من يتحمل المسؤولية التاريخية لأزمة تغير المناخ؟
23:19 - 04 نوفمبر 2021في خضم الحديث الدائر عن أزمة تغير المناخ بمؤتمر كوب 26 بغلاسكو، يكون أول ما يتبادر للذهن تساؤل عن الدول التي تتحمل المسؤولية التاريخية للأزمة العالمية، وهو التساؤل الذي يجيب عنه تحليل أُجري مؤخرًا لإجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلدان العالم منذ عام 1850 حتى عام 2021.
وبحسب التحليل الذي أعدّه موقع "كاربون بريف" المتخصص في مجال تغير المناخ، فإن البشر قد أطلقوا نحو 2504 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي منذ عام 1850، وهو رقم يتوافق مع البيانات التي قدمتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ومشروع الكربون العالمي، وهو جهد دولي لقياس انبعاثات الكربون والمصارف كل عام.
وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بالتصنيف العالمي، باعتبارها المسؤولة عن إنتاج أكثر من 509 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون منذ عام 1850 وهي مسؤولة عن أكبر حصة من الانبعاثات التاريخية، بحوالي 20 بالمئة من الإجمالي العالمي.
بينما تأتي الصين في المرتبة الثانية، بإنتاج 284.4 غيغا طن، تليها روسيا 172.5 غيغا طن، والبرازيل في المرتبة الرابعة 112.2 غيغا طن، وتأتي إندونيسيا في المركز الخامس بإنتاج 102.5 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون.
في المرتبة السادسة تأتي ألمانيا 88.5 غيغا طن، ثم تأتي الهند في المركز السابع بإنتاج 85.7 غيغا طن ثاني أكسيد الكربون، وفي المرتبة الثامنة تقبع المملكة المتحدة بـ 74.9 غيغا طن، وتاسعًا تأتي اليابان بـ 66.7 غيغا طن، أما في المركز العاشر تأتي كندا 65.5 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون.
تاريخ من الانبعاثات
وتعد الولايات المتحدة أكبر ملوث تراكمي منذ عام 1850 حتى يومنا هذا، فيما كانت روسيا ثاني أكبر ملوث حتى عام 2007، عندما تجاوزت انبعاثاتها انبعاثات الصين، التي بدأت انبعاثاتها في الارتفاع بسرعة منذ السبعينيات.
بينما كانت المملكة المتحدة ثالث أكبر مصدر للانبعاثات لمدة قرن، من عام 1870 حتى عام 1970، عندما تجاوزتها البرازيل مؤخرًا.
ويُظهر تحليل "كاربون بريف" أن حوالي 85 بالمئة من الانبعاثات التراكمية للولايات المتحدة والصين ناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، و15 بالمئة من إزالة الغابات، والعكس صحيح بالنسبة للبرازيل وإندونيسيا.
كما أحرزت إندونيسيا بعض التقدم في وقف تجريف الأشجار، لكن قطع الغابات في البرازيل تسارع في عهد الرئيس الحالي، جاير بولسونارو.
وأدى إدراج انبعاثات إزالة الغابات إلى رفع أستراليا من المركز السادس عشر إلى المركز الثالث عشر؛ حيث يُعتقد أن أستراليا قد أزالت ما يقرب من نصف غطاء الغابات في آخر 200 عام.