تفجير بركان "لا بالما".. خبير جيولوجيا يوضح "خطورة" التنفيذ
21:17 - 13 نوفمبر 2021ذكرت تقارير صحفية، أن السلطات الإسبانية تدرس حلا يوصف بـ"الأخطر"، من أجل إخماد بركان لابالما الذي بدأ فورانه منذ ما يقارب الشهرين، وما يزال مستمرا حتى الآن.
ويكمن الحل في تفجير البركان لإخماد ثورانه، لكن الأمر لا ينطوي على عواقب سالمة للجميع، بينما تشير الأدلة الجيولوجية إلى أن البركان قد يؤدي لسقوط 150 إلى 500 كيلومتر مكعب من الصخور في البحر، إذا حدث في المستقبل.
ويشير موقع "إل باس" الإسباني إلى أنَّه باستخدام تقدير معقول جيولوجيًا لحركة الانهيار الأرضي، فإن "نمذجة" موجات تسونامي الناتجة عن هذا الانهيار، كشفت عن توليد أمواج من جريان كتلة منزلقة تبلغ 500 كيلومتر مكعب بسرعة 100 متر في الثانية تستطيع عبور حوض المحيط الأطلسي بأكمله وتصل إلى سواحل الأميركيتين بارتفاع 10-25 مترًا".
وحذرت السلطات الإسبانية المواطنين في جزيرة لا بالما من مخاطر جديدة، وأدى البركان إلى إجلاء 7 آلاف إسباني في المنطقة المحيطة بالبركان.
خطورة التفجير
ويقول أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، عباس شراقي، إنَّ هناك خطورة لتفجير البركان، لأن جزيرة لابالما ذاتها جزيرة بركانية، وهذا بركان قديم ضخم حدث منذ ما يقرب من مليون و800 ألف عام، وخلال الفترة السابقة تنشط به داخليًّا براكين أصغر.
وأوضح في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنَّ هناك مجموعة براكين نشطت خلال الخمسين عامًا الأخيرة، مشيرًا إلى وجود "ماجما" (الماغما هي الصهير الصخري في باطن الأرض، ودرجة الحرارة به تتعدى 5 لـ 6 آلاف درجة مئوية).
ويؤكد شراقي أنَّ جزء من هذه "الماغما" يحاول الخروج إلى سطح الأرض في بعض المناطق المعروفة بأنّها ضعيفة مثل منطقة جزر الكناري، مشددًا على أنّ جزر الكناري بها "ماغما" ضخمة.
وأضاف"التفجير يعطي فرصة لتشققات جديدة في القشرة الأرضية بالجزيرة، وبالتالي خروج الماغما، التي تقع تحت ضغط شديد، ومغلق عليها من القشرة الخارجية، التي بردت واستقرت وكانت براكين بالأساس".
واستطرد قائلًا "حين نفجّر الحمم البركانية فستتولد تشققات جديدة في باطن الأرض، بالإضافة إلى وجود تشققات قديمة، تزداد، وتلتقي مع بعضها"، مشددًا على أنَّ التفجر سيكون بمنطقة بها ثوران شديد إلا أنّه مغلق عليه بالقشرة الصخرية السطحية.
وأردف "التشققات الجديدة المولّدة من الانفجار ستولد حممًا بركانية مجهولة الاتجاه، لا سيما أن اتجاهات البركان الحالي تجاه المحيط الهادئ، وربما تؤدي لأن يكون النشاط البركاني أكبر من النشاط الحالي".
إلقاء صخور
وأشار إلى أنَّ الحل يكمن في إلقاء صخور لسد الفوّهات البركانية، إلا أنّه شدد على أنّ ذلك يحتاج إلى طائرات ومجهود وأدوات هائلة لفعل ذلك، مُذكِّرًا بالبركان الإيطالي "إنتا" الذي استمر لمدة 6 سنوات.
وشدد على أنّه "على الرغم من الأضرار الواقعة الآن من بركان لابالما إلا أنه جزء من منظومة بيئية طبيعية على سطح الأرض نعلم جزء منها ولا نعلم الكثير عنها".
وفسّر ذلك بقوله "خروج الماغما يأتي بمعادن جديدة لسطح الأرض، ويجدد التربة الزراعية، وخروج الغازات وبخار الماء يساهم فى الاتزان البيئي في الغلاف الجوي حيث يزيد ثانى أكسيد الكربون من درجة الحرارة، فى حين خروج ثاني أكسيد الكبريت يساعد على انخفاضها".