بالداخل والخارج.. نشاط مصري مكثف يسبق الانتخابات الليبية
01:05 - 09 نوفمبر 2021تسابق القاهرة الزمن لإنجاز الملفات اللازمة لإجراء الانتخابات الليبية المنتظرة بعد شهر ونصف، في أجواء آمنة، بسلسلة من الاتصالات والاجتماعات مع الأطراف الليبية والدولية المعنية، وأحدثها واشنطن وباريس.
ووفق ما ذكرت الرئاسة المصرية في بيان، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، على ضرورة دعم المسار السياسي في ليبيا وصولا إلى إجراء الانتخابات في موعدها، إلى جانب خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، و"تقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة التي تساهم في تأجيج الأزمة".
تفاهم مصري أميركي
وفي واشنطن، تناول وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، الاثنين، الملف الليبي؛ حيث أكد بلينكن على أن وجود دور مصري حيوي يسهم بالدفع نحو عملية السلام في ليبيا.
وتابع خلال مؤتمر صحفي مع شكري: "نتفق مع القاهرة على ضرورة انسحاب جميع القوات والمرتزقة الأجانب من ليبيا"، مؤكدا كذلك على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها.
ويزور شكري واشنطن لعقد جلسات الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي، التي تستمر الاثنين والثلاثاء.
ومقرر للانتخابات الرئاسية الليبية أن تجري 24 ديسمبر المقبل، فيما يتبعها الانتخابات البرلمانية في يناير، غير أن الليبيين والأطراف المعنية، وخاصة دول الجوار، تلح على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لتحييد خطر المرتزقة والقوات الأجنبية التي تهدد سلامة ونزاهة العملية الانتخابية.
اجتماعات مبشرة لـ (5+5)
ويأتي هذا بعد أيام من ختام اجتماعات للجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) التي استضافتها القاهرة نهاية أكتوبر، وشارك فيها السودان والنيجر وتشاد، إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيتش، وبحثت سبل إخراج المرتزقة من ليبيا.
ووصف كوبيتش نتائج اجتماع القاهرة بـ"الإنجاز المهم الذي يمكّن من اتخاذ خطوات عملية لخروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب القادمين من هذه البلدان كخطوة أولى نحو التنفيذ الكامل بشأن وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر 2020، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2570".
وأثنى كوبيش على مصر لاستضافتها ودعمها للاجتماع المهم الذي جاء بطلب من اللجنة العسكرية، ويسرته البعثة الدولية، لافتا إلى أن الدور المصري "ساهم في نجاح الاجتماع، كما أقر به المشاركون".
الوقت الصحيح
وتعليقا على هذه الخطوات، يقول المحلل السياسي الليبي سلطان الباروني، إن أكثر الدول التي استضافت اجتماعات ومؤتمرات تخص الشأن الليبي هي مصر، "نظرا للعلاقات القوية التي تجمع الجانبين والتأثير القوي الذي تلقيه الأزمات الليبية داخل الأراضي المصرية".
وأضاف الباروني لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "مصر دائما تراها تتحرك في الوقت الصحيح"، لافتا إلى أن الانتخابات على الأبواب، وهناك الكثير من التدابير "يجب أن يتخذها المجتمع الدولي خلال هذه الفترة لضمان عدم حدوث مفاجآت تفسدها".
كما لفت إلى أهمية دور فرنسا وأميركا باعتبارهما "من الدول الفاعلة بشكل كبير في الملف الليبي"، متوقعا أن المباحثات معهما "قد تمتد لما هو أكبر من مناقشة الانتخابات وخروج المرتزقة من البلاد".