الإمارات..اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثالثة في "براكة"
15:54 - 04 نوفمبر 2021أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الخميس، اكتمال الأعمال الإنشائية لثالث محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، التي تعد أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، وذلك في إطار مساهمتها المتواصلة في تحقيق رؤية الطاقة الصديقة للبيئة لدولة الإمارات.
وتم تسليم أنظمة المحطة الثالثة، تمهيدا للبدء في مرحلة الاستعدادات التشغيلية، وصولا إلى بدء تشغيلها وإنتاج الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة عام 2023، لتنضم إلى المحطة الأولى التي بدأت التشغيل التجاري، والمحطة الثانية التي تم ربطها بشبكة الكهرباء الرئيسية لدولة الإمارات، وتشهد حاليا عملية رفع مستويات طاقة المفاعل مع الاختبارات المصاحبة، وفق ما ذكرت وكالة "وام".
وجرى الإعلان عن هذا الإنجاز الجديد بمناسبة "يوم الطاقة" على هامش مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "COP26" في غلاسكو، مما يجسد التقدم الذي حققته الإمارات في عملية الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة، وتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية وزيادة إنتاج الطاقة لمواكبة زيادة الطلب على الكهرباء.
وبينما تسعى دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "COP28" عام 2023، فإن ذلك يبرز الجهود الملموسة التي تبذلها الدولة لخفض الانبعاثات الكربونية في إطار التزاماتها المناخية، وإطلاقها حديثا مبادرة استراتيجية الحياد المناخي 2050.
ويعني هذا الإنجاز الجديد أن محطات براكة ستضيف قريبا 1400 ميغاواط أخرى من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، مما يرسخ الدور الريادي لدولة الإمارات في قطاع الطاقة الصديقة للبيئة.
ويُبرز اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثالثة، التقدم الكبير الذي تحققه مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على صعيد الجهود الجارية لمواجهة التغير المناخي، ودعم جهود دولة الإمارات فيما يخص الوفاء بتعهداتها الخاصة بزيادة الاعتماد على الطاقة الصديقة للبيئة عبر استخدام تكنولوجيا الطاقة النووية في إنتاج كهرباء الحمل الأساسي لدعم مصادر الطاقة المتجددة والمتقطعة.
وتقوم محطات براكة بدور ريادي في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة، حيث أصبحت المحطة الأولى في براكة في أبريل 2021 أكبر مصدر منفرد للكهرباء في المنطقة، حيث تنتج كهرباء صديقة للبيئة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
ومع ربط ثاني محطات براكة بشبكة كهرباء الدولة في سبتمبر 2021، أصبحت محطات براكة تتصدر جهود خفض الانبعاثات الكربونية في الدولة، والمضي قدما نحو مضاعفة كمية الكهرباء الصديقة للبيئة التي تنتجها المحطات.
وبحلول عام 2050، من المتوقع أن تقوم محطات براكة بخفض الانبعاثات الكربونية في إمارة أبوظبي بنسبة 50 بالمئة، مما يدل على القدرات الكبيرة للطاقة النووية في إنتاج كهرباء الحمل الأساسي من دون أي انبعاثات كربونية.
وستنتقل المحطة الثالثة في براكة الآن إلى المرحلة التالية، المتمثلة في استكمال الاستعدادات التشغيلية والاختبارات والرقابة التنظيمية والمراجعات الدولية المطلوبة للحصول على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقلة المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات.
وخلال مراحل تطويرها، استكملت المحطة الثالثة في براكة عددا من الاختبارات الفردية والمجمعة، بما في ذلك اختبار التوازن المائي البارد، واختبار السلامة الهيكلية، واختبار معدل التسرب المتكامل، واختبار الأداء الحراري، وذلك في إطار المرحلة الأولى من برنامج الاختبارات الأولية والتي تهدف لضمان عمل أنظمة المحطة وفقًا لأعلى المعايير المعمول بها في قطاع الطاقة النووية، وكذلك ضمان مواصلة الالتزام بذلك خلال مرحلة التشغيل وطيلة العقود المقبلة.
وقبل إصدار الهيئة الاتحادية للرقابة النووية رخصة تشغيل المحطة الثالثة، تجري الهيئة عمليات تفتيش ومراجعات تفصيلية لجميع جوانب المحطة وشركة التشغيل.
وبالإضافة إلى عملية المراجعة المكثفة للهيئة، وتماشيا مع الالتزامات التي تعهدت بها دولة الإمارات في عام 2008 بالالتزام بأعلى معايير السلامة والأمن والجودة وعدم الانتشار والشفافية التشغيلية، ستخضع المحطة الثالثة وفريقها التشغيلي لعدد من التقييمات من قبل خبراء دوليين مستقلين في الطاقة النووية من الرابطة العالمية للمشغلين النوويين.
وتعد محطات براكة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، وتضم 4 من مفاعلات الطاقة المتقدمة من طراز APR-140 حيث بدأت العمليات الإنشائية في العام 2012، وتقدمت بشكل ثابت منذ ذلك الحين، ووصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع إلى أكثر من 96 بالمئة.
وعند تشغيلها بالكامل ستنتج محطات براكة الأربع 5.6 غيغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لأكثر من 60 عاما مقبلة.