المرتزقة الأفارقة في ليبيا على رأس أولويات "اجتماع القاهرة"
23:21 - 29 أكتوبر 2021تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، السبت، اجتماعا للجنة العسكرية المشتركة 5+5 لبحث سبل إخراج المرتزقة والعصابات الإفريقية المستوطنة في الأراضي الليبية.
وقال مصدر من داخل لجنة "5+5" لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الاجتماع سيحضره ممثلون من دول الجوار الليبي والدول الإفريقية التي يوجد مرتزقة تحمل جنسياتها داخل ليبيا.
وأكد المصدر أن الاجتماع "سيبحث جديا وضع آلية لإخراج هؤلاء المرتزقة وإعادتهم إلى بلادهم"، مشيرا إلى أن "الخيار العسكري أيضا قد يتم بحثه ضد هذه العصابات".
كما أشار إلى أن أزمة المرتزقة الأفارقة تعد "الأزمة الكبرى الآن، نظرا لأن هذه المليشيات تتحرك وفق أوامر تنظيمات إرهابية لا توجد دولة مسيطرة عليها بشكل يجعلها قادرة على سحبهم، وفي نفس الوقت يصعب التفاوض مع هذه التنظيمات الإرهابية".
وأوضح المصدر أن استضافة القاهرة لهذا الاجتماع "جاء بناء على قوة العلاقات المصرية مع الدول الإفريقية المعنية بالأزمة، مما قد يساهم في التأثير بإيجابية في هذا الملف".
وتابع: "التحرك السريع لحل هذا الملف جاء بعد تخوفات من توطين هذه العصابات في النسيج الليبي والتعامل معهم على أنهم أمر واقع، كون أنهم من الأساس هربوا من أوطانهم بسبب تورطهم في قضايا إرهاب أو محاولات انقلاب، مما يصعب على الأنظمة الموجودة في دولهم قبول عودتهم مرة أخرى".
الإخوان والمرتزقة الأفارقة
وبحسب مصادر رسمية، فإن عدد الإرهابيين الأفارقة في ليبيا بلغ أكثر من 25 ألفا، يتركز معظمهم جنوبي البلاد، ويتحكم تنظيم الإخوان في أغلبهم.
والمرتزقة والإرهابيون الأفارقة، ينتمون إلى جماعات المعارضة المسلحة في هذه البلاد، ويتخذون من جنوب ليبيا قاعدة للتدريب والتمويل والانطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية.
ويتم ذلك كله بالتنسيق مع تنظيم الإخوان في ليبيا، إذ يستعين بهم التنظيم وداعموه في عمليات قتال داخل ليبيا ضد الجيش الوطني الليبي، حيث أنهم منخرطين بشكل رسمي في ميليشيات الإرهابي أسامة الجويلي، وهذه الميليشيات من مصلحتها أن يبقى المرتزقة التشاديون في الجنوب الليبي، كورقة ضغط وابتزاز، وزعزعة المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني الليبي.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي، إبراهيم الفيتوري، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "المرتزقة الأفارقة يمثلون الخطر الأكبر في ليبيا، نظرا لأن دخولهم إلى البلاد كان هربا من مطاردة القوات النظامية في دولهم لهم، بسبب تورطهم في عمليات إرهابية أو ما شابه هناك".
وأضاف: "هؤلاء المرتزقة وجدوا في ليبيا أرض ممهدة لتلقي تدريبات والحصول على أسلحة لمهاجمة وتنفيذ عمليات إرهابية داخل بلادهم، مما سيحفز حكومات الدول الإفريقية ضد فكرة عودتهم، لذا فإن الخيار العسكري قد يكون هو الحل ضد هذه الميليشيات".
وضرب الفيتوري مثلا لهذه الأزمة، قائلا: "معظم المرتزقة الموجودين في ليبيا معروف أين سيذهبون، لكن هناك فئة مثل العصابات التشادية الموجودة في الجنوب وتحتضنهم بعض التيارات السياسية، سيصعب تحديد وجهتها، فمن المستحيل أن تستقبل تشاد هذه العصابات على أراضيها، خاصة بعد مقتل الرئيس التشادي على أيديهم".
واستطرد قائلا: "السودان وما بها من أزمات الآن وتخبط سياسي واضح هل سيكون مستعدا لاستقبال عناصر مدربة على استخدام السلاح وحروب العصابات داخل ليبيا؟.. بالطبع لا، خاصة وأن هؤلاء المرتزقة قدموا إلى ليبيا لخدمة تنظيم الإخوان هناك بموافقة النظام السابق بقيادة عمر البشير، الذي أطاحت به ثورة ديسمبر، مما يجعل فكرة عودتهم شبه مستحيلة بالنسبة للنظام السوداني الجديد".
وأشار الفيتوري إلى أن عملية إخراج المرتزقة الأفارقة "بالتأكيد هي الأصعب، وستستوجب جهدا جبارا من داخل ليبيا ومن المجتمع الدولي والأمم المتحدة، محذرا من الاستسلام لفكرة دمجهم في النسيج الليبي، مما يفقد ليبيا هويتها".