سرها الغاز
13:20 - 14 نوفمبر 2021أعلنت الحكومة المصرية عن نجاح تحويل أول سيارة نقل ثقيل للعمل بالغاز الطبيعي، في خطوة يمكن تعميمها مستقبلاً في قطاع النقل الثقيل وفق تكنولوجيا لا تُؤثر على كفاءة عمل محرك السيارة.
وأظهرت نتائج تجربة تحويل سيارة النقل الثقيل الحكومية، التي نُفذت بالتعاون بين شركة "ماستر جاز"، ومحافظة الوادي الجديد، جنوبي مصر أن التكنولوجيا المستخدمة في التحويل راعت نظم الصحة والسلامة البيئية، وظروف الخدمة القاسية.
وذكر تقرير تقييم التكنولوجيا المستخدمة في التحويل أنها لا تحتاج لتعديل مُحرك الشاحنة، وأنه سيعمل بواسطة الضغط على حرق السولار مخلوطا بالغاز الطبيعي معا، دون أى تأثير على كفاءة المُحرك، ودون وجود "شمعات اشتعال" لحرق الوقود لسير السيارة.
ويلفت التقرير الذى حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه إلى أن الشاحنة "المحولة" يمكنها العمل بالسولار بنسبة 100 بالمئة في أي وقت حال الحاجة لذلك، وأن نسبة الغاز الطبيعي المضغوط المستخدم في سيرها يتراوح من 30 إلى 40 بالمئة من الوقود، ويسهم في انخفاض ملحوظ بتكلفة التشغيل.
تشجيع المواطنين
ويقول اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المحافظة حوّلت السيارات المخصصة لتحرك القيادات للعمل بالغاز الطبيعي، وتشجع المواطنين على تحويل سياراتهم.
وقدَّر مصدر بشركة "ماستر جاز" تكلفة تموين السيارة بالغاز الطبيعي بكمية تكفي للسير لنفس المسافة باستخدام 30 لتر، بأنها تتراوح بين 247 جنيها للبنزين، و112.5 جنيها فقط للغاز.
ولفت المصدر إلى أن المواطنين يمكنهم استخدام السيارة للعمل بالبنزين بنسبة 100 بالمئة في أي وقت إذا لزم الأمر، بموجب التكنولوجيا الجديدة.
وتفقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزير البترول طارق الملا، السيارة النقل الحكومية المحولة للعمل بالغاز الطبيعي، أثناء زيارة لمحافظة الوادي الجديد، قبل يومين.
وذكر مسؤولو قطاع البترول أن هناك انخفاضا في تكاليف تشغيل السيارة بعد تحويلها بنسبة تتخطي 55 بالمئة من إجمالي النفقات لنفس مسافات السير.
محطات جديدة
ويقول الملا في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الدولة حريصة على تشجيع المواطنين على تحويل سياراتهم للعمل بالغاز الطبيعي، دون تخوف من تأثير التحويل على إمكانيات السيارات.
وأضاف أن خطة الدولة في هذا الإطار تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي الذى يتم استيراد كميات كبيرة منه من الخارج.
محركات الغاز.. بين التوفير والقوة
ويوضح وزير البترول المصري أن الوزارة تعمل حاليا على التوسع في إنشاء محطات لتموين السيارات بالغاز الطبيعي، تزامنا مع جهود تحويل السيارات للعمل بالغاز، بما يوفي باحتياجات المواطنين الذي سيحولون السيارات للعمل بها.
وتتيح مبادرة رئاسية في مصر للمواطنين إحلال المركبات المتقادمة التى مر على إنتاجها 20 عاما واستبدالها بأخرى جديدة تعمل بالوقود المزدوج "غاز طبيعى – بنزين" بهدف خفض معدلات تلوث الهواء.
وتتوسع الحكومة المصرية في تخصيص محطات لتحويل سيارات المواطنين للعمل بالغاز، وتبلغ حاليا قرابة 400 محطة، فضلا عن محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي.
وتستهدف مصر من هذا المشروع تحويل السيارات "السوداء" نظرا لعملها بالوقود التقليدي إلى "خضراء" تعمل بوقود نظيف صديق للبيئة، ومن المخطط الوصول إلى 800 ألف سيارة تعمل بالغاز خلال 3 سنوات.